لم يكن غياب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء، عن القمة الخليجية مستغرباً، رغم توجيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، دعوة له لحضورها في العاصمة الرياض.
وقبل انعقاد القمة بساعات، أعلنت قطر رسميا، غياب أمير البلاد، للمرة الثانية على التوالي عن المشاركة بالقمة الخليجية، لكنها رفعت مستوى تمثيلها في القمة إلى مستوى رئيس الوزراء، مقارنة بالقمة السابقة.
وقبل يوم واحد من القمة المزمعة، غادر "آل ثاني" البلاد متوجهًا إلى رواند، للمشاركة في حفل جوائزه لمكافحة الفساد، مما أعطى إشارة مبكرة حول عدم مشاركته بالقمة.
ويبدو أن الأزمة لم تصل خط النهاية بعد، رغم حديث وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الجمعة، عن وجود مباحثات مع السعودية.
ويقول مصدر قطري مُطلع للأناضول، الثلاثاء، إن عدم مشاركة الأمير تميم، "تأتي في ظل استمرار إجراءات الحصار المفروضة من السعودية والإمارات والبحرين".
ويضيف المصدر، مفضلًا عدم نشر هويته، أن الأجواء مغلقة أمام الطائرات القطرية، وكذلك الحدود أمام تنقلات المواطنين، كما لم تعلن الدول الأربع إنهاء مطالبها، بل تصر على القول إن "على الدوحة أموراً يجب أن تفعلها قبل الحل".
ومع بدء الأزمة، دعت دول الحصار قطر إلى تنفيذ 13 مطلبا، أهمها إغلاق قناة "الجزيرة" الإخبارية، وتخفيض العلاقة مع إيران، وقطع العلاقات مع جماعة "الإخوان المسلمين".
ويلفت المصدر إلى أن "الهجوم الإعلامي على قطر ومسؤوليها، ما زال مستمرًا في الإمارات على المستويات الرسمية والصحفية، مما يشير أن الأزمة لم يقترب حلها مع الأطراف".
فيما يشير إلى أن انعقاد القمة في بلد طرف في الأزمة (السعودية)، هو بمثابة "عقبة" أمام حضور أمير قطر.
من جهتها، تحدثت تقارير صحفية دولية، عن أن أخبار زيارة وزير خارجية قطر إلى السعودية، سربتها دولة الإمارات، "لتشويه صورة الدوحة، ومنع أي فرصة لمصالحتها مع الرياض".
وعزت تلك التقارير سبب تلك التسريبات حول الزيارة، إلى إظهار الدوحة على أنها متمسكة بشروطها، ولكي تبدو أنها غير جادة في مسار المصالحة.
ويشدد المصدر القطري، على أن قمة الثلاثاء، لن تكون "استثنائية" لإحداث مصالحة، "لأنه لم يسبقها كثير من التطورات، حتى تكون مختلفة بشكل حقيقي".
ويذكر أنه لا يوجد إجراءات حقيقية لإنهاء الأزمة وتحقيق المصالحة، من قبيل رفع الإجراءات عن قطر، سواء فتح الأجواء أمام الطائرات أو حركة المسافرين والبضائع التي تعبر إلى قطر.
حيث تنعقد القمة في السعودية كما كانت سابقاتها، بشكل طبيعي وفي إطار العلاقات الباردة بين قطر والسعودية، في ظل التزام الدوحة المشاركة في أي قمة أو اجتماع خليجي بغضّ النظر عن مستوى التمثيل.
وكان الأمير تميم بن حمد، قد تلقى في 3 ديسمبر/كانون أول الجاري، دعوة من العاهل السعودي لحضور قمة الرياض، عن طريق عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتلقى فيها قطر دعوة لحضور قمم الخليج، في ظل استمرار الأزمة التي برزت عام 2017، إذ تلقت الدوحة دعوات مماثلة أكثر من مرة خلال العامين الماضيين.
تجدر الإشارة أن آخر مشاركات قطر، في القمم الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية)، في مايو/أيار الماضي، بمكة المكرمة، من خلال وفد رفيع المستوى، برئاسة الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.