خالد جونوزي صاحب مقهى "غزة" جنوب كوسوفو : ـ اختيار اسم المقهى إظهار للتضامن مع الفلسطينيين الذين تحاصرهم إسرائيل ـ "غزة حرة" كلمة مرور الإنترنت (واي فاي) وكتبتها في أماكن عدة بالمقهى ـ أخشى أن تتسع النار بغزة وتطوق كل الناس لالتزامهم الصمت تجاه ما يحدث
ويضم مقهى غزة الواقع قرب ساحة شاديرفان التاريخية في بريزرين، أعلاما فلسطينية ورموزا معلقة على الجدران مكتوبا عليها "فلسطين حرة"، ويقدم عصائر ومشروبات باردة معدة من الفاكهة الطازجة.
وفي حديثه للأناضول، قال جونوزي وهو من كوسوفو إنه افتتح المقهى في 1 أغسطس/ آب 2014 لدعم الشعب الفلسطيني المحاصر.
وأضاف: "لا أستطيع فعل شيء أكثر، وهذا هو دعم لهم (للفلسطينيين) عبر إظهار التضامن ومساعدة الأشخاص الذين يعيشون داخل الجدران (محاصرين) منذ 70 - 80 عاما".
وتابع: "هذه فكرة لدعم الناس والتضامن معهم ودعمهم، أذكرهم بالوضع البائس للشعب الفلسطيني المحاصر منذ نحو 8 عقود".
ولفت إلى أن والده اقترح التسمية، وأنه بعد اتخاذ القرار بذلك زاد شعوره بالمسؤولية تجاه غزة عاما بعد عام.
وذكر أنه "عملت على اختيار كلمة مرور الإنترنت اللاسلكي (واي فاي) في المقهى باسم 'غزة حرة'، وكتبتها في أماكن عدة بالمقهى"، مؤكدا أنه "يهدف إلى إيصال رسالته إلى كل من يمر بالمقهى بما في ذلك الأطفال".
ومنذ أكثر من 17 عاما تفرض إسرائيل حصارا خانقا على الفلسطينيين في قطاع غزة، تسبب بشكل تراكمي وتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.
وإضافة إلى الحصار المفروض منذ عام 2006 ويشمل إغلاقا اقتصاديا وتقييد حرية الحركة للبضائع والمواطنين الفلسطينيين وحرية صيد الأسماك، فإن إجراءات أمنية عديدة فرضتها إسرائيل على القطاع طوال السنوات الماضية.
** ردود فعل إيجابية
جونوزي تطرق إلى أنه "يتلقى ردود فعل إيجابية بشكل عام من السياح الذين يأتون إلى المقهى".
وقال: "أعمل مع السياح، وعادة ما يسألونني من أين أتيت؟ فأقول إنني من هنا (كوسوفو)، لكني أهتم فقط بأهل غزة، إنهم يتعرضون للقمع الإسرائيلي أمام أعين العالم".
ووأضاف "نحن جميعا نشاهد (الإبادة الإسرائيلية في) غزة على شاشة التلفزيون، ولكن لا أحد يفعل أي شيء".
وأردف: "أخشى أن النار في غزة سوف تكبر وتطوق كل الناس لمجرد التزامهم الصمت" حيال ما يجري في القطاع الفلسطيني.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
** معاناة متشابهة
جونوزي أفاد أن هناك تشابها بين معاناة أهل غزة وشعب كوسوفو بقوله "أبذل قصارى جهدي فقط لأدعم هذا الشعب (الفلسطيني)، يمكننا أن نقارن شعب كوسوفو بشعب فلسطين بالذي مررنا به على مر السنين".
وتابع بالخصوص: "لقد عانينا، وهم يعانون أيضا بسبب النظام الإجرامي القاسي، يجب على الذين يعارضون قضية غزة أن يشاهدوا مقطع فيديو على الأقل ليروا ما يحدث".
وخلال التسعينيات جرت في كوسوفو حرب دامية بين القوات الصربية والألبان، انتهت بتدخل من حلف شمال الأطلسي ضد بلغراد، فيما تم الإعلان عن استقلال كوسوفو عن صربيا عام 2008.
وقال جونوزي: "كلنا لدينا آباء وأطفال، وكل شخص لديه حس يجب أن يتأثر بهذه الأحداث" التي يعانيها الشعب الفلسطيني.
وختم كلامه بالقول إن الرسالة التي أراد إيصالها "بدأت تنتشر بشكل أسرع بسبب الأحداث الأخيرة في فلسطين"، لافتا إلى أن "لديه أحلاما وأهدافا بحاجة إلى العمل بجدية أكبر لتحقيقها".