|

باحات مساجد إسطنبول قبلة الصائمين المفضلة للإفطار

- يقبل الصائمون في تركيا وخاصة بإسطنبول على باحات الجوامع والحدائق المحيطة بها لتناول وجبة الإفطار، في مشهد اعتادوا عليه في كل رمضان- مع حلول الربيع بإسطنبول تتحول باحات المساجد والحدائق إلى لوحة فسيفسائية تعكس جمال وروحانية المدينة، وتلاقي المسلمين وتعزيز تواصلهم

11:33 - 26/04/2022 الثلاثاء
تحديث: 11:37 - 26/04/2022 الثلاثاء
الأناضول
باحات مساجد إسطنبول قبلة الصائمين المفضلة للإفطار
باحات مساجد إسطنبول قبلة الصائمين المفضلة للإفطار

مع انتهاء التدابير المتخذة لاحتواء جائحة كورونا وحلول شهر رمضان المبارك، عاد معظم الصائمين في تركيا إلى عاداتهم الرمضانية السابقة بعد عامين من الحظر، ومن بينها الإقبال على الإفطار بساحات المساجد.

ويقبل الصائمون بشكل ملفت في تركيا وخاصة بإسطنبول على باحات الجوامع والحدائق المحيطة بها من أجل تناول وجبة الإفطار العائلية، في مشهد اعتادوا عليه في كل رمضان خاصة عندما يكون الطقس جميلا.

وخلال السنوات الأخيرة، كان يحل رمضان في أشهر الصيف الحارة، ليجد الصائمون الهاربون من حر الصيف متنفسا لهم في باحات الجوامع وحدائقها (باستثناء آخر عامين حيث تدابير كورونا) للتمتع بالأجواء الروحانية وبالهواء العليل و بالإفطارات الجماعية.

ويتدفق هذا العام وخصوصا في نهاية الأسبوع وبأيام الطقس الجميلة في تركيا الصائمون إلى الحدائق المحيطة بالجوامع وباحاتها، بعد أن اشتاق كثير منهم للفطور بشكل جماعي في الأماكن العامة الروحانية.

روحانية المكان

ومما يجذب الصائمين إلى باحات وحدائق الجوامع المركزية روحانية المكان، حيث تتلى الآيات القرآنية وتقام الصلوات الجماعية، ويتم إكمال "المقابلة" وهي ختمة قرآنية بمشاركة الحاضرين إلى هذه الجوامع.

كما يحضر المصلون بشكل جماعي مع العائلات والأطفال من أجل تعليمهم العادات الإسلامية وتعريفهم بتاريخهم، خاصة أن المواقع المركزية الروحانية هي جوامع تاريخية تعود لقرون عديدة ولديها قصص مختلفة.

وتشمل رحلة العائلات إلى هذه الأماكن تعريف الأبناء بالتاريخ الإسلامي، والحديث عن الشهر الفضيل وتراكم ذاكرة من العادات الرمضانية التي تشجع على الصيام في السنوات التالية بشكل دائم ومستمر.

ومن الجوامع الهامة التي يستهدفها الصائمون "الفاتح" و"السليمانية" و"السلطان أيوب"، ولكل جامع قصة وحكاية ومكانة خاصة في قلوب الأتراك والمسلمين، حيث يحمل الصائمون فطورهم معهم ويقضون وقت الإفطار وصولا لإكمال التراويح.

لقاء الأحبة

وتشكل هذه الإفطارات فرصة للقاء الأحبة أيضا، إذ تتفق العائلات التركية على الالتقاء في أحد الجوامع المركزية الروحانية الهامة، مع إحضار جميع العوائل إفطارها إلى هذه الأماكن.

ويتخذ هؤلاء مكانا لهم فوق الأعشاب ويفرشوا ما جادت به أنفسهم من أطعمة مميزة وخاصة تلك الرمضانية منها، فضلا عن الحلويات والمشروبات الرمضانية المختلفة التي اعتاد الصائمون تناولها في شهر الصوم.

ومن عادات الأتراك الحرص على الإفطارات الجماعية كما حال معظم مسلمي العالم، حيث لقاءات الأحبة والأصدقاء فيما بينهم خلال الشهر الفضيل بتبادل الطعام والإفطار وأداء الصلوات والعبادات.

ورصدت عدسة الأناضول في ساحات السلطان أحمد ما بين جامعي "السلطان" و"آيا صوفيا" إقبال الصائمين على الإفطار في حدائق المنطقة، مع حمل الأطعمة وافتراش العشب تمهيدا للإفطارات الجماعية.

موائد إفطار جماعية

ومن العادات الرمضانية في تركيا تشكيل موائد إفطار جماعية من قبل الصائمين في الأحياء ما بين الجيران والأقارب، حيث تعمل كل عائلة على المساهمة في إعداد هذه الموائد بما تجود.

وهذه اللقاءات الجماعية تكتسب فرحة كبيرة للصغار والكبار وتقرب من الصائمين أكثر في رمضان ما يعزز التعاضد والتلاقي فيما بينهم في تحقيق أهداف الشهر الفضيل في مزيد من الألفة والمحبة.

ويعمل كثيرون على نقل هذه الموائد إلى باحات الجوامع للجمع ما بين الروحاني والعبادة واللقاء والتواصل الاجتماعي، وتعويد الأطفال على العادات الرمضانية، وتبادل الأجواء الرمضانية المميزة.

ومع حلول الربيع في مدينة إسطنبول تتحول باحات المساجد والحدائق إلى لوحة فسيفسائية تعكس جمالية وروحانية إسطنبول، وتلاقي المسلمين فيما بينهم وتقاسم لقيمات الإفطار وتعزيز تواصلهم.

#تركيا
٪d سنوات قبل