كلمة في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية...
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لن يتمكن أحد من تخريب أواصر الأخوة بين تركيا وسوريا وبين العرب والأتراك والأكراد.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته، الأربعاء، في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية بالبرلمان التركي في العاصمة أنقرة.
وأوضح أردوغان أن "اهتمام تركيا بدولة جارة لها (سوريا) لأسباب مشروعة ومحقة وإنسانية أمر طبيعي جدا".
وأضاف أن واجب الأخوة والجوار يقتضي أن تداوي تركيا جراح إخوانها السوريين وتضمن لهم النهوض في أقرب وقت.
وتابع: "لا يمكننا أن ننظر بمنظار غربي إلى دولة مجاورة (سوريا) تربطنا بها علاقات أخوية منذ قرون وحدود بطول 911 كيلومترا".
وشدد على أن أنقرة تتابع وتدعم حل كل قضايا الإخوة الأكراد في سوريا، وأن تركيا هي الضامنة لأمن الأكراد.
وأشار إلى ان تنظيم "واي بي جي" الإرهابي الذي ينهب الموارد الطبيعية في سوريا، لن يفلت من المصير المؤلم الوشيك ما لم يحل نفسه ويلقي سلاحه.
وأردف: "يجب على الجميع أن يرفعوا أيديهم عن المنطقة ونحن قادرون مع إخواننا السوريين على سحق داعش و"واي بي جي" وغيرها من التنظيمات الإرهابية بوقت قصير".
وفي معرض رده على انتقادات المعارضة الداخلية للوجود التركي في سوريا، قال أردوغان: "الشعب السوري تظاهر مطالبا بحقوقه في العدالة والحرية، ولم يكن لتركيا أي دخل في تلك المظاهرات، وبعد بدء الثورة السورية تحدثت إلى الرئيس السوري السابق عدة مرات".
وأردف: "أكدت له بأن المظاهرات سلمية، وأن عليه أن يأخذ مطالب الشعب بعين الاعتبار. وشددت على ضرورة قيامه بالإصلاحات التي ينتظرها الشعب في أسرع وقت. وفي كل اتصال أكد لنا أنه سيقوم بالإصلاحات اللازمة لكنه لم يف بوعوده".
واستطرد: "وبدلا من الاستماع لمطالب المتظاهرين، أقحم جيشه وقمع المظاهرات بأساليب عنيفة ودموية. حينها أوضحت للأسد بطريقة بناءة أن قمع المظاهرات بالقوة من شأنه أن يسبب ردود أفعال في كافة أنحاء البلاد وفي كافة أنحاء الجغرافيا الإسلامية".
وأوضح أردوغان أنه ذكّر الأسد بأن السبيل الوحيد لوقف المظاهرات في سوريا هو تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها، لكن الأسد زاد من جرعة العنف وسرّع من وتيرة المجازر بدلا من حل الأحداث بالطرق السلمية".
وأضاف أن المظاهرات السلمية التي كانت على نطاق محدود وصغير، تزايدت وانتشرت في جميع أنحاء سوريا بسبب العنف غير المتناسب المستخدم من قِبل النظام.
وأضاف أردوغان أن النار التي بدأت بالاشتعال قرب حدود تركيا مباشرة، تحولت إلى حريق يشكل تهديدا خطيرا لتركيا.
وأردف: "بدأت موجة هجرة جماعية من سوريا إلى بلادنا. علاوة على ذلك، تعرض المدنيون الأبرياء في سوريا لمعاملة غير إنسانية مثل القتل الجماعي والأسلحة الكيميائية والتعذيب والاغتصاب والهجرة القسرية".
وأوضح أردوغان أنه بعد أن وصلت الحرب الأهلية في سوريا إلى هذه النقطة، أصبح من الضروري لتركيا التدخل في التطورات من أجل حماية حدودها واتخاذ الاحتياطات ضد التنظيمات الإرهابية وحماية المظلومين هناك".
وأشار إلى مقتل مليون شخص في سوريا، وإلى نهب المدن التي كانت بمثابة قرة عين الحضارة الإسلامية، وإلى المقابر الجماعية التي ظهرت في كل أنحاء سوريا.
وأكد أن تركيا ستواصل دعمها ومساهمتها في ترسيخ الاستقرار في سوريا واستكمال عملية الانتقال وبناء نظام يحتضن جميع السوريين.
وصرح بأن تركيا تتعاون مع حكومة الإنقاذ السورية والعالم العربي والمجتمع الدولي لمساعدة سوريا على التعافي في أقرب وقت ممكن.
وأكد الرئيس التركي أن تركيا والإدارة السورية الجديدة لن تسمحا أبدا بمحاولات جر البلاد إلى حالة عدم الاستقرار والفوضى مجدداً.
وتابع: "لقد حان الوقت لأولئك الذين يحاولون تقسيم البلاد من خلال سيناريو التوتر العرقي المصطنع أن يراجعوا أنفسهم، لأن المشكلة الأكثر خطورة في سوريا الآن هي أن "واي بي جي" الإرهابي الذي لا يزال يحتل ثلث مساحة البلاد".
وعلى صعيد متصل، تطرق أردوغان إلى احتلال إسرائيل لمساحات من الأراضي السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقال في هذا السياق: "يجب على القوى التي تعتدي على الأراضي والشعب السوري، وخاصة إسرائيل، أن تضع حدا فوريا لهذه الأعمال العدوانية، وإلا فإن النتائج سيكون لها تأثير سلبي على الجميع".