كان الشهيد مراد كوجا تورك قد ذهب لجبل التركمان من أجل نيل الشهادة قبل وفاته بثلاثة أشهر. كوجا تورك الذي كان يريد الشهادة طوال عمره، حقق حلمه مساء 15 يوليو/تموز. سقط مراد كوجا تورك الذي خرج من بيته عقب نداء رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان شهيدًا أمام بلدية اسطنبول من قِبل الانقلابيّين الخونة.
مسقط رأس الشهيد مراد كوجا تورك هو قيصري، وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، وأب طفلين أحدهما في الثامنة والآخر في الثانية عشرة من عمريهما. كان كوجا ترك يعمل في مصانع الأحذية كعامل ماهر، وفي نفس الوقت كان مهتمًا بالرياضة، فكان يلعب الكاراتيه والكونغ فو والكيك بوكس.
"كان وجهه ضاحًا، انتهت آلامي"
كان الشهيد الذي خرج من بيته وذهب أمام مبنى بلدية إسطنبول يرتدي قميصًا عليه مربعات. رأى والده بيرم كوجا تورك الذي كان يتابع الأحداث أمام مبنى بلدية إسطنبول على البث المباشر أحد الأشخاص يرتدي قميصًا مربعًا يُضرب بالرصاص. قال كوجا ترك الأب عن بقية الليلة "كنت أشعر أنه ذهب إلى هناك، إذا قال سأذهب فلن نستطيع منعه. كنت أشاهده في البث المباشر من أمام مبنى البلدية. كنت أتعقب الأشخاص الذين يرتدون قمصان بها مربعات، كنت أظن أنّ مراد أيضًا هناك. صرخ أحدهم قائلًا "قُتل أحدهم" وركض الناس إلى هناك. كانوا يحملون شخصًا يرتدي قميص به مربعات ولكنهم قالوا اسمًا آخر. صعدت أنا إلى السطح وظللت أدعو حتى الصباح."
قال كوجا تورك الأب الذي ساءت حالته بعد تلقي الخبر المؤلم، أنّ المنظر الذي رآه عندما ذهب لهيئة الطب الشرعيّ لاستلام جثمان ابنه قد أراحه. قال كوجا تورك "ذهب لهيئة الطب الشرعي، وأظهروا وجهه، رأيته يضحك. أسنانه ظاهرة، ووجهه يلمع. في هذه اللحظة انتهت آلامي".
أوضح كوجا تورك الأب أن ابنه كان يطلق عليه "القاضي مراد" لأنه كان متشدّدًا جدًا في موضوع العدالة. عاد كوجا تورك الذي كان قد ذهب إلى جبل التركمان في سوريا من أجل الشهادة قبل ثلاثة أشهر من 15 يوليو/تموز. لم يكن نصيبه في الشهادة في سوريا، وإنما في المدينة التي ولد وترعرع فيها.
تمّ إطلاق اسم الشهيد مراد كوجا تورك على مدرسة من مدارس الأناضول الثانوية للأئمة والخطباء في أفجيلار.