انطلق الشهيد جمعة داغ نحو الميدان بشكل سريع بعدما لبث لا يطيق القعود عقب نداء الرئيس أردوغان ليلة 15 تموز، وكان قد قال لزوجته اليت جرت وراءه أنّه يريد الشهادة، ومن ثمّ ارتقى إلى مرتبة الشهادة دفاعًا عن العلَم. جمعة داغ هو "الشهيد بلا رأس" شهيد المجمّع الرئاسيّ، حيث وقع شهيدًا مقطوع الرأس نتيجة القصف العنيف من المروحيات التي كانت تضرب منطقة المجمّع الرئاسيّ.
"رأيت أحدهم بلا رأس أمام الدبابة"
جمعة داغ يبلغ من العمر 49 عامًا ويعمل مهندسًا جيولوجيًّا وهو من ولاية إيلازيغ. خرج ليلة 15 تموز مساءً مع زوجته وتركا طفلهما عند أحد أقاربهما قائلًا "شعبنا ورئيسنا بحاجة إلينا" منطلقًا مع زوجته نحو الميدان قائلًا لها "رقيّة، أنا ذاهب، وإن شاء الله سأكون شهيدًا مع أصدقائي". تقول زوجته أنها أضاعت زوجها في تلك الأثناء، وبعد ذلك وبسبب الهجوم الجويّ الذي شنّه الانقلابيّون كان الجميع يهرب يمينًا يسارًا، وشرحت ما عايشته تلك اليلة قائلةً "جاءت المروحية، حينما كانت تسقط علينا النار وكأنها سجيل، تقريبًا عند الساعة 01:00 ليلًا سقطت قنبلة مدويّة، قمت خلال ذلك بالبحث عن زوجي بين الجرحى، وتقدّمت بين الجرحى واحدًا واحدًا، وفجأة وجدت شخصًا من غير رأس أمام الدبابات فصحت: يا ربي ماذا فعلوا بالرجل، وعندما فهمت الفاجعة بدأت بالتعرّف على جثة هذا الرجل مقطوع الرأس، هذه جواربه، هذا بنطاله، هذا حذاؤه، في هاتفه آخر محادثة كانت لي.. هذا زوجي.. أمسكت بيده وقلت له: سامحني يا روحي. جلست بقربه دون أن أكترث أو أعير أي انتباه لذلك الرصاص المنهمر، أمسكت بيده وحضنت صدره، بعد ذلك حاولت الشرطة إبعادي فابتعدت دون أن آخذ جثة زوجي.
röp: Başsız şehit
"أشعر بالفخر"
قالت زوجة الشهيد رقية أن والد الشهيد جمعة كان قد فقد ولدين آخرين له بسبب السرطان والقلب، والآن فقد ولده الثالث جمعة بحزن وفخر معًا. هذه الشعور بالفخر لا يُمنح لأيّ أب يقفد ولده، ثمّ تحكي كلمات ردّدها والده "أنا أب الشهيد، أشعر بالفخر بولدي. ولدي أصبح شهيدًا. مهما كان فهو قطعة من كبدي، تارة أحزن وتارة أكون سعيدًا كونه شهيدًا. ولدي، قد ذهب للدفاع عن شرف الأمة وشرف الدولة".
تمّ إطلاق اسم الشهيد جمعة داغ على ندرسة متوسطة إمام خطيب بمنطقة كوتاهيا في ولاية إيلازيغ.
133- Cumhurbaşkanlığı Külliyesi bombalandı