كان عادل بويوك جنكيز من أكثر الشهداء الذين سكبوا دماءهم على تراب تركيا ليلة 15 تموز خلال مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها منظمة غولن الإرهابية، سقط بويوك جنكيز في منطقة سراج هانة حيث تلقّى رصاصة في ظهره. استشهد بويوك جنكيز بعدما رفض قبول طلب زوجته وابنته بالعودة لبيته حيث كانا يلحّان عليه بالعودة إلى البيت، إلا أنّه رفض المكوث قائلًا "الرئيس دعانا للنزول إلى الشوارع".
هل نترك وطننا لهؤلاء الخائنين
عادل بويوك جنكيز 52 عامًا وله ثلاث بنات، كان يخطّط في ليلة 15 تموز أن يبيت عند أمّه العجوز ليعتني بها، ولكّنه عندما كان يشاهد التلفاز علم بأمر محاولة الانقلاب وأنّ العساكر الانقلابيّين بدؤوا بالانتشار، وسرعان ما رأى الرئيس أردوغان على التلفاز يدعو شعبه للنزول إلى الشوارع. عند الساعة 00:30 ليلًا بعدما كان قد نزل للشارع جاءته مكالمة من زوجته آيسل، قالت له خلال المكالمة: "إنّ الأمور تأخذ مجرى متسارعًا وتتزايد خطورة، وإن العساكر يطلقون النار على الناس"، فردّ عليها "وهل نترك وطننا لهؤلاء الخائنين؟"، خلال ذلك حاولت ابنته ثنيه عن الاستمرار والرجوع إلى المنزل، إلا أنّه أنهى المكالمة وتوجّه لمنطقة سراج هانة، لتكون تلك المكالمة الهاتفية آخر هاتف بينه وبين زوجته وابنته.
بحث دام لساعات
آيسل بويوك جنكيز ذهبت إلى أمّ زوجها عادل تلك الليلة ظنًّا منها أنّه عاد إليها، وحتى الساعة 05:00 صباح 16 تموز/يوليو ظلت تتابع المستجدات. وعند الساعة 10:30 صباحًا اتصلت به إلا أنّها لم تلق ردًّا على مكالمتها، وهذا ما لم لكن بعادة عادل حسب قول زوجته آيسل. عادوت الاتصال بهاتف عمله إلا أنّها لم تلق جوابًا. عند ذلك بدأت بالاتصال بقسم الشرطة، وتوجّهت إلى مبنى الأمنيات بشارع الوطن في إسطنبول، وكانت خلال ذلك تعاود الاتصال على زوجها بين الحين والآخر، وفجأة ردّ عليها أحد الناس من هاتف زوجها، فقال لها أنّه كان بجانب زوجها عادل ليلة 15 تموز عند مواجهة الانقلابيّين، وأنّ عادل بويوك جنكيز قد تمّ ضربه بالنار من قبل الانقلابيّين، وبينما كان يتمّ نقله لسيارة الإسعاف سقط هاتفه من جيبه، كما أخبرها بأنّ زوجها مُصاب. تقول آيسل بويوك جنكيز أنّها عندما علمت بدأت بالبحث عن المستشفى التي تمّ نقله إليها، وبحثت بكلّ مستشفيات القسم الأوربيّ من إسطنبول حتى الساعة 20:30 ولكن من غير فائدة، بعد ذلك توجّهت إلى الطب الشرعيّ لتعلم من هناك أنّ زوجها قد نال شرف الشهادة.
بعد العلم بخبر استشهاد زوجها بدأت السيدة آيسل تحكي عن حياة زواجهما التي تمتدّ لعشرين سنة، وقالت أنّهما رزقا بثلاث بنات، إحداهنّ تدرس بإحدى ثانويات الفنون الجميلة بقسم الرسم وعمرها 16 عامًا، وإحداهنّ وعمرها 18 عامًا تدرس بمدرسة الطيران، أما أكبرهن وعمرها 20 عامًا فتدرس بجامعة كوتش في قسم الصناعة.
أقيمت الصلاة على الشهيد عادل بويوك جنكيز، الذي سقط على يد الانقلابيّين الخائنين لوطنهم، ليلة 15 تموز، كانت الصلاة بمسجد يني دوغان بمنطقة زيتين بورنو في إسطنبول، وتمّ نقله بعد الصلاة إلى مقبرة الشهداء في أدرنة كابي.
تمّ إطلاق اسم الشهيد عادل بويوك جنكيز على ثانوية الأئمة والخطباء بمنطقة بنديق بإسطنبول.