وزير التجارة التركي عمر بولاط في حديث للأناضول: - سوريا انتقلت إلى نظام ضريبي جمركي جديد على حدودها مع تركيا والأردن ولبنان والعراق - لاحظنا وجود أخبار مضللة تزعم أن سوريا رفعت الرسوم بنسب كبيرة على المنتجات التركية فقط - في الفترة من 1 إلى 25 يناير 2024 بلغ حجم صادراتنا إلى شمال سوريا 161 مليون دولار
قال وزير التجارة التركي عمر بولاط إن الإدارة السورية الجديدة تدعم تعزيز العلاقات التجارية مع بلاده، فيما لفت إلى أن سوريا انتقلت إلى نظام ضريبي جمركي جديد على حدودها مع دول الجوار.
وفي حديث للأناضول، قال بولاط إن الحرب التي شهدتها سوريا (2011 - 2024) كانت لها آثار مثل الهجرة والإرهاب وانقطاع تدفق التجارة التركية إلى الشرق الأوسط والخليج.
وأشار إلى أن الإدارة السورية الجديدة تتعاون بصورة كبيرة مع تركيا، مبينا أنه سيكون هناك تسارع كبير في الاقتصاد والتجارة والاستثمار وأعمال إعادة الإعمار بين تركيا وسوريا.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية بذلك 53 عاما من حكم عائلة الأسد، وفي اليوم التالي أعلن قائد الإدارة السورية أحمد الشرع تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة لإدارة مرحلة انتقالية.
تغيير الرسوم الجمركية
بولاط أوضح أنه لم تكن هناك رسوم جمركية كبيرة على المواد الغذائية ومواد البناء وغيرها من السلع بسبب احتياجات سوريا خلال الحرب.
وذكر أن الإدارة الجديدة أجرت تغييرا على 6302 تعرفة جمركية في 11 يناير/ كانون الثاني الجاري بهدف تحصيل إيرادات للنفقات العامة.
وأوضح أن سوريا انتقلت إلى نظام ضريبي جمركي جديد ومشترك في البوابات الجمركية على حدودها مع تركيا والأردن ولبنان والعراق.
وذكر أنه نتيجة لذلك، شهدت بعض السلع التركية المصدرة إلى شمال سوريا زيادة في الرسوم الجمركية، بينما تم تخفيضها لسلع أخرى.
وقال: "مع حدوث هذه الزيادات، لاحظنا وجود أخبار مغلوطة ومتعمدة تروج لمعلومات مضللة، تدعي أن الإدارة الجديدة في سوريا رفعت الرسوم الجمركية بنسب كبيرة على المنتجات القادمة من تركيا فقط، ولم ترفعها على المنتجات القادمة من الدول العربية".
وأوضح أن وزارته لدى تواصلها مع السلطات السورية بينت الأخيرة أنها اتخذت هذا القرار لتغطية النفقات العامة وليس ممارسة تستهدف تركيا فقط.
إحياء اتفاقية التجارة الحرة
وذكَّر الوزير التركي بوجود اتفاقية تجارة حرة بين تركيا وسوريا موقعة عام 2007، لكن الطرفين علقاها مع اندلاع الحرب في البلاد عام 2011.
وتابع: "قدمنا عرضا لإعادة تفعيل الاتفاقية بأوسع نطاق، والجلوس معا لإجراء الدراسات اللازمة على مستوى المنتجات، وأعربوا (الجانب السوري) عن نظرتهم الإيجابية تجاه هذا المقترح، مما يعني أننا توصلنا إلى توافق".
وذكر بولاط أن وزارته حذرت الجانب السوري من أن زيادة الرسوم الجمركية على السلع الأساسية ستؤدي إلى تضخم مرتفع داخل سوريا.
وأضاف: "بعد زيارة فريق برئاسة نائب الوزير أبلغونا رسميا في اليوم التالي بقرارهم خفض الرسوم الجمركية بشكل كبير على 269 سلعة، تشمل الحليب والطحين ومنتجات الحديد والصلب والبلاستيك، وهي مواد أساسية يحتاجونها في قطاعي البناء والغذاء".
زيادة في الصادرات إلى سوريا
وأوضح الوزير أن تركيا صدرت إلى شمال سوريا ما قيمته 2.2 مليار دولار خلال العام 2024، واستوردت ما قيمته 450 مليون دولار قبل انهيار النظام في ديسمبر الماضي.
وقال: "عند النظر إلى أرقام التجارة، نجد أنه في الفترة من 1 إلى 25 يناير 2024، بلغ حجم صادراتنا إلى شمال سوريا فقط 161 مليون دولار، بينما ارتفع هذا الرقم بنسبة 35.5 بالمئة في الفترة نفسها من هذا العام ليصل إلى 219 مليون دولار".
وأضاف: "بعد القرارات المتعلقة بالرسوم الجمركية الصادرة في 11 يناير، بلغت صادراتنا خلال 14 يوما بين هذا التاريخ و25 يناير 130 مليون دولار".
وأردف: "بينما كان هذا الرقم في الفترة نفسها من عام 2024 يبلغ فقط 98 مليون دولار. حتى بعد توحيد النظام الجمركي السوري، ارتفعت صادراتنا بنسبة 33 بالمئة".