الرئيس التركي: "مددنا يدنا إلى الجانب السوري للتطبيع ونعتقد أن هذا سيفتح الباب للسلام والاستقرار في الأراضي السورية".
أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، الأربعاء، تفاؤلا تجاه رئيس النظام السوري بشار الأسد، مبينا أن ما زال لديه أمل بلقائه وإعادة وضع علاقات البلدين إلى مسارها.
جاء ذلك في تصريحات صحفية خلال عودته من زيارتيه إلى السعودية لحضور القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، وإلى أذربيجان لحضور قمة أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "كوب 29".
وقال أردوغان: "مددنا يدنا إلى الجانب السوري للتطبيع، ونعتقد أن هذا سيفتح الباب للسلام والاستقرار في الأراضي السورية".
وشدد على أن "وحدة الأراضي السورية ليست مهددة من السوريين المنتشرين بعدة دول، وعلى الأسد أن يدرك ذلك ويتخذ الخطوات اللازمة لخلق مناخ جديد في بلاده".
وأوضح أن "تهديدات إسرائيل ضد الجوار (سوريا) ليست محض خيال".
وتطرق أردوغان لمسألة مكافحة الإرهاب، قائلا: "هناك مناطق على حدودنا يتمسك بها الإرهابيون ولا يمكن ضمان الأمن الكامل دون تطهيرها وتجفيف مستنقع الإرهاب".
وأردف: "عملياتنا خارج الحدود من أجل أمن بلادنا دائما على جدول أعمالنا، ولدينا الاستعداد للبدء في أي وقت إذا شعرنا بالتهديد".
الرئيس التركي كشف أنه لم تتح له الفرصة للاستماع إلى خطاب بشار الأسد خلال قمة السعودية، حيث ذهب للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأكد أن "الخطوات التي يتعين اتخاذها لضمان تدمير الهياكل الإرهابية بين سوريا وتركيا وتأسيس سلام عادل ودائم في سوريا واضحة".
وتابع: "لسنا من يهدد سلامة الأراضي السورية، بل هي مهددة من الإرهابيين، وخاصة تنظيمات بي كي كي/واي بي جي/ بي واي دي، الإرهابية، وحدة الأراضي السورية ليست مهددة من قبل السوريين المنتشرين في معظم البلدان".
وشدد قائلا: "على الأسد أن يدرك ذلك ويتخذ خطوات لإحداث مناخ جديد في بلاده وحمايته، والتهديد الإسرائيلي الذي يواجههم ليس قصة خيالية، لا ينبغي أن ننسى أن الحرائق في المنطقة سوف تنتشر بسرعة في الأراضي غير المستقرة".
وبخصوص مكافحة الإرهاب، قال: "هناك عمق 30 كيلومترا فيما يتعلق بهذه المنطقة الخالية من الإرهاب، ونتخذ بالفعل خطوات لتدمير هذه المنظمات الإرهابية داخل سوريا".
وأردف: "من ناحية أخرى الهدف هو التمهيد للعودة المشرفة الطوعية لإخواننا السوريين الذين قدموا إلى تركيا، حيث تم إحراز بعض التقدم في هذا الصدد".
وأشار إلى أن بناء المساكن لا يزال مستمرا شمال سوريا، مبينا: "مهدنا الطريق لإخواننا السوريين من خلال بناء مساكن هناك، الخطوات التي سنتخذها في سوريا من خلال الاجتماعات بالرياض وقمة المناخ لها أهمية كبيرة".
وتابع: "مع التوصل إلى حل لهذه المشكلة سنحقق بالفعل تقدما كبيرا شمال سوريا، وحاليا في منطقة القامشلي نتخذ الخطوات اللازمة عبر قواتنا الأمنية لكي لا يكون هناك أي جذور لهذه المنظمة الإرهابية هناك".
ولفت إلى أن قوات الأمن حققت تقدما كبيرا ونتائج هامة للغاية من خلال هذه الخطوات المتخذة، وأن تركيا تشعر بالارتياح للنتائج التي حققتها كل من المخابرات وقوات الأمن.
وشدد أردوغان على أنه لا ينبغي لأحد أن يشكك في احترام تركيا لسلامة الأراضي السورية.
واستدرك: "لكن يسود عدم استقرار كامل في شمال سوريا، وهذا يخلق بيئة مواتية للتنظيمات الإرهابية لتتغذى على الفوضى وتؤسس موطئ قدم هناك، عدم الاستقرار في سوريا وتأسيس التنظيمات الإرهابية هناك يشكل خطرا أمنيا علينا".
وأكد أن "الهدف من جميع عملياتنا ضد التنظيمات الإرهابية سواء بي كي كي/واي بي جي/ بي واي دي أو داعش، هو ضمان أمننا، والخطوات التي سنتخذها من الآن فصاعدا ستكون لهذا الغرض، ولا تزال هناك مناطق يسيطر عليها الإرهابيون، وهذا يشكل خطرا على أمننا، لا يمكن ضمان الأمن الكامل دون تجفيف مستنقع الإرهاب".