الانتخابات الرئاسية الأمريكية تثير مخاوف من الفوضى والعنف بسبب الاستقطاب السياسي وتصاعد التهديدات المتطرفة .
تشهد الولايات المتحدة تصاعدًا في التوترات السياسية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية 5 نوفمبر/تشرين الثاني، مما يثير مخاوف متزايدة من احتمالية الفوضى أو اندلاع العنف. ورغم استبعاد بعض الخبراء لحدوث حرب أهلية، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى قلق 27% من الأمريكيين من هذا السيناريو، مما يعكس الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي.
وفي ظل هذه الأجواء، تتسارع النقاشات بين الجماعات المتطرفة حول احتمالات اندلاع صراع بعد الانتخابات، حيث تقوم تلك الجماعات بتجنيد الأعضاء وتعزيز قوتها عبر الإنترنت، ما يزيد من احتمالات العنف ويستدعي تدخلًا متزايدًا من السلطات والمجتمع المدني لمنع حدوث اضطرابات.
وقد أطلقت الأجهزة الأمنية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي، تحذيرات من احتمالية الفوضى بعد الانتخابات، مشيرة إلى تزايد تهديدات الجماعات المتطرفة ومحاولات دول مثل روسيا وإيران لاستخدام تكتيكات مضللة للتأثير على مجرى الانتخابات.
ومع اقتراب موعد الانتخابات في 5 نوفمبر، يشير الخبراء إلى أن الاستقطاب السياسي المتزايد وخطاب الكراهية وانتشار السلاح تعزز المخاوف من اندلاع صراع داخلي، خصوصًا في حال خسارة المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وتبرز القضايا الأساسية مثل الاقتصاد والرعاية الصحية والهجرة كمحاور رئيسية تؤجج الانقسامات داخل المجتمع، مما يهدد الثقة في العملية الديمقراطية واستقرار النظام السياسي.
وتلعب الولايات الحاسمة دورًا محوريًا في تحديد نتائج الانتخابات، حيث تشكل ساحة المعركة الرئيسية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وتشمل هذه الولايات فلوريدا، بنسلفانيا، ميشيغان، ويسكونسن، أريزونا، جورجيا، ونيفادا، وتظهر استطلاعات الرأي تقاربًا كبيرًا في نسب التأييد بين المرشحين فيها، مما يجعلها محط أنظار الحملات الانتخابية ومفتاح الفوز في السباق الرئاسي.
كشف استطلاع للرأي أن 70 بالمئة من الأمريكيين يشعرون "بقلق" أو "بإحباط" بشأن الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الأول الجاري.
ويتشارك الديمقراطيون والجمهوريون نفس المشاعر بشأن الانتخابات، وفقا لاستطلاع أجرته وكالة "أسوشيتد برس" ومركز NORC لأبحاث الشؤون العامة بين 24 و29 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.
وذكر الاستطلاع أن الديمقراطيين كانوا أكثر عرضة للشعور "بالقلق" من الجمهوريين، في حين شعر المستقلون أيضا "بالإحباط" ولكنهم كانوا "أقل قلقا واهتماما وحماسة" من أنصار الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وأعرب المواطنون السود عن أنهم "أشد حماسة" من البيض، وأقل "قلقا أو إحباطا" بشأن الانتخابات.
وأوضح الاستطلاع أن الناخبين اللاتينيين يشعرون أيضا "بإحباط" أقل من الناخبين البيض.
جدير بالذكر أن الاستطلاع شمل 1233 شخصا، قبل أيام من الانتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، والتي يتنافس فيها المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.