في حال أجريت هذه الانتخابات في إسرائيل سيصوت أكثر من 60 بالمئة لترامب ونحو 20 بالمئة لهاريس، وفق محللة إسرائيلية..
تراقب إسرائيل عن كثب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة غدا الثلاثاء، وإن كان من الواضح أن أوساط واسعة فيها تفضل فوز المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب (2017-2021).
وثمة اتفاق بين ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس على استمرار دعم واشنطن لما تعتبره "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لاسيما في ظل حرب الإبادة الراهنة على قطاع غزة.
ومنذ بدء إبادة غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تقدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن (ديمقراطي) لإسرائيل دعما عسكريا ومخابراتيا وسياسيا لم تكن الحرب لتستمر من دونه.
ويؤكد كل من هاريس وترامب دعمهما لتل أبيب، وإن أطلقا بوتيرة متباينة تصريحات دعائية رمادية عن إنهاء الحرب، لمغازلة ناخبين بينهم الأمريكيون من أصول عربية وإسلامية.
وفي ظل منافسة محتدمة مع ترامب على جذب أصوات الناخبين، أعلنت هاريس في أكثر من مناسبة أنه آن الأوان لإنهاء الحرب في غزة.
وأسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 145 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ولم توضح هاريس ما إذا كانت إدارتها، في حال الفوز، ستتعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحزم مقارنة بدعم إدارة بايدن المستمر له منذ أكثر من عام من الإبادة المتواصلة.
كما سبق أن دعا ترامب إلى إنهاء الحرب، ولكن سياسته حال فوزه بفترة رئاسية ثانية ما تزال غير واضحة.
لماذا ترامب؟
وقالت المحللة الإسرائيلية في صحيفة "جيروزاليم بوست" سوزان روليف، الاثنين، إن "استطلاعات الرأي في إسرائيل تظهر أنه إذا أُجريت هذه الانتخابات هنا، فإن أكثر من 60 بالمئة سيصوتون لترامب ونحو 20 بالمئة لهاريس".
وأضافت: "والإجابة الشائعة التي يحصل عليها المرء من الإسرائيليين المؤيدين ترامب عندما يُسألون عن اختيارهم هي أن: ترامب أفضل لإسرائيل".
واعتبرت أنه "في الظاهر يبدو هذا ردا منطقيا تماما، فأولا أغلبية السكان اليهود في إسرائيل اليوم ليسوا ليبراليين ولا تقدميين، وبالتالي ليس لدى هاريس أي فرصة منذ البداية، بينما يحظى ترامب المحافظ، أو بالأحرى غير الليبرالي والرجعي، بميزة مدمجة".
وتابعت: "ثانيا، إن حقيقة أن نتنياهو يفضل ترامب بشكل واضح، وعلاقته غير الودية مع هاريس (...) تؤثر بالتأكيد على قطاعات كبيرة من الرأي العام في إسرائيل".
روليف استدركت: "ومع ذلك، أعتقد أن الاقتراح القائل بأن ترامب مفضل لإسرائيل يتطلب فحصا أكثر جدية".
وأوضحت: "صحيح أن ترامب يتمتع بجاذبية لدى بعض فئات الإسرائيليين بسبب مواقفه غير الليبرالية وغير التقدمية.. لكن لدي أصدقاء ومعارف غير ليبراليين وغير تقدميين، وهم طيبون وجديرون بالثقة. وهذا ليس شيئا يمكن قوله عن ترامب".
وأضافت: "لا نعرف ما قيل في المحادثات بين نتنياهو وترامب. ربما قدم ترامب وعودا لنتنياهو. ومع ذلك، ليس سرا أن ترامب لديه ميول انعزالية لا تتوافق مع استمرار التورط الأمريكي العميق في دعم إسرائيل في حربها الحالية ضد إيران ووكلائها".
كما "يعارض ترامب الدعم المالي الأمريكي الضخم لحلفاء من مختلف الأنواع (مثل أوكرانيا)، وأعرب عن خيبة أمله في سلوك نتنياهو فيما يتعلق بنتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 عندما قدم نتنياهو التهنئة لبايدن على فوزه"، وفق روليف.
واستطردت: "وورد أيضا أن ترامب دعا نتنياهو إلى إنهاء الحرب في غزة ولبنان والضربات المتبادلة مع إيران في أسرع وقت ممكن، قبل توليه منصبه في يناير 2025، على افتراض فوزه".
ولفتت إلى أن "ترامب قرر في المرحلة الأخيرة من حملته الانتخابية استمالة الناخبين المسلمين في ولايات متأرجحة، ووعد بأنه "على عكس المهرجين الذين يديرون العرض حاليًا في الشرق الأوسط" (أي إدارة بايدن) سيحقق فورا السلام في المنطقة".
ورأت أن هذا الوضع "لا يمكن إلا أن يسبب القلق في دوائر الحكومة الإسرائيلية، فمن المعروف أن ترامب ينظر إلى إنشاء دولة فلسطينية في نهاية المطاف كجزء من عملية السلام".
وزادت بأن "هزيمة ترامب ربما تقود إلى فترة من الاضطرابات وحتى العنف في الولايات المتحدة إذا رفض مجددا الاعتراف بالنتائج الانتخابات. لكن في رأيي هذا أفضل من نتائج فوزه".
"الرجل المناسب"
"الرجل المناسب للمنصب".. هذا ما خلصت إليه ميريام أدلسون، إحدى أكبر الداعمين لترامب، في مقال بصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية الاثنين.
واعتبرت أن ترامب في ولايته الرئاسية الأولى "نفذ إرادة الشعب- كما تم التعبير عنها في قانون مؤجل منذ عام 1995 من جانب الكونغرس، من خلال نقل السفارة الأمريكية (في إسرائيل من تل أبيب) إلى القدس (الشرقية المحتلة)".
وتابعت: "في ديمقراطية مثل ديمقراطيتنا، تعكس الانتخابات إرادة الشعب. ولكن لا ينبغي أن تكون مسابقة شعبية. بل ينبغي أن تكون اختيارا قائما على المبادئ، وليس عرضا لمبادئ مرنة لإرضاء الناخبين".
"السيد ترامب، لقد حصلت على صوتي. بصفتي ضابطة سابقة في الجيش وطبيبة مخضرمة وسيدة أعمال أقول بوضوح: أنت الرجل المناسب، الرجل الوحيد، لهذه الوظيفة"، حسب أدلسون.
وبينما يترقب الإسرائيليون نتائج الانتخابات الأمريكية، يعتبر الفلسطينيون هاريس وترامب وجهان لدعم أمريكي متواصل لحرب الإبادة في غزة.
وأسفرت الإبادة في غزة عن أكثر من 145 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب الإبادة على غزة، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و986 قتيلا و13 ألفا و402 جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.