في إحدى الغارات قتل أفراد أسرة كاملة مكونة من أب وأم وطفلتين
قتلت غارات جوية إسرائيلية على قضاء بعلبك بمحافظة بعلبك الهرمل شرقي لبنان، الجمعة، 52 شخصا وأصابت 72 آخرين، وبين القتلى أسرة كاملة مكونة من 4 أفراد.
يأتي ذلك في اليوم الثالث من تصعيد إسرائيل عدوانها على القضاء الذي يعتبره مراقبون "الخزان البشري الرئيسي لحزب الله" في لبنان حيث يتمتع فيه بنفوذ واسع وقاعدة شعبية كبيرة.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، إن 52 شخصا قُتلوا وأُصيب 72 آخرون بغارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على مدينة و13 بلدة في قضاء بعلبك.
وفي التفاصيل، أوضحت الوزارة في بيان، أن غارة إسرائيلية على منزل سكني في بلدة أمهز أدت إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 7 آخرين.
وأضافت أن غارة إسرائيلية أخرى على حي الشراونة عند المدخل الشمالي لمدينة بعلبك أدت إلى مقتل شخصين.
وفي القضاء عينه، أسفرت غارات أخرى عن 9 قتلى وجريح واحد ببلدة يونين، و8 قتلى و7 جرحى ببلدة بدنايل، و6 قتلى و4 جرحى ببلدة حربتا.
إضافة إلى 4 قتلى و7 جرحى ببلدة نحلة، و4 قتلى وجريحين ببلدة العلاق، و4 قتلى ببلدة ايعات، وقتيلين و3 جرحى ببلدة السعيدة، وقتيل و7 جرحى ببلدة طاريا.
بجانب 21 جريحا ببلدة حوش النبي، و6 جرحى ببلدة الخضر، ومثلهم ببلدة راس العين، وجريح واحد ببلدة، وفق بيان وزارة الصحة.
فيما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن القتلى الأربعة في الغارة على بلدة العلاق هم أفراد أسرة كاملة مكونة من أب وأم وطفلتين قتلوا باستهداف منزلهم.
وسبق الغارات على بعلبك في اليومين الماضيين توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارين لسكان مدن وبلدات في هذا القضاء بإخلائها فورا بدعوى "الاستعداد لاستهداف بنى تحتية ومصالح لحزب الله بها"، لكنها امتدت إلى مناطق غير تلك التي حددها الجيش الإسرائيلي بإنذاره.
أما غارات اليوم فلم يسبقها صدور أي انذار من الجيش الإسرائيلي.
وأودت الغارات الإسرائيلية على بعلبك بحياة 22 شخصا الأربعاء، و11 الخميس، معظمهم أطفال ونساء، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
والخميس، استنكر رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي إنذار الجيش الإسرائيلي المدنيين بإخلاء بلدات بكاملها في بعلبك ومناطق لبنانية أخرى، معتبرا ذلك "جريمة حرب إضافية تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي".
وبعلبك مدينة تاريخية تعود لنحو 3 آلاف عام، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويخشى المسؤولون اللبنانيون تدمير الغارات الإسرائيلية لمعالم تاريخية فيها، بعدما ألحقت غارات سابقة أضرارا بها.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و897 قتيلا و13 ألفا و150 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الجمعة.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.