رغم الإبادة.. غزيون يكافحون للبقاء ويصنعون الفحم من الحطب

12:471/11/2024, الجمعة
الأناضول
رغم الإبادة.. غزيون يكافحون للبقاء ويصنعون الفحم من الحطب
رغم الإبادة.. غزيون يكافحون للبقاء ويصنعون الفحم من الحطب

في منطقة حدودية بمدينة خان يونس في تحدٍ للظروف التي خلفتها حرب الإبادة المتواصلة منذ أكثر من عام.. الفلسطيني فايز أبو العودة الذي يدير أعمال صناعة الفحم للأناضول: -في ظل نقص غاز الطهي يلجأ الكثير من الفلسطينيين لاستخدام الفحم كبديل -نواجه صعوبات كبيرة للحصول على الحطب الذي نحوله إلى فحم -نجلب الحطب من المناطق الأكثر قربا للحدود مع إسرائيل وهذا يعرضنا لمخاطر الاستهداف -نعمل في حالة من الخوف والرعب من حدوث أي توغل إسرائيلي مفاجئ في المنطقة


تحت أزيز الطائرات ووسط مخاوف من توغل إسرائيلي مفاجئ، يحاول مجموعة من الفلسطينيين تحدي الظروف التي خلفتها حرب الإبادة المتواصلة منذ أكثر من عام على قطاع غزة وإنتاج الفحم الصناعي من الحطب.

هذه المهنة التي يمارسها عدد من الفلسطينيين في منطقة قريبة من الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع، محفوفة بخطرين متوازيين وهما الموت برصاص أو استهداف إسرائيلي أو المرض جراء انبعاثات الدخان الكثيف الناجم عن احتراق الحطب.

وهم يترقبون بالمنطقة، يرتب العمال الحطب الذي يقطعونه إلى قطع صغيرة على شكل هرم، ويغطونه بقش ومن ثم بالتراب الذي يتخلله فوهات صغيرة يوقد به القش وينبعث منه دخانا كثيفا.

لعدة أيام ينتظر هؤلاء العمال، وسط انبعاثات الدخان، احتراق الحطب وتحوله إلى فحم في ظل تخوفاتهم من الهجمات الإسرائيلية.

ويأتي اللجوء إلى هذه المهنة من أجل توفير الفحم للسكان والنازحين للتخفيف من معاناتهم في ظل شح توفر غاز الطهي والوقود، في حين يزداد الاحتياج له لغرض التدفئة مع برودة الأجواء وحلول موسم الشتاء.

ويستخدم الفلسطينيون الفحم كبديل عن غاز الطهي أو للتدفئة في ظل برودة الأجواء في مراكز الإيواء وخيام النزوح، رغم المخاطر الصحية المترتبة على استخدامه المتواصل.

ومع ذلك، إلا أن شراء الفحم لا يكون في متناول جميع الفلسطينيين في القطاع لارتفاع أسعاره في ظل وضع اقتصادي ومعيشي متردي وانعدام السيولة لدى غالبية النازحين.

ومع مرور أكثر من عام على حرب الإبادة الجماعية وتزامنا مع تشديد إسرائيل حصارها المفروض على قطاع غزة للعام 18 على التوالي، شهدت أسعار السلع الأساسية ارتفاعا قياسيا، لما كانت عليه قبل الحرب.

هذا الارتفاع يفاقم من المعاناة الإنسانية والمعيشية لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، والذين حولتهم الحرب إلى "فقراء" بحسب بيانات سابقة صدرت عن البنك الدولي.

ومنذ اندلاع الحرب تغلق إسرائيل المعابر مع القطاع وتمنع دخول البضائع والسلع الأساسية كما تفرض قيودا على دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية وتمنع في بعض الأحيان وصولها للقطاع مسببة بذلك أزمة معيشية كبيرة.

وفي 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على ضرورة فتح البوابات الحدودية بشكل عاجل وإزالة العقبات البيروقراطية وضمان النظام العام، لإدخال المساعدات للقطاع.


الفلسطيني فايز أبو عودة، الذي يدير أعمال صناعة الفحم، قال إن تحويل الحطب إلى فحم يأتي من أجل تخفيف المعاناة على المواطنين التي خلفتها الحرب الإسرائيلية المتواصلة.

وتابع أبو عودة، في حديث للأناضول: "في ظل نقص غاز الطهي، يلجأ الكثير من الفلسطينيين لاستخدام الفحم كبديل".

وأوضح أن الغزيين باتوا يعتمدون على الفحم في صناعة الخبز وذلك لعدم توفر الحطب الأقل سعرا إلا في المناطق الحدودية الخطيرة.

ومع تشديد إسرائيل لحصارها على القطاع بداية الحرب، شهد غاز الطهي نقصا حادا في القطاع ما دفع الناس للبحث عن بدائل حيث توجهوا أولا للحطب.

ومع استنزافه واستعماله بكثافة خلال أشهر الحرب الأولى شهدت الكميات المتوفرة من الحطب نقصا ما دفع السكان لاستخدام الأوراق والأقمشة والنايلون لإشعال النيران وتجاوز الأزمة، رغم المخاطر الصحية المترتبة على انبعاثات الاحتراق.

كما اعتاد الفلسطينيون استخدام الفحم أو الحطب للتدفئة في أوقات البرد القارس نظرا لانخفاض سعره مقارنة بوسائل التدفئة الأخرى وذلك في الفترة التي سبقت الحرب التي جاءت وتسببت في ارتفاع غير مسبوق بأسعار غالبية البضائع.

إلى جانب ذلك، فإن هذه المهنة توفر مصدر دخل لعشرات العائلات التي يعمل ذويهم فيها ما يساهم في التخفيف من معاناتهم المعيشية والإنسانية.


ويشير أبو عودة، إلى وجود عدة مخاطر وصعوبات تواجه مهنة صناعة الفحم وسط حرب إبادة مستعرة ومتواصلة.

ويقول عن ذلك، نواجه صعوبات كبيرة للحصول على الحطب الذي نحوله إلى فحم.

وتابع إنهم يجلبون الحطب من المناطق الأكثر قربا للحدود مع إسرائيل، وهي مهمة خطيرة للغاية حيث يواجهون احتمالية كبيرة للتعرض لأي استهداف إسرائيلي.

وأوضح أبو عودة، أنه في الفترة التي سبقت الحرب، كانوا يشترون الحطب من التجار، لكن اليوم في ظل ارتفاع أسعاره وشح توفره يتم المخاطرة بجلبه مباشرة من تلك المناطق.

وأشار إلى أن التخفيف من المعاناة وتوفير قوت العيش لأطفاله وعائلته أمر يستحق المخاطرة بالنفس.

ولفت أبو عودة، إلى أن سعر الفحم ارتفع خلال حرب الإبادة الجماعية إلى 25 شيكلا للكيلو، فيما كان يباع قبل الحرب بنحو 4-5 شواكل (الدولار يعادل 3.70 شيكلا).

وقال إن البعض يعجز عن توفيره لارتفاع الأسعار وتردي أوضاعهم الاقتصادية.

إلى جانب ذلك، فإن حالة عامة من الخوف والرعب تنتاب الفلسطينيين العاملين في صناعة الفحم وهذا ما من شأنه أن يلقي بظلال سلبية على طبيعة العمل، وفق قول أبو عودة.

كما أنه في حال حدوث توغل إسرائيلي مفاجئ في هذه المنطقة التي يتم فيها تحويل الحطب إلى فحم، فإن خسائر مادية كبيرة ستعود على أصحاب المشروع وذلك لعدم إمكانية نقل المعدات والمستلزمات إلى أماكن أخرى، كما قال.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 144 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

#إبادة
#إسرائيل
#اقتصاد
#الحطب
#حرب
#صناعة الفحم
#غزة
#فلسطين