عبد الله القرعان (تاجر): - ترامب أفضل من هاريس فهو لا يخفي شيئا ولا أظن أن أيا منهما سيكون إيجابيا تجاه القضية الفلسطينية - المسؤولون الأمريكيون لا يعنيهم قتل مئات الألوف من الأطفال والنساء العرب والمسلمين فادي أبو الرب (مهندس): - كلاهما يبحث عن مصالح ولكن كصداقة مع الأردن أعتقد أن هاريس هي الأفضل - مَن يهتم بالشرق الأوسط يجب أن يوقف الحرب لكن كليهما يتحدثان عن الرهائن بغزة دون الاكتراث للقتل وليد الطعاني (أعمال حرة): - تربطنا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ولن يختلف الأمر بالنسبة لنا - ما يتم التخطيط له بالشرق الأوسط هو خدمة للمصالح الأمريكية ولن نجد اختلافا في سياسة واشنطن نبيل خضر (فني صيانة مركبات): - ربما تتغير السياسة الأمريكية قليلا إذا نجحت هاريس لكن كليهما سيئ - ترامب دموي وكل العالم يعلم ذلك وهاريس ليست أقل سوءا منه وتحاول إرضاء الصهاينة
إربد / ليث الجنيدي / الأناضول
"وجهان لعملة واحدة".. بتلك الكلمات عبَّر أردنيون عن انطباعهم تجاه النتائج المحتملة للتنافس في انتخابات الرئاسة الأمريكية في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بين كمالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي وقت ترتكب فيه إسرائيل إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة بدعم أمريكي، أكد الأردنيون في أحاديث للأناضول، أن سياسة واشنطن لن تتغير تجاه الشرق الأوسط بفوز الديمقراطيين (هاريس) أو الجمهوريين (ترامب).
مراسل الأناضول أجرى جولة ميدانية بمحافظة إربد (شمال)، استطلع فيها توقعات أردنيين بشأن نتائج الانتخابات وما سيقدمه الرئيس الأمريكي القادم لبلادهم وللقضية الفلسطينية ولمنطقة الشرق الأوسط الملتهبة.
كما استطلع توقعاتهم لاحتمالية تغير موقف واشنطن من الإبادة الإسرائيلية المتواصلة بغزة منذ أكثر من عام، بالإضافة إلى العدوان الواسع الذي تشنه تل أبيب بدعم أمريكي أيضا على لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وضوح ترامب
عبد الله القرعان (تاجر- 59 عاما) استهل حديثه للأناضول بالقول: "الجمهوريون والديمقراطيون وجهان لعملة واحدة".
واستدرك: "ولكن بالنسبة لي أرى أن ترامب أفضل من هاريس؛ لأنه يعمل بوضوح دون أن يخفي شيئا عن الإعلام وصريح بقراراته وتوجهاته ولا يمارس دور الشرطي على العالم ولا يتدخل بدول العالم".
وأضاف أن "هاريس وحزبها على مر السنوات ما يقولونه بألسنتهم لا يعكس واقع ما يقومون به.. ولا أظن أن أي منهما سيكون إيجابيا تجاه القضية الفلسطينية وغزة".
وفيما يتعلق بمستوى حقوق الإنسان، اعتبر القرعان أن المسؤولين الأمريكيين "يدعون أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان، وبرأيي الشخصي أن للحيوان حقوق أكثر من حقوق الإنسان في الدول العربية والإسلامية".
واستطرد: "هم يدافعون عن حقوق الإنسان لشعوبهم فقط لا غير، ولا يعنيهم قتل مئات الألوف من الأطفال والنساء العرب والمسلمين".
تطهير عرقي
فادي أبو الرب (مهندس- 46 عاما) قال للأناضول إنه لا يفضل هاريس ولا ترامب، مبينا أنه "من حيث المبدأ، لا يعنيني أحد، ومَن يهتم بالشرق الأوسط يجب أن يوقف الحرب على غزة ولبنان".
وتابع: "سواء هاريس أم ترامب، كلاهما يبحث عن مصالح، ولكن كصداقة مع الأردن، أعتقد أن هاريس هي الأفضل".
وبشأن حديث الأمريكيين عن حقوق الإنسان، تساءل مستنكرا: "أين هي حقوق الإنسان؟!".
وأردف: "هاريس وترامب يتحدثان عن الرهائن (الإسرائيليين لدى حركة حماس بغزة)، دون الاكتراث لحجم الدمار والقتل والتطهير العرقي في قطاع غزة".
وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة عن أكثر من 143 ألف و500 قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومستنكرا عدم إنهاء الأمريكيين الإبادة بغزة، استشهد المهندس الأردني بما جرى في ليبيا إبان حكم العقيد الراحل معمر القذافي؛ إذ قال: "لأنه قتل عددا من الأشخاص شنوا حربا عليه وأحرقوا ليبيا ومَن فيها".
المصالح الأمريكية
وليد الطعاني (أعمال حرة- 53 عاما) رأى أن "كلاهما شيء (واحد)، ولكن هاريس ربما تكون أفضل من ترامب؛ لأننا جربناه (حكم في الولاية من 2019 - 2021)".
وزاد: "بالنسبة للأردن، نحن تربطنا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ولن يختلف الأمر بالنسبة لنا، سواء بفوز هاريس أم ترامب".
و"ما يتم التخطيط له في الشرق الأوسط هو خدمة للمصالح الأمريكية، ولن نجد اختلافا في سياسة واشنطن تجاه المنطقة"، كما أضاف الطعاني.
واستبعد "أي تغير في مجال حقوق الإنسان للعرب والمسلمين"، لكنه رجح أن "ينعكس ذلك على الأمريكيين أنفسهم".
وتابع: "ما يجري في غزة يثبت أن حقوق الإنسان للعربي والمسلم لا تعني لهم شيئا".
سيء وأسوأ
"سيء وأسوأ".. بهاتين الكلمتين وصف نبيل خضر (51 عاما)، الذي يعمل في صيانة المركبات، مرشحي الرئاسة الأمريكية.
وقال خضر للأناضول إن ترامب "دموي وكل العالم يعلم ذلك، وهاريس ليست أقل سوءا منه، وهي تحاول إرضاء الصهاينة بوقوفها مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو في حربه على غزة ولبنان".
وإجمالا أسفر العدوان على لبنان منذ 8 أكتوبر 2023 عن ألفين و653 قتيلا و12 ألفا و360 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن نحو مليون و200 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الأحد.
وفيما يتعلق بعلاقة الرئيس القادم مع الأردن والشرق الأوسط، اعتبر خضر أن "هاريس ستكون أفضل؛ لأن ترامب أثر على علاقات الأردن مع بعض دول الجوار، وتبنى صفقة القرن (لتصفية القضية الفلسطينية) التي ستؤثر علينا بشكل كبير".
وتوقع أن "تتغير السياسة الأمريكية بشكل عام بشيء قليل إذا ما نجحت هاريس".
لكنه أكد أن كلا المرشحين سيكون "سيئا في حقوق الإنسان، والدليل على ذلك المجازر في غزة ولبنان دون أي تدخل منهم لوقفها".
خضر استدرك: "بالعكس، هم يدعمون المجازر"، متسائلا: "من أي تأتي إسرائيل بأسلحتها وعتادها؟"، في إشارة إلى الدعم الأمريكي المتدفق.
ويعرض ترامب في برنامجه الانتخابي نهجا أكثر تشددا لدعم أمريكي غير مشروط لإسرائيل؛ حيث يسمح لها باتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة ضمن ما يصفه بـ"حقها في الدفاع عن النفس"، ودون أي تركيز على الجانب الإنساني.
بينما تدعم هاريس ما تعتبره "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" ضد "حماس"، التي تزعم أنها "منظمة إرهابية يجب القضاء عليها"، لكنها تتحدث في الوقت ذاته عن "ضرورة حماية المدنيين في غزة".
كما تقول هاريس إنها تدعم "حل الدولتين" للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتدعي أنها تعمل مع الإدارة الحالية على ضمان استقرار الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب، بما يشمل إعادة الإعمار وإعادة حكم السلطة الفلسطينية.
وفيما يبدو موقف هاريس أكثر توازنا من ترامب، إلا أن المواقف الفعلية إزاء غزة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تتواجد بها حاليا نائبةً للرئيس، تتناقض مع وعودها.
سباق متقارب
واتفق سليمان عبد الهادي (59 عاما)، وهو بائع في أحد المحال التجارية، مع خضر على فكرة "سوء كلا المرشحين".
وأضاف عبد الهادي للأناضول أن "الوضع سيء في العالم العربي نتيجة السياسة الأمريكية".
وتابع: "نريد مَن ينفع الأمة العربية، وبخاصة الأردن الذي يتحمل كل تبعات الأزمات بالشرق الأوسط".
وتظهر أحدث استطلاعات الرأي أن السباق بين ترامب وهاريس متقارب جدا على المستوى الوطني وفي ولايات عدة متأرجحة.
ويسير المرشحان في أغلب الاستطلاعات كتفا بكتف، بينما تمنح استطلاعات محدودة تقدما ضئيلا لهاريس يراوح بين نقطة و3 نقاط.