انتُخب مساء الخميس رئيسا للبرلمان لينهي نحو عام من الشغور في المنصب
تمكن البرلمان العراقي، مساء الخميس، من الخروج من أزمة سياسية استمرت طويلا، بعد انتخاب "الطبيب" محمود المشهداني رئيسا له خلفا لمحمد الحلبوسي، الذي أُقيل من منصبه إثر إدانته بـ"التزوير".
فمنذ نحو عام أخفق البرلمان في انتخاب رئيس له، بعد خلو المنصب إثر إصدار المحكمة الاتحادية العليا في العراق، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، قرارا "باتا وملزما" بإسقاط عضوية الحلبوسي النيابية.
جاء هذا القرار استجابة لدعوى قضائية رفعها النائب ليث مصطفى حمود الدليمي، اتهم فيها الحلبوسي بتزوير تاريخ طلب استقالة قدمه بوقت سابق بهدف إقصائه من البرلمان.
وبعد مراجعة الأدلة والوثائق المقدمة، رأت المحكمة أن هناك مخالفات قانونية تستدعي إسقاط عضوية كلا النائبين؛ ما أدى إلى صدور هذا الحكم النهائي.
ومنذ ذلك الحين، أخفق البرلمان العراقي 5 مرات تباعا في انتخاب رئيس جديد له، مع استمرار الانقسام بين الأطراف السياسية السنية حول دعم أحد المرشحين للمنصب.
قبل أن تحدث الانفراجة الخميس بانتخاب المشهداني للمنصب؛ ليكون هذا الطبيب بمثابة الدواء الذي لملم جراح برلمان بلاده.
وجاء انتخاب المشهداني نتيجة توافق سياسي بين 6 قوى سنّية، يتقدمها حزب "تقدم"، أعلنت الأسبوع الماضي تبنيها لمسارين لا ثالث لهما لحل أزمة الشغور في رئاسة البرلمان.
إذ أصدرت هذه القوى، وهي "تقدم" و"الجماهير الوطنية" و"الحسم" و"المشروع الوطني العراقي" و"الصدارة" و"المبادرة"، بيانا مشتركا أكدت فيه أن "تقوم جميع الأطراف المتنافسة بسحب مرشحيها وأن تلتزم كل القوى الوطنية الحاضرة بدعم المشهداني".
وأسهم ذلك في تحقيق المشهداني أغلبية مريحة خلال التصويت الخميس؛ إذ حصل في الجولة الثانية من التصويت على 182 صوتا من أصل 269 مشاركا، متقدما على منافسه سالم العيساوي، الذي نال 42 صوتا، بينما أبطل 39 صوتا، وفق ما رصده مراسل الأناضول.
وانتهت الجولة الأولى بحصول المشهداني على 153 صوتا، مقابل 95 للعيساوي، و9 أصوات للمرشح عامر عبد الجبار، مع إبطال 14 ورقة اقتراع.
هذا التوافق على انتخاب المشهداني رئيسا للبرلمان جاء بعد مفاوضات مكثفة بين الأطراف السياسية، حيث تم التوصل إلى اتفاقات حول توزيع المناصب واللجان البرلمانية؛ ما ساعد في تجاوز الخلافات السابقة.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت خبرة المشهداني السابقة كرئيس للبرلمان بين عامي 2006 و2008 دورا في تعزيز الثقة بقدرته على قيادة المجلس في المرحلة المقبلة.
** من هو المشهداني؟
والمشهداني (76 عاما) من مواليد العاصمة بغداد في 1948، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها، والتحق بعدها بكلية الطب في جامعة بغداد في 1966، ثم عمل طبيبا في الجيش.
وتعرض المشهداني إلى الاعتقال بسبب مواقفه السياسية في 1981، وصدر عام 2000 حكم بحبسه 15 سنة.
وفي 2004، شارك في تأسيس مجلس الحوار الوطني، وكان أول رئيس للبرلمان في 2006 بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين.
وتعد رئاسة البرلمان أعلى منصب يتولاه مسلم سني وفقا للنظام السياسي الذي تأسس في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، بينما يتقلد مسلم شيعي رئاسة الحكومة، ويتولى كردي رئاسة الجمهورية.