دون الاكتراث بموقف بلدانهم من استقبالهم
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أن بلاده ستواصل ترحيل إرهابيي تنظيم داعش، دون أدنى اهتمام بمواقف بلدانهم من استقبالهم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في مطار أسن بوغا بالعاصمة أنقرة، قبيل توجهه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تلبية لدعوة نظيره دونالد ترامب.
وقال أردوغان في هذا الخصوص: "سنواصل إعادة إرهابيي داعش إلى بلدانهم، ولا يعنينا استقبالهم أو رفضهم لهذه العناصر".
وأضاف أردوغان أنه سيوضح لنظيره الأمريكي بالوثائق، الفعاليات الإرهابية لفرهاد عبدي شاهين الملقب بـ"مظلوم كوباني" (القيادي في تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي).
وأردف في هذا الشأن: "سنوضح للأمريكيين بالوثائق أن فرهاد عبدي شاهين إرهابي، وأن تواصلهم معه أمر خاطئ.
وفيما يخص مسألة إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سوريا، قال الرئيس التركي: "نرغب في مواصلة الجهود الصادقة التي قمنا بها مع الولايات المتحدة وروسيا حتى الآن، الولايات المتحدة وروسيا لم تتمكنا من تطهير
الشمال السوري من الإرهابيين، وسنقيّم هذا الأمر مع ترامب وبوتين".
ودعا أردوغان في هذا السياق الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في مواقفهم تجاه تركيا، قائلا: "عليكم إعادة النظر في مواقفكم تجاه تركيا التي تحبس هذا الكم من عناصر داعش في سجونها وتضبطهم في الجانب
السوري".
ودعا الرئيس التركي حلف شمال الأطلسي إلى إعادة النظر في موقفها تجاه مجريات الأحداث في الشمال السوري، وتبني دور فعال هناك.
وتابع في هذا الخصوص: "سأتحدث مع الزعماء الذين سيشاركون في قمة زعماء الناتو التي ستجري ببريطانيا مطلع الشهر المقبل، عن الاوضاع في الشمال السوري ومكافحة الإرهاب ومسألة إنشاء المنطقة الآمنة
هناك".
وعن العلاقات الثنائية القائمة بين بلاده والولايات المتحدة، أشار أردوغان إلى وجود اتفاق بين الجانبين حول تطوير علاقاتنا الثنائية.
وأضاف قائلا: "مكافحة الإرهاب تشكل أولوية، نرغب في بدء مرحلة جديدة بخصوص المواضيع التي تهم أمن البلدين".
وأردف: "مسألة منظمة غولن الإرهابية ستكون في مقدمة ما سنتناوله مع المسؤولين الأمريكيين خلال زيارتنا إلى الولايات المتحدة.
وأستطرد: "اتخذنا العديد من الخطوات حتى الآن لإعادة الإرهابي في ولاية بنسلفانيا (فتح الله غولن) إلى بلدنا، وسنواصل القيام بذلك، فنحن مصممون على ملاحقة كافة الانقلابيين حتى يتم محاسبتهم جميعًا أمام
القضاء".
ولفت أردوغان أن زيارته لواشنطن، تأتي في فترة تمر بها العلاقات بين البلدين بمرحلة حساسة للغاية، وأنه سيبحث مع ترامب كافة المسائل الشائكة بين الجانبين.
وتابع قائلا: "سنبحث مع الأمريكيين خلال الزيارة، مكافحة الإرهاب والتعاون في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية، والعلاقات التجارية والاقتصادية، وكنا وضعنا مع السيد ترامب، هدف رفع التبادلات التجارية
بين بلدينا إلى 100 مليار دولار، وسنبحث سبل تحقيق هذا الهدف".
وشدد أردوغان على أهمية الاجتماع الذي ستنظمه غرفة التجارة الأمريكية، بحضور رجال أعمال من تركيا والولايات المتحدة الامريكية، في تعزيز العلاقات التجارية القائمة بين الطرفين.
وأردف قائلا: "استطعنا مع إدارة الرئيس ترامب، حل العديد من القضايا المختلف عليها، رغم الضبابية التي تخيم على علاقات البلدين ورغم العراقيل المفتعلة من قِبل بقايا الإدارة الأمريكية السابقة".
وأشار أروغان إلى أنه سيعرض على نظيره الأمريكي، الخطط والمشاريع التي أعدتها تركيا حيال المنطقة الآمنة في سوريا.
وفي سياق آخر، تطرق أردوغان إلى موافقة مجلس العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على وثيقة إطار حول التدابير التقييدية التي يعتزم الاتحاد اتخاذها بحق تركيا بسبب أنشطتها التنقيبية في شرق المتوسط.
وقال في هذا الخصوص: "لا تحاولوا تخويف تركيا بشأن التطورات في قبرص، نحن لا نهتم بذلك أكثر من اللازم ونواصل طريقنا".
ولفت أردوغان إلى أن معظم الذين يتولون مناصب في الاتحاد الاوروبي، حديثين في عالم السياسية، وأن معظمهم يتصرفون عن جهل.
واستطرد قائلا: "على الاتحاد الاوروبي أن يعلم بأن تركيا ليست كباقي البلدان التي اعتاد أن يملي الاتحاد عليها قراراته، نحن الأن على طاولة المفاوضات معكم، وهذه المفاوضات لا تفرض علينا قيودا، فمن الممكن أن تنتهي تلك المفاوضات في أي لحظة".