كان أحد أهداف عمليات الاستيلاء التي سعت إليها منظمة غولن الإرهابية التي نفّذت محاولة الانقلاب الفاشلة يوم 15 يوليو/تمّوز هو مقر قناة تي ري تي الرسمية. كانت مهمة الرائد أوميت غينجير أحد مدبري الانقلاب والذي قام بإدارة عملية الاقتحام مساء يوم 15 يوليو/تموز أن يقوم بقراءة بيان إعلان حالة الطوارئ التي أُطلق عليها اسم عملية البرق. غينتشير، الذي كان يتهيأ لقراءة البيان أثناء قيام الجنود الانقلابيين بتهديد طاقم موظفي القناة في البناء بالقتل، استدعى المذيعة التلفزيونية تيجين كاراش بعد أن تمت توجيه أمر له بعدم القيام بقراءة البيان بنفسه وأن يقوم بجعل شخص مدني يقوم بذلك بدلًا عنه. قامت كاراش بإعادة البيان عدة مرّات وبعد احتساء الماء، قرأته علنا تحت ضغط السلاح.
فيما يلي إفادة غينتشير. حيث تم اعتقاله بتهم انتهاك الدستور، ارتكاب جرائم ضد الهيئة التشريعية والحكومة وإنشاء منظمة إرهابية وإدارتها.
قال أنّ العقيد الركن توبال قد اتصل به قبل ثلاثة أيّام من محاولة الانقلاب الفاشلة، مضيفًا :"لقد قمنا باتخاذ مهمة"، مشيرًا إلى أنّ محاولة الانقلاب ستتمّ حوالي الساعة 3:00 ما بعد منتصف ليلة الجمعة."
قال غينتشير أنه تفاجأ بذلك وأنّه قد تمّ "الاتصال به من قبل العقيد قدسي بارش حوالي الساعة 8:00 و9:00 ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة وأنّه قد تمّ إعطاؤه أمر حالة الطوارئ موقّعًا من قبل الأركان العامة"
وبحسب غينتشير، كان العقيد تلنجو بوشور، الذي تمّ اعتقاله لاحقًا، معه أثناء توجّههم إلى مقرات قناة تي ري تي الرسمية. وتابع:" دخل أولًا تحقّق من أنّ المكان آمن. دخلت إلى غرفة الإعلان. أولًا، خاف الناس. حاولت طمأنتهم. قلت لهم: "قامت القوّات المسلحة بالسيطرة على الحكومة. اشعروا بالأمان. لديّ أطفال مثلكم. أريد الذهاب فور انتهاء هذا العمل."
تم توجيه أمر له بعدم قراءته في اللحظة الأخيرة
وفقًا لغنتشير، فإنهّ كان قد تلقّى اتصالًا أثناء قيامه بتبديل ملابسه وتم توجيه أمر إليه بعدم قراءة البيان وجعل أحد المدنيين يقوم بذلك بدلًا عنه.
تابع قائلًا: "هذه المرة، تمت مناداة المذيعة تيجين . كانت متوترة. قامت بتدخين سيجارة وشربت الماء، واسترخت. ثم قرأت الإعلان عدة مرات. أثناء قراءة البيان، كان هناك إطلاق نار كثيف يأتي من الثكنات العسكرية. اعتقدت أن الجنود كانوا يطلقون النار في الهواء. عندما ذهبت إلى الخارج، كان الناس يتهجّمون على الجنود ويحاولون أخذ أسلحتهم. كما حاولوا أخذ سلاحي. المسافة بين مقر تي ري تي الرسمية والثكنات العسكرية 300- 400 متر. بينما كنت أعود إلى هنا، قمت بإطلاق النار عدة مرات في الهواء. ثم رأيت أنّ الناس آخذون بالتجمع بأعداد أكبر، وهناك استسلمت".
سُئل عن سبب انتظاره ولماذا لم يقم بإبلاغ السلطات المختصة، على الرغم من أنه عَلم بمحاولة لانقلاب قبل ثلاثة أيام. فأجاب: "لم أكن أعرف من يتوجب عليّ أن أخبر ."