قام الجندري رسول نيشانجي الذي خرج من الوحدة متسلحاً بأمر من قادته على اعتبار أن هناك تدريبات، والذي علم بوجود محاولة الانقلاب من التلفاز الموجود في المقهى الذي ذهب إليه ليأخذ الماء، بالتوضيح أمام الكاميرات كيف قام الانقلابيون بالزج بالكثير من الجنود الأبرياء لتنفيذ خططهم، وقد كان هذا أحد المشاهد الخالدة لليلة15 يوليو/تموز.
أوعز القادة الانقلابيّون إلى الجندي رسول وزملائه مساء 15 يوليو/تموز بالتجهز مدّعين أنّ هناك تدريبات، وتجمعوا أمام مبنى القائد بعد قيامهم بالتجهيزات اللازمة. خرج رسول نيشانجي الذي كُلف بأن يكون قائد عربة في تلك الليلة من مرأب السيارات برفقة السائقين الآخرين. تولّى القيادة على ثلاثة جنود لا يعرفهم. ظنّ نيشانجي والجنود الآخرون أنّ التدريبات داخل الثكنة ولم يكن لديهم أيّ خبر بخصوص محاولة الانقلاب.
لم ينفّذ أمر إطلاق النار
عندما وصل الجندي رسول نيشانجي والجنود الآخرين إلى مفترق الطرق عند مبنى ولاية إسطنبول، تلقّوا أمرًا مفاده "لا تسمحوا لأحد بالمرور". تلقّى نيشانجي الذي اضطرّ للسماح للمواطنين بالمرور لمنازلهم أمرًا من قائده يقول "أطلق النار على أرجل من يقترب"، وذلك بعدما تزايد عدد المواطنين، ولكنه لم ينفذ هو أو أي من أصدقائه الآخرين هذا الأمر.
علم بمحاولة الانقلاب من خلال التلفاز
فهم رسول نيشانجي أنه كان جزء من محاول انقلاب بدون أن يعلم، من خلال اللقطات التي رآها في التلفاز، وأُصيب بالذهول. قام نيشانجي بمشاركة زملائه دهشته، ومن ثمّ فقد قام بالتوضيح لمن حوله أنّه ليس لهم علاقة بمحاولة الانقلاب، وقام الشعب بمساعدته.
"أنا لست خائنًا، ولا أبيع وطني"
لفت نيشانجي النظر لمخالفته أوامر قائده ووقوفه في صف الشعب، وتحدث عن اللحظات التي سلموا فيها أنفسهم للشرطة قائلاً:
"أنا لا أبيع وطني أبداً، أنا لست خائنًا لوطني. لقد ذهب للعسكرية حبًّا للعلم التركي، ولو استدعوني الآن سأذهب مرة أُخرى بكل سرور من أجل العلم ومن أجل الوطن. بعد هذه الأحداث ركبنا السيارة وقيل لنا أنّنا سنعود لثكنتنا. في الطريق قامت الشرطة باعتراض طريقنا، فقلت ’سنسلّم أنفسنا. قمنا بنزع الذخيرة من أسلحتنا وأعطيناها لهم، وسلّمنا أنفسنا."
ظلّ الجندي رسول نيشانجي قيد الإعتقال ليومين على ذمة التحقيقات الخاصة بالليلة التي حدثت بها محاولة الانقلاب، وتمّ مدّ خدمته العسكرية ثمانية أيام.
أظهرت كاميرات الأمن بالمقهى اللحظات التي علم فيها رسول نيشانجي بمحاولة الانقلاب، واحتلت حالة الذهول والحزن التي عاشها بعدها مكاناً واسعاً في الصحافة المكتوبة والمرئية.