كانت قاعدة تشيغلي الجوية الأساسية الثانية في إزمير من أكثر المراكز أهمية بالنسبة للانقلابيين، أثناء ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة. قام الفريق الذي جاء من قاعدة ساماندرا العسكرية في إسطنبول باقتحادم فندق يازجي الكبير في مرمريس بهدف اغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان. تم شنّ الهجوم، الذي استشهد خلاله اثنان من رجال الشرطة، بقيادة العميد غوكهان شاهين سونميز طاش.
وفق المخطّط، تم اختيار العميد سونميز طاش على اعتباره "الاسم الذي سيتسلّم قيادة المخابرات المركزية" في حال نجاح محاولة الانقلاب.
اتّهم مكتب المدّعي العام سونماز طاش، الذي تولّى قيادة فريق الاغتيال والذي عُرف أنه قاد فريقًا مؤلفًا من 3 مروحيّات، بإدارة الهجوم على فندق الرئيس أردوغان. تم اعتقال سونماز طاش بتهم انتهاك الدستور، محاولة اغتيال وإيذاء الرئيس جسديًا، إدارة محاولة الاغتيال بشكل مباشر، ارتكاب جرائم ضد السلطة التشريعية، ارتكاب جرائم ضد الدستور، و تأسيس أو إدارة منظمة إرهابية وجريمة قتل.
قال القائد الانقلابيّ غوكهان شاهين سونماز طاش في إفادته التالي:
صرّح العمدي سونماز طاش أن الرائد شكري سويمن، أحد الجنود الذين قاموا بتنظيم الهجوم، كان قد قال له قبل عدة أيام من محاولة الانقلاب الفاشلة "كن متهيّئًا، سنشهد احتفالات خلال هذا الأسبوع". صرخ سونماز طاش، الذي تمّ اعتقاله في أنقرة، بعد أن تم اصطحابه إلى مكتب المدّعي العام للإدلاء بشهادته، قائلًا الآتي،" نعم أنا من مدبّري الانقلاب. إذا أرادوا، بإمكانهم إعدامي. بإمكانهم الحكم علي بالموت، لكنّني لست عضوًا في منظمة غولن." تم ذكر اسم سونماز طاش كالسكرتير الثاني لجهاز الاستخبارات المركزية في قائمة التعيينات التي تمّ تحضيرها في حال نجاح محاولة الانقلاب الفاشلة.
لمّح إلى سميح ترزي
النقاط الأساسية التي جاءت في إفادة سونماز طاش ذات الصفحات السبع، في محكمة موغلا الجنائية الثانية للسلام، هي كالآتي: "في 11 يوليو/تموز، اتصل بي العميد سميح ترزي من القوات الخاصة (الذي تم إطلاق النار عليه وقتله من قبل جندي عادي ليلة 15 تمّوز في أنقرة)، من خط هاتفي آمن يسمّى "ميلسيج" كما يفعل عادة. لكن هذه المرّة لم يتحدّث معي عن منظمة بي كا كا الإرهابية. بل قال إنّ البلاد تمرّ في أوقات عصيبة، وأنه لا يشعر بالراحة، وسألني فيما إذا كان ينتابني الشعور نفسه. لم يخبرني عن خطة الانقلاب العسكري. لكن، هذه اللغة في الكلام مرتبطة بيننا بعملية الانقلاب العسكري. سألته من أيضَا كان يفكر بنفس الطريقة، وعمّا إذا كان قائد القوات الخاصة زكي أكساكاللي، وقائد الاركان العامة، وقادة القوات الآخرون يدعمون هذه الفكرة. قال أن لديهم نفس المشاعر."
كانت مهمّتي تنص على إحضار أردوغان
وفقًا لإفادة سونماز طاش، اتصل به ترزي مرة أخرى بتاريخ 13 تموز/يوليو: "قال أن محاولة الانقلاب هذه ستكون مشابهة لتلك التي تمّت في الماضي، لكنها ستنفّذ بسرعة كبيرة، وأنه سيتم أخذ الرئيس وأعضاء مجلسه الاستشاري أولًا وإرسالهم إلى المحكمة، وأن مواضيع الدعاوى التي ستُرفع ضدهم قيد التحضير، من ادعاءات تلقّي الرشاوى إلى تنقل داعش بحرية في أيّ مكان. أردت منه توضيح ما ستكون مهمتي. علمت منه أن مهمتي كانت تنصّ على أخذ الرئيس من حيث تواجده وإحضاره إلى أنقرة كمرافق. ذهبت إلى غرفة العقيد رمضان إلماس. قلت له أنّ هناك مهمة خاصة، وأن عناصر القوات الخاصة سيأتون من إسطنبول على متن طائرة مروحية، وأننا سنذهب إلى مكان ما سوية مع فريق قوات البحث والإنقاذ هناك. لكن، لم أذكر الخطة المتعلقة بالرئيس. لم يكن عنده علم بها أيضًا. دعوت قائد قوات البحث والإنقاذ الرائد تانر بربر إلى غرفة العقيد رمضان إلماس. طلبت تحضير المواد الخاصة بفريق قوات البحث والإنقاذ.
اعتقد أنّ الأركان العامة كانت مشاركة في هذا الأمر، لم يكن لديه الدافع لقتل أردوغان.
أشار سونماز طاش أنه أثناء التحضيرات قاموا بإجبار جميع العناصر على إغلاق هواتفهم المحمولة، وصرًح سونماز طاش، وأضاف أنه قام فقط بتوضيح أنّ القوات الجوية التركية قامت بالسيطرة على إدارة البلاد وتابع قائلًا:
سونماز طاش، الذي قال "كانت كلّ من كلمات القائد سميح على الهاتف والموقع الإلكتروني للأركان العامة قد أفادت بالبيان ذاته، لذا، فهمت ما كان يحدث، وبدأت أظن أنه هذا الامر كان يتمّ من قبل رئيس الأركان العامة سوية مع جميع قادة القوات." أردف قائلًا،" قلت للجنود أنهم تحت إمرة الرائد شكري. لأنه سيذهب إلى الطابق الأسفل ويقوم بقيادة العملية. كان سبب بقائي في المروحية هو الآتي: من الأعلى، كان سيكون لدي رؤية أوضح للأحداث على الأرض. كنا سنقوم بالتواصل مع الرائد شكري عبر الراديو. لم أكن قد أفصحت لعناصر MAK عن الوجه، المقصود هو أنّ الشخص المستهدف سيكون الرئيس. لم أخبر أحدًا في القوات الخاصة عن ذلك أيضًا. لم أخبر حتى الطيارين عن الوضع. حقيقةً، حتى المسؤول الفني عن المروحية تنبّه لى وجود وضع غر عادي أثنا الرحلة وسأل فيما إذا كنا نقوم بارتكاب أمر خاطئ. أخبرته أننا لا نقوم بأي أمر خاطئ.
لم نخطط لقتله. لو أننا قمنا بذلك، كان بإمكاننا أن نقوم بتفجير المكان بسهولة ولقتلناه. على العكس، كانت مهمتنا تقضي بإحضاره إلى قاعدة آكنجي في أنقرة على قيد الحياة. كنا سنقوم بأخذ رئيس الجمهورية ونذهب إلى دالامان على متن طائرة مروحية ثم كنا سنقوم بأخذه إلى أنقرة في الطائرة لنوصله بعدها إلى قاعدة آكنجي الجوية. لا أعرف اسم الشخص الذي كان سيتمّ إحضاره إلا أنّ مهمتي كانت أن أقوم باصطحاب الرئيس خلال الرحلة.
سونماز طاش، الذي أفاد أن شكري سويمن قد قال أنه قم تمّ إلغاء العملية، قال فيما بعد أنهم سيعاودون بدء العملية مجدّدًا. كانوا قد خسروا نصف ساعة لذاك السبب، قال أيضًا" أعتقد الآن أن شخصًا هامًا قام عمدًا بجعلنا ننتظر هناك. لو أننا كنا التزمنا بالتوقيت، لكان بإمكاننا الوصول إلى هدفنا. حينها، كانت الساعة حوالي 02:15 أو 02: 30 فجرًا كان أمامنا رحلة مدتها ساعة أو ساعة 15 دقيقة. وصلنا حوالي الساعة 03:30 أو 3:45 فجرًا إلى حيث يقع الفندق.
"كنا أوّل من قام بالهبوط تبعًا للخطة"
قال الجنرال المعتقل الآتي: "حتى لو كان ابنه أو زوجته أو أيّ من أقاربه برقته، كانت خطتنا تنصّ على أخذ الرئيس فقط. قبل العملية، عندما سألت الرائد شكري ما الذي سيفعلونه في حال حصول مقاومة، قال أنه أولًا كان سيتم إعطاء أمر "بالاستلقاء أرضًا"، وفي حال استمرت المقاومة، كاوا يخططون إلى تحييدها من خلال فتح النار أسفل الخصر. لم تكن لدينا خطط لا إنسانية تجاه أي مواطنين مدنيين."
صرّح سونماز طاش، الذي بقي داخل المروحية بعد إيصال الجنود إلى الفندق، أنهم كانوا قد هبطوا في إمسك بسبب مشاكل في الوقود وأنهم علموا من شكري سويمن أن العملية كانت غير ناجحة