أرول أولجوك الذي يعمل مع رجب طيب أردوغان منذ 1993 والذي أعطى الكثير من الجهد بشكل خاص منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية في موضوعات الإعلانات، الترويج المؤسسي، والمنظمات، انضم عقب محاولة الانقلاب الخائنة لمنظمة غولن للمقاومة في ألتوني زاده أولاً برفقة ابنه عبدالله طيب ذو الستة عشر ربيعاً ثم إلى جسر شهداء 15 تموز (البوسفور) الذي اشتد فيه الهجوم. سقط أولجوك وابنه شهداء على متن الجسر برصاص الخونة أثناء محاولته إقناع الانقلابيّين.
حياة مليئة بالنجاح من جوروم إلى إسطنبول
ولد أرول أولجوك ذو الأصل الشركسي في 5 مارس 1962 في قرية مجيده ياكفاك التابعة لولاية جوروم. بعدما أنهى الدراسة الابتدائية في قريته، ذهب لدروس القرآن الكريم في جوروم لمدّة عامين. أكمل فيما بعد دراسته في مدرسة جوروم الثانوية للأئمة والخطباء. جاء إلى إسطنبول لأول مرة في عام 1982 للدراسة الجامعية. تخرّج من قسم تاريخ الجماليات والفن جامعة إسطنبول عام 1986. أسّس شركة سلايت ريكلام عام 1987، ريكبا ريكلام عام 1988، ووكالة إي في عام 1989.
قام بعمل أول حملة انتخابية له في الانتخابات المحلية في 27 مارس/آذار 1994. بدأ بعد ذلك بدأ في العمل كمستشار لشركة إسطنبول للتواصل القابضة والتابعة لبلدية اسطنبول. أصبح في يناير 1995 المستشار الإعلامي لرئيس بلدية اسطنبول رجب طيب أردوغان. تزوج من نهال أولجوك عام 1998، وفي عام 1999 ولد أول أبنائه عبد الله طيب.
عام 1998 أسس وكالة إعلانات باسم ارتر. أرول أولجوك الذي يعمل مع رئيس الجمهورية أردوغان منذ عام 1993 في فترة رئاسته لولاية اسطنبول، قام بتكوين اسم حزب العدالة والتنمية، وصمم شعاره، وأوجد شعاراته، وقام بعمل الهوية المؤسساتية للحزب. أدار الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات العامة في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2002. أشهر أعمال أرول أولجوك هي "نكمل الطريق بلا توقف" في 2007، "نحن نمر من نفس الطريق" عام 2011، "العلم" في 2014، وفيلم "اللافتة" لرئاسة الجمهورية في 2005.
"هذا الوطن لنا، لا أحد يستطيع أن يأخذه منا"
عندما علم أرول أولجوك بخبر محاولة الإنقلاب مساء 15 يوليو/تموز، سارع بالنزول للميادين. بينما يتجهز أولجوك للخروج من منزله الكائن في ألتوني زاده، أخبر إبنه عبدالله أن يبقى بجانب أمه وإخوته. لم ينصت عبدالله طيب لوالده وأجابه "أنا ذاهب حيث تذهب أنت". وبناء عليه، فقد خرج الأب والإبن لمنع الانقلابيين من المرور.
ذهب أرول أولجوك وابنه إلى ألتوني زاده في البداية. شجع أولجوك المواطنين الذين نزلوا للشوارع قائلاً "هذا الوطن وطننا، ولا أحد يمكنه أن يأخذه منا. المشكلة فوق الجسر كبيرة يارفاق، يجب أن نذهب إلى هناك." كان أرول أولجوك في مقدمة الشباب الذين ذهبوا ناحية جسر البوسفور والذي كان الإزدحام يزيد كلما تقدم نحوه.
استشهد بثلاث طلقات
أثناء تقدم الجموع بالتكبير وإلقاء الشعارات، بدأ إطلاق النار من الجسر. حاول أرول أولجوك إقناع الجنود. وعندما تأكد من أنهم لن يقتنعوا، أراد أخذ ابنه عبدالله إلى مكان آمن. في هذه الأثنار ضُرب برصاصة من الانقلابيين. وحينما ركض عبدالله طيب لإنقاذ والده أصبح هدفاً لرصاصتين مضادتين للدروع. أستشهد عبد الله طيب أولجوك في مكان الحادث، بينما ارتقى أرول أولجوك شهيداً في المستشفى.
أردوغان: أرول هو رفيق دربي
دفن أرول أولجوك وابنه عبدالله طيب أولجوك في مقابر كاراجا أحمد عقب مراسم الجنازة التي نُظّمت في مسجد كلية الإلهيات جامعة مرمرة. لم يتمالك رئيس الجمهورية أردوغان دموعه في حديثه في صلاة الجنازة. قال أردوغان "أرول هو رفيق دربي" وأوضح أنه لن يستطيع إكمال حديثه وأعرب عن حزنه الشديد. قرأ أردوغان القرآن الكريم على قبري أولجوك وابنه.
"علينا حق كبير لأرول"
أوضح عبدالله غُل رئيس الجمهورية الحادي عشر أنه كان وأرول أولجوك صديقان مقربان، وتحدث قائلاً "كنا صديقين مقربين جداً، تقابلنا منذ فترة قصيرة، وكنا سنلتقي مرة أخرى. كان صديقاً ذا صفات غير عادية. نحن كلنا نعيش مأساته. ليجعل الله مثواه الجنة. وليجعل الله مثوى ابنه وابننا عبدالله الجنة. والحقيقة أن علينا حق كبير لأرول. لقد خدم هذه القضية كثيراً. لن ننساه أبداً. رحمه الله وجعل مثواه الجنة."
تخليد اسم الشهيد
عقب استشهاد أرول أولجوك قام فريق بيلر بيي الذي يلعب في الدرجة الثالثة من الدوري التركي بتغيير إسم ستاد "العام 75" إلى إسم "ستاد الشهيد أرول أولجوك". أطلق إسم الشهيد على كل من صالة السينما بجامعة اوشاك، مستشفى التعليم والتدريب بتشوروم، حديقة البلدية الموجودة في مرام بقونية، معسكر مؤسسة الأمن الاجتماعي في مالتبه، مدرسة ثانوية للأئمة والخطباء بكهرمان مرعش، مدرسة إبتدائية بكاراتاي في قونية، مدرسة أئمة وخطباء الأناضول في عمرانية، مدرسة إعدادية في هكّاري، ومكتبة أفتتحت في مدرسة إعدادية في منطقة أردتشلي في مقاطعة حاسا في ولاية هتاي.