أراد الانقلابيون أن يستخدموا بشكل فعال قاعدة الناقلات العاشرة في إنجيرليك لدعم محاولتهم. عين قائد القاعدة العميد بكير أرجان وان بصفته "الرجل الثاني" في القوات الجوية ليلة محاولة الانقلاب. وقد أقلعت من القاعدة طائرات ناقلة بأرقام 1 – 2 – 3 بأمر من وان وزودت بالوقود طائرات إف-16 التي حلق بها الطيارون الانقلابيون على ارتفاعات منخفضة فوق أنقرة وإسطنبول ومنطقتي مرمرة ووسط الأناضول.
لم ينفذ العميد بكير أرجان وان تعليمات "إلغاء تحليق الطائرات" الصادرة لمنع محاولة الانقلاب. ألقي القبض عليه واعتقل بتهمة التخطيط لمحاولة انقلاب وتقدم مساعدة من الدرجة الأولى للانقلابيين.
صدرت تعليمات ليلة محاولة الانقلاب من مركز العمليات الجوية المتحدة السادسة بتحليق طائرات السرب 154 من إنجرليك لإفشال محاولة الانقلاب.
كان قائد القاعدة العميد وان موجودًا في برج مراقبة حركة الطائرات خلال الساعات التي صدرت فيها التعليمات، وقد سمع الأمر الصادر إليهم، وعندما لم ينقل الأمر الصادر إلى طياري طائرات إف-16 لم قلعوا بطائراتهم لإفشال محاولة الانقلاب. لم ينفذ وان الأمر، كما أصدر تعليمات للجنود من أجل تجهيز 7 طائرات ناقلة للوقود لمساعدة الانقلابيين. استخدمت 3 طائرات منها في تزويد الطائرات بالوقود، فيما لم تقلع الأربعة الأخرى.
اتصل محافظ المدينة والنائب العام وقادة اللواءات وقوات الدرك بالعميد وان قائد قاعدة إنجرليك لإقناعه بالعدول عن محاولة الانقلاب لكنه رفض. تحرك قائد القاعدة إلى جانب العقيد رئيس أركان حرب قيادة قاعدة الطائرات الناقلة العاشرة والعقيد قائد كتيبة الدعم والطيارين. كما اتضح أنهم أبعدوا أو أصدروا أمر بالعودة إلى البيت إلى الضباط الذين اعتقدوا أنهم من الممكن أن يتصدوا للانقلاب.
أراح الطيارين الذين سيشاركون في محاولة الانقلاب
كشف النقاب عن أن العميد وان أصدر أوامر باستراحة الطيارين وأفراد أطقم الطيران الذين سيشاركون في محاولة الانقلاب ليكونوا مستعدين لتنفيذ المهام. أصدر وان تعليمات بإنهاء الموظفين الذين سيحصلون على إجازة لعملهم يوم محاولة الانقلاب في الساعة 15:00 بحجة أن الطقس حار، كما أصدر تحذيرا لموظفي الوردية المسؤولين عن تزويد الطائرات بالوقود وصيانتها بألا يجروا مكالماتهم عبر أجهزة اللاسلكي أو الهواتف المحمولة وأن يتحدثوا إلى بعضهم البعض وجهًا لوجه.
رفض الادعاءات
وجهت النيابة سؤالًا إلى العميد وان "لماذا ألغيتهم الطائرات الناقلة لتزويد طائرات إف-16 بالوقود صباح يوم 16 يوليو/تموز؟"، فرفض الادعاءات الموجهة له قائلًا "كانت الطائرات التي شاركت في محاولة الانقلاب تقصف كلّ مكان. وقد ألغيت الطائرات الناقلة لتزويد طائرات إف-16 التي أقلعت بالوقود من أجل منع هذه الطائرات". كان وان قد أبعد عن وظيفته في القوات المسلحة بمرسوم في حكم القانون بخصوص إدخال تعديل على بعض المؤسسات والهيئات من خلال التدابير اللازم اتخاذها في إطار حالة الطوارئ المعلنة.
وزع المهام على المدنيين
كشف النقاب عن تفاصيل الاجتماعات التي عقدها العميد وان قائد قاعدة إنجرليك، الذي أصدر تعليمات التزويد بالوقود للطائرات التي سيطر عليها الانقلابيون في أنقرة وإسطنبول وعندما فشلت محاولة الانقلاب طلب اللجوء من الولايات المتحدة، قبل يوم من 15 يوليو/تموز وكان من المخطط أن يعقدها مع نحو 400 بعد 8 أيام. وبحسب المعلومات التي جرى التوصل إليها في إطار التحقيق، عقد وان في مقر قيادة القاعدة اجتماعا خلال يوم 14 يوليو/تموز مع نحو 25 شخصًا، كان من بينهم امرأة واحدة، يمارسون أعمالا مختلفة، معظمهم كانوا رجال أعمال، وقال لهم "الأيام المقبلة ستكون أجمل، لا تقلقوا". ثم خاطب بعضهم بلهجة مختلطة بين الجد والهزل قائلا "ألا ترغب أن تكون رئيس بلدية؟ وأنت ألا تريد أن تكون كبير الأطباء؟"
وليبرهن على قوته أمامهم، اصطحب وان من كانوا معه في الاجتماع في جولة أراهم خلالها هناجر الطائرات ومخازن الذخائر وبعض الأماكن الخاصة "السرية"، وشرح أمامهم ما يمكن القيام به بالاستعانة بهذه الأشياء. وبهذه الطريقة برهن لهم على قوته وأظهر أنه يثق بهم. كما اتضح أن وان عقد اجتماعا مماثلا قبل شهر.
زيادة جولات الوفود الأجنبية
كشفت التحقيقات أن قاعدة إنجرليك شهدت خلال آخر شهرين زيارات مكثفة لوفود أجنبية على غير العادة. كانت هذه الزيارات تجري في إطار "زيارة مجاملة" أو "جولة سياحية"، كان جميع تلك الوفود تلتقي قائد القاعدة العميد وان. وبالرغم من أن هذه الزيارات في تلك التوقيتات لفتت الانتباه، إلا أن أحدًا لم يفهم مغزاها. وجاء في أقوال انقلابي مدني ألقي القبض عليه في إسطنبول مزاعم مفادها أن أفراد تلك الوفود كانوا عناصر استخباراتية من إيران والعراق وسوريا والولايات المتحدة، وأن العسكريين كانوا يأتون مرتدين ملابس مدنية، وأن لقاءات عقدت بشأن إمكانية استقدام ميليشيات مسلحة من تلك البلدان عند اللزوم عقب الانقلاب.