تُذكرنا قصة الشهيدة عائشة آي كاتش وحكايات النساء اللواتي سطّرن بطولات ليلة 15 تموز عندما اخترن النزول لمواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة على المكوث ببيوتهن، تُذكّرنا هذه البطولات بقصة البطلة الشعبية التركية "نانا هاتون". عائشة آي كاتش السيدة ذات الـ 46 من عمرها كانت من اللواتي تصدّين لمحاولة الانقلاب بكلّ شجاعة، حيث توجّهت مع زوجها إلى جسر البوسفور (جسر شهداء 15 تموز حاليًّا) وسقطت شهيدة هناك.
كانت عائشة آي كاتش تبكي بحرقة عندما تسمع بسقوط شهيد بتركيا، وعندما ترى عائلات الشهداء أو زوجاتهم، وكانت تدعو "يا إلهي ارزقني الشهادة أنا، هلّا رزقتني الشهادة يا ربّي"، وكانت تقول عندما تبكي: "أنا لا أبكي على الشهداء أبدًا بل أنا حزينة على عائلاتهم".
تلقّت النار من الدبابة في صدرها
عندما علمت الشهيدة عائشة نبأ محاولة الانقلاب الفاشلة سرعان ما بادرت بالوضوء ثمّ صلّت، وعلى الفور توجّهت مع زوجها مصطفى آي كاتش للتصدّي لهذه المحاولة الخائنة. خرجا مباشرة للشارع تلبية لنداء الرئيس أردوغان. كانت بصحبة زوجها اللذين توجّها إلى جسر البوسفور حيث بسط الانقلابيّون سيطرتهم، وكانت عائشة وزوجها بالصفوف الأولى لمواجهة الانقلابيّين. وسرعان ما تلقّت رصاصة من إحدى الدبابات التي كانت تتمركز عند جسر البوسفور، خرجت الرصاصة بشكل مباشر نحو عائشة لتضرب كتفها وتستقرّ بكتفها، بينما لم يُصب زوجها بتلك الرصاصات. عند ذلك بدأت عائشة بنطق الشهادتين، وسرعان ما تمّ نقلها إلى المستشفى بواسطة أحد المتواجدين هناك. وعلى الرغم من تدخل الإسعاف بعد ساعة من إصابتها إلا أنّها فقدت روحها وسقطت شهيدة.
سلّمت روحها بين ذراعي
يقول زوجها مصطفى آي كاتش عندما كان يشرح حزنه ومآساته، الذي لم يحزن لكون زوجته سقطت شهيدة بل لأنّ أطفالها الأربعة أصبحوا بعيدين عنها؛ يقول: "في الوقت الذي سأكون فيه سندًا لأطفالي، يكونون هم السّند لي". وأضاف "في المكان الذي أصيبت فيه على الجسر سلّمت روحها، لقد سلّمت روحها وهي بين ذراعي"، ويتابع " إن الله قد رزقها بشهادة كريمة، لقد كانت تتلفظ بالشهادتين بطمأنينة حتى آخر أنفاسها، بشكل لا يقدر عليه حتى العلماء" ، ويحكي مصطفى عنها أنّها كانت من النساء الخجولات، ولم تكن تخرج للشارع بفضول عند حدوث مشاكل أو مشاجرات لترى ماذا يحدث، ولكنّها عندما سمعت نداء الرئيس بالدعوة للنزول إلى الميادين والشوارع لم تتوان لحظة عن النزول.
تم إطلاق اسم الشهيدة عائشة آي كاتش على ثانوية للأئمة والخطباء بمنطقة أوسكدار في إسطنبول.
röp: Tanka tüfeğe meydan okudu
85-Darbeciler Boğaziçi Köprüsü’nde halkı taradı