كان قائد القوات الجوية عابدين أونال واحدا من الجنرالات السبعة عشر الذين احتجزوا كرهائن من نادي موضة البحري في إسطنبول ليلة محاولة الانقلاب. كان أونال حاضرا في عرس ابنة قائد القوات الجوية القتالية الفريق محمد شانفر عندما اتصلت زوجته وأخبرته باعتقال الفريق طيار فكرت أربيلغين الذي يعمل في قيادة الأركان. وعليه، اتصل أونال بمساعده اللواء جودت يازغيلي وسأله عن الوضع، فاخبره بأن طائرات حربية تجري تحليقا منخفضا في سماء أنقرة.
اتصل أونال بقائد قاعدة آكينجي العميد هاكان أفريم الذي أجابه بقوله "أنا من كلفتهم بذلك، كنت مضطرا"، فأدرك أن هناك محاولة انقلاب. فجمع أونال الجنرالات الذين كان معه في العرس وأمرهم بقوله "ليتصل كل واحد منكم بقاعدته ويتأكد من عدم تحليق أي طائرة، ويصدر تعليماته بعدم تحليق أي طائرة". انتقل الجنرالات السبعة عشر إلى غرفة الاجتماعات بالفندق باقتراح من إدارة الفندق، وعقدوا اجتماعا تقييما للحالة، وأصدروا تعليمات بعدم تنفيذ أوامر مركز عمليات القوات الجوية في أنقرة.
وفي تلك الأثناء هبطت مروحية في حديقة النادي، وانتظرت مجموعة من الانقلابيين المسلحين لدى باب غرفة الاجتماعات. لم تغادر المجموعة المكان بالرغم من تعليمات أونال، وعندما جاء فريق انقلابي ثان للدعم احتجزوا الجنرالات السبعة عشر الذين أخرجوا من الغرفة وناموا على الأرض بأمر من الانقلابيين الذين كبلوا أيديهم من الخلف بأصفاد بلاستيكية. نقل الانقلابيون الذين حاصروا النادي عابدين أونال على متن مروحية إلى قاعدة آكينجي، وحبسوه في غرفة حتى الساعة 15:30 من اليوم التالي إلى أن أطلق سراحه عقب فشل محاولة الانقلاب.
أدلى أونال بأقواله أمام النيابة بصفته مدعي بعدما احتجز ليلة 15 يوليو/تموز، وجاءت أقواله في 5 صفحات كالتالي:
ذهبت إلى نادي البحرية في إسطنبول كمدعو لحضور عرس ابنة قائد القوات الجوية القتالية الفريق محمد شانفر وابن عميد جوي متقاعد. كنت في قاعة العرس في حدود الساعة 19:30. لم أشعر حتى تلك الساعة بحدوث أي حادث استثنائي أو سلبي. أعتقد أن زوجتي اتصلت بي في حدود الساعة 21:30 وأخبرتني بنبأ اعتقال الفريق طيار فكرت أربيلغين الذي يعمل في قيادة الأركان، وقالت إنها قلق بشأن ما حدث.
"سمعت أصوات المقاتلات في الهاتف"
بعدها اتصلت باللواء جودت يازغيلي الذي تركته في أنقرة كوكيل، وبينما كنت أتحدث معه في الهاتف لأعرف ماذا حدث، سمعت صوت المقاتلات من الهاتف، فسألته ماذا يحدث، فأجابني "أنا كذلك لا أعلم، لكن هناك مقاتلات تحلق فوق أنقرة الآن".
"قال أفريم: أنا مضطر"
أصدرت تعليماته له بالانتقال فورا إلى مراكز العمليات بالقوات الجوية ليسيطر على الوضع. كما اتصلت بقائد قاعدة آكينجي في أنقرة العميد هاكان أفريم، وسألته عما إذا كان هو الذي أصدر تعليمات تحليق المقاتلات، فأجابني " أنا من كلفتهم بذلك، كنت مضطرا"، فقلت له "ليس هناك اضطرار كهذا، لقد صدر إليكم أمر بعدم تحليق أي طائرة".
"أخبرني بأن حياتي في خطر"
قال لي "الوضع ليس كما تعتقد، حياتي وحياتك في خطر". اعتقد قبل الاتصال أن الانقلابيين هددوه هو كذلك،لكني أدركت لاحقا أنه كان مشتركا في المحاولة. أخبرني "من بجواري يريدون أن أنهي المكالمة"، وأغلق الهاتف. اتصلت به بعدها مرتين ورن الهاتف لكنه لم يرد.
"كنت أعلم أن أكين أوزتورك في قاعدة آكينجي"
وعليه، خططت للاتصال بالفريق أول أكين أوزتورك، وكنت أعلم أنه مع أحفاده في قاعدة آكينجي الجوية، كما كنت أعلم أن زوج ابنته هاكان كاراكوش يعمل كقائد السرب 141 في القاعدة. لم أستطع التواصل مع آوزتورك عبر الهاتف لمدة طويلة، فطلبت من الفريق شانفر الوصول إلى أوزتورك عبر الهاتف، ولما تواصل معه أعطاني الهاتف لأحدثه.
"هل ينفذون انقلابا خارج أوامرك؟"
سألت أوزتورك "المقاتلات تحلق فوق أنقرة، ماذا يحدث هناك؟ هل ينفذون انقلابا خارج أوامرك؟" فأجابني "أعتقد أن ذلك تحليقا ليليا، لكن دعني أتقصي الأمر"، فأخبرته بأنه ليس تحليقا ليليا، بل إنه تحليق منخفض لطائرات حربية. لم يتصل بي أوزتورك بعدها، ولو كان قد حاول الاتصال بي فلا أعرف ذلك بما أن الهاتف لم يكن معي. وبناء عليه، جمعت قادة القواعد الذين كانوا في العرس، وخاطبتهم " ليتصل كل واحد منكم بقاعدته ويتأكد من عدم تحليق أي طائرة، ويصدر تعليماته بعدم تحليق أي طائرة".
"سيحال إلى المحاكمة العسكرية قائد أي قاعدة تقلع منها طائرات"
وقلت لهم "اعلموا أنه لم أقلعت طائرة من أي قاعدة فإن قائد تلك القاعدة سيحال إلى محاكمة عسكرية". وبناء عليه، اتصل جميع قادة القواعد الذين كانوا في العرس بقواعدهم وأبلغوا هذا الأمر وأكدوا لي أن ليس هناك أي طائرة أقلعت من قواعدهم. غير أن العميد دنيز كارتبه، قائد القاعدة الجوية الثامنة في ديار بكر، أخبرني بأن هناك 6 طائرات إف-16 تستعد للإقلاع من قاعدته. فأصدرت أمرًا له بمنع إقلاعها فورا، فاتصل بقائد العمليات بالقاعدة العقيد أركان حرب آكغولاي وأمره بوقف إقلاع الطائرات.
"لم ينفذوا الأمر لتقلع الطائرات"
غير أنه أخبرني بعد مدة أن من في القاعدة لم ينفذوا الأمر لتقلع الطائرات. أمرنا من برج المراقبة الطائرات التي أقلعت بالهبوط، لكن برج المراقبة في ديار بكر أبلغنا بأن الطيارين الذين حلقوا بتلك الطائرات لم يجيبوا على ذلك الأمر. وبخلاف ذلك، علمت أن طائرتين ناقلتين أقلعتا من القاعدة العاشرة في إنجرليك لتنفيذ عملية تزويد بالوقود، ولم يكن قائد تلك القاعدة حاضرا معنا في العرس. حاولت الاتصال بقائد القاعدة العميد بكير أرجان وان، لكنه لم يجب على الاتصال. فاتصلت بالعميد رجب أونال الذي كان مناوبا في مركز العمليات الجوية في إسكيشهير، وأمرته بأن يصدر تعليمات عبر جميع أجهزة الرادار بعودة الطائرات الناقلة والمقاتلة إلى قواعدها فورا.
"اتصلت بجودت يازغيلي وأمرته بالسيطرة على الوضع"
بعدها بقليل أخبرني أونال بأنه أصدر تعليمات لكنه لم يتلق أي رد عليها من الطيارين. وفي تلك الأثناء حاولت الاتصال بمركز عمليات القوات الجوية في أنقرة ليتدخل، لكن لم أتلق ردا. فاتصلت باللواء يازغيلي مرة ثانية وأمرته بالانتقال إلى مركز العمليات والسيطرة على الوضع".
"العميد المسلح..."
اتصل بي يازغيلي بعد مدة وأخبرني بأن العميد آيدمير طاشتشي جاء وهو يحمل مسدسا عند مدخل مقر قيادة القوات الجوية وأخذ هاتفه المحمول بعدما أخبره بأن هذا بأمر مني بصفتي قائد القوات الجوية. كما أبلغني يازغيلي بأنه حاول دخول مركز عمليات القوات الجوية لكن الرقيب الذي كان مناوبا عند البوابة أخبره بأن الباب مغلق من الداخل وأن الدخول ممنوع، فأمرته بتشكيل مجموعة من الأفراد من القوات الجوية ليفتح الباب بالقوة، وذلك بعدما أخبرني بوجود العميد سامي أوزاتاك والعميد كمال موتلوم والعقيد أركان حرب أفريم أورهان بالداخل.
"توصلنا إلى أن هذا الفريق أصدر أوامر داعمة للانقلاب"
توصلنا إلى أن هذا الفريق أصدر الكثير من التعليمات الداعمة للانقلاب. ولهذا كان علينا السيطرة على مركز العمليات في أسرع وقت. عندما وصل يازغيلي هذه المرة مع فريقه أخبرني بأن الرقيب الذي كان على الباب أطلق النار على الهواء في محاولة منه لمنعهم من الدخول. علمت في تلك الأثناء أن سكرتيري العام العقيد أركان حرب ويسيل كاياك وسكرتيري الخاص غوكهان هاجما يازغيلي للقبض عليه وكبلوا يداه. كل تلك المعلومات نقلها إلي يازغيلي بنفسه.
"أمرتهم بشل حركة مركز العمليات"
اتصلت بسكرتيري العام العقيد أركان حرب ويسيل كاياك وأمرته بالانصياع لأوامر يازغيلي، كما اتصلت بالعقيد كتنجي أوغلو من رئاسة أنظمة المعلومات الإلكترونية القتالية بالقوات الجوية وأمرته هو الآخر بالانتقال إلى هناك والانصياع لأوامر يازغيلي، وأصدرت تعليمات إليه بشل حركة مركز عمليات القوات الجوية، أي أمرته بقطع الكهرباء وأجهزة الحاسوب والهاتف عن المركز. نفذوا هذا الأمر،وأخبروني بأنهم لم يستطيعوا التواصل بأي طريقة مع من كانوا داخل المركز.
"إلى جميع الوحدات: لن تقلع أي طائرة"
اتصلت بمركز العملية الجوية في مدينة إسكيشهير وأنا في صالة العرس في إسطنبول وأمرت من هناك بنشر هذا الأمر إلى جميع الوحدات "مجموعة من الخارجين عن القانون تسيطر على مركز عمليات القوات الجوية في أنقرة، ولهذا فلن ينفذ أحد أي أمر يصدر عن ذلك المركز،فجميع الأوامر سيبلغ بها مركز العملية الجوية في إسكي شهير نيابة عني، كما لن تقلع أي طائرة طالما لم أصدر أمرا بذلك". نشرت تلك الرسالة فورا على جميع الوحدات. وبهذه الطريقة أوصلت للجميع أن جميع صلاحيات مركز عمليات القوات الجوية تجمعت في مركز العمليات الجوية في إسكي شهير. خلال تلك الفترة كان المسؤول عن مركز العمليات الجوية في إسكي شهير هو العميد رجب أونال. وقد أصدرت أمرا بتحرك كل من الفريق ضياء جمال قاضي أوغلو والفريق نهات كوكمن، اللذين كانا معي في صالة العرس، إلى إسكي شهير لدعم أونال.
"هدفكم الأول هو وقف حركة الطائرات من قاعدة آكينجي"
اتصل بي الفريق حسن حسين دمير أرسلان، رئيس أركان القوات الجوية الذي كان في إجازة، وسألني عما إذا كنت أصدرت أوامر لما يحدث، فأمرته بالتحرك بأنسب وسيلة نقل والانتقال بسرعة إلى إسكي شهير. كما اتصل به في الوقت نفسه اللواء إدريس آكصوي، الذي كان هو الآخر في إجازة، وسألني السؤال ذاته، فأمرته بالأمر نفسه الذي أمرت به الفريق أرسلان. أخبرت الاثنين بأن هدفهما الأول هو وقف حركة الطائرات في قاعدة آكينجي.
"سألتم عن مصدر أوامرهم قالوا إنهم لا يعلمون"
بينما كنت منشغلا بهذه الاتصالات اقترحت إدارة الفندق أن ننتقل إلى صالة الاجتماعات، فانتقلنا إلى هناك، وبدأت اجتماعا لتقيم الوضع مع الجنرالات السبعة عشر الذين كانوا في القاعة، باستثناء من أرسلتهم إلى إسكي شهير. وفي حدود الساعة 23:30 رأيت على الباب أفراد حراستي الذين تركتهم في أنقرة وهم يرتدون الزي المموه ويمسكون أسلحتهم، فقالوا "جئنا لتأمينك يا قائد"، فسألتم وأنا أعلم ما يعني ماذا يقولون "لم أصدر إليكم أمرا بذلك، ممن تتلقون الأوامر؟"، فأجابوا "لا نعلم يا قائد"، فقلت "ابتعدوا الآن ودعونا".
"عندما أصرّ أطلقوا النار على الجدران والزجاج"
عندما حاول اللواء إسماعيل غونايكايا الخروج من القاعة للاطمئنان على زوجته حاولوا منعه، وعندما أصرّ على الخروج أطلقوا النار على الجدران والزجاج، لم يطلقوا النار على الأرض، أمرتهم أن يهدأوا، لكن أدركت أنهم ينتظرون وصول مجموعة ثانية.
"رأيتهم يكبلون ضابطين برتبة عميد"
بينما كانت عقارب الساعة تقترب من منتصف الليل، وصلت إلى القاعة مجموعة من من نحو 10 أفراد كاملي العتاد وهم يصيحون ويطلقون النار ناحية السقف، كان جميعهم يمسكون أصفاد بلاستيكية. أمرتهم جميعا بأن يهدأوا، فسلموني إلى المجموعة التي وصلت أولا، وطلبوا أن نذهب إلى المروحية، وعندما نظرت خلفي رأيت زملائي وقد كبلت أيديهم، حتى أنهم طرحوا لواءين على الأرض وكبلوهما.
"لم يكبلوا يداي"
لم يكبلوا يداي، انتقلنا إلى المروحية التي أقلعت بنا وهبطت في مطار صبيحة غوكتشين. لو يصطحبوا في المروحية سواي، ورأيت هناك طائرة من طراز CN235 CASA تنتظر هناك، فأركبني الانقلابيون الطائرة لتطير بنا وتهبط في قاعدة آكينجي في أنقرة في حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل. تواصلت مع زملائي في إسكيشهير حتى هبطت الطائرة، فأخبروني بأن المقاتلات لا تزال تحلق وأنها ألقت قنابل حية على أنقرة.
"16 طائرة مستعدة للإقلاع..."
أركبوني حافلة بعد النزول من الطائرة، كان سائق الحافلة ضابط شاب برتبة ملازم أول، فجال بالحافلة خصيصا ليطلعني على الفعاليات العسكرية التي يقومون بها، فرأيت 16 طائرة مستعدة للإقلاع ومحملة بمزيد من الذخيرة والقنابل، كما رأيت الأفراد وهم يتحركون هنا وهناك. نقلوني إلى قيادة السرب الذي تتحرك منه تلك الطائرات، وهذا السرب معروف بالسرب 141. عندما نزلت من الحافلة رأيت نحو 30 طيارا، معظمهم ضباط برتبة ملازم وملازم أول، لكن كان بينهم من ضباط برتبة رائد وضباط ميدانيون.
"لا تحمل بزاتهم أسماءهم"
كانت بزات جميع هؤلاء الضباط لا تحمل أسماءهم؛ إذ فكوا الجزء الذي يكون مكتوبا به اسم الضابط فوق زيه العسكري. استقبلني العقيد أركان حرب أحمد أوزتشتين قائد العمليات بالقاعدة قائلا "أهلا وسهلا يا قائد"، فأجبته "أهلا بك"، فقال "نحاول تصحيح الأمور الخاطئة"، فأجبته "يبدو أنك من تحتاج إلى إصلاح".
"تكليف فردين مسلحين بحراسة الباب"
كان هذا كل ما تحدثنا حوله. اصطحبوني إلى غرفة مجهزة مسبقا ليس بداخلها سوى كرسي واحد، طلبوا مني هاتفي المحمول، كما كلفوا شخصين مسلحين بحراسة الباب. وبينما كان خارجا من الغرفة خاطبته قائلا "أصلحك الله وهداك إلى سبيل الرشاد، لن أقول شيئا آخر، ولا أريد أن أراك مجددا". أغلقوا الباب بالقفل، ومكثت في تلك الغرفة حتى الساعة 15:30 من عصر اليوم التالي. جلبوا لي فقط طعام الإفطار في الصباح، ولم يكبلوا يداي ويغلقوا عيناي بينما تناولت الطعام.
"مر أوزتورك بغرفتي"
سمعت في حدود الساعة 09:00 قنابل تلقى على المدارج الميدانية. وبعد تلك الساعة انقطعت فجأة الأصوات في المبنى الذي كنت محتجزا به. علمت لاحقا أن جميع الأفراد الذين كانوا في مقر القاعدة استدعوا لحضور اجتماع. سيطرت حالة من الصمت الشديد حتى الساعة 12:00 إلى أن مرّ بغرفتي الفريق أول أكين أوزتورك عضو مجلس الشورى العسكري الأعلى، فسألته عما يحدث، فأخبرني أنه عندما تلقى اتصالا هاتفيا من جانبي اتصل بقائد قاعدة آكينجي، لكنه من رد عليه كان اللواء كوبيلاي سلجوق وليس العميد هاكان أفريم.
علمت أن الرئيس الثاني لهيئة الأركان موجود في القاعدة، فذهبت إلى الغرفة التي كان موجودًا له، كانت عيناه مغميتان، فنزعت ما كان يغطي وجهه، وكانت يداه وقدماه مكبلتين، فحررتهم. لم أستطع أن أركب معه المروحية ونبتعد عن القاعدة لأن الطائرات كانت تحلق فوق المنطقة. مكثنا في القاعدة لمدة طويلة. علمت في تلك الأثناء أن قائد القوات الجوية عابدين أونال وسائر الجنرالات موجودون في مكان ما داخل القاعدة. زرت عابدين أولا، وكلفت فردين بحراسته".
"أخبرني أوزتورك بأنه نصحهم بالعدول عن محاولة الانقلاب"
كوبيلاي سلجوق هو قائد القاعدة الجوية الثانية في إزمير. أبلغني أوزتورك بأنه عندما سأل سلجوق عما يفعله في أنقرة فأخبره بأنه يواصل نشاطه، وأنه ينتظر أن ينضم إليهم. كما قال لي أوزتورك أنه انتقل إلى مقر القيادة والتقى الفريق الذي أقدم على هذه المحاولة وحاول إقناعهم بالعدول عن هذه الفكرة لأنهم لن يستطيعوا النجاح، وأبلغهم بأن هناك احتمالا كبيرا أن تسفر هذه المحاولة عن كارثة ضخمة. وأضاف أنهم لم يقتنعوا لا سيما الفريق الشاب الذي كان مصرّا على المضي قدما، إلا أنهم أدركوا أنهم خسروا كل شيء عقب قصف مدرج القاعدة، وأنهم كُسروا وبدؤوا يبحثون عن طريق للحلّ.
لا أعلم ما إذا كان قد نقل هذا الأمر إلى زوج ابنته هاكان كاراكوش، وما إذا كانا تحدثا حول هذه التطورات فيما بين الساعة 09:00 – 12:00. كما لا أعرف لماذا لم يتدخل الفريق الانقلابي ويعتقلوا أوزتورك بعدما أخبرهم بأن ما يفعلونه أمر خاطئ كما سردت أعلاه.
أخبرني أوزتورك كذلك بأن رئيس هيئة الأركان والرئيس الثاني للأركان موجودان في القاعدة وأنه التقاهما، وقال إن الأمر على وشك الانتهاء والانقلابيين يخططون للاستسلام. غادر الغرفة بعدما أخبرني بأنه سيمر بي لاحقًا. جاءني مرة ثانية في حدود الساعة 15:30 وقال إنه أتي مع الرئيس الثاني للأركان وإن بإمكاننا الخروج الآن، فخرجنا، والتقيت الرئيس الثاني للأركان، كما سمعت أن الجنرالات الذين كانوا معي في إسطنبول نقلوا هم كذلك إلى قاعدة آكينجي. أخبرته برغبتي في مغادرة القاعدة بعد العثور عليهم.علمت من جندي يرتدي زيا مدنيا ويمسك جهازا لاسلكيا أنهم محتجزين في دار ضيافة قديم يحمل اسم Yuvam 2، فاصطحبنا ذلك الجندي إلى هناك.
"كل جنرال محتجز في غرفة كخروف العيد..."
عندما وصلنا إلى دار الضيافة لم نجد أي فرد أمن لأن جميعهم ترك معداته واختفى، أما عندما دخلنا الغرف رأينا كل جنرال من الجنرالات محبوس في غرفة مكبل اليدين ومعصوب العينين ينتظر كأضحية العيد. خلال مدة وجيزة كسرنا الأغلال ونزعنا العصابات بمساعدة المقصات والسكاكين. وبينما كنا نقوم بهذا الأمر كان معنا الرئيس الثاني لهيئة الأركان الفريق أول ياشار غولر وفريق من 15 شخصا، كما كان أكين أوزتورك حاضرا.
"لم أر هاكان كاراكوش أبدا"
لم أر هاكان كاراكوش أبدا خلال تلك الفترة، لم ألتقه أبدا. وعقب انتقلي من قاعدة آكينجي الجوية إلى مقر القيادة جاء بعدي الفريق أول أوزتورك. وكان متواجدا في مركز القيادة الجوية الجنرالات الآخرون الذين احتجزهم الانقلابيون، وهم: الفريق حسين كوتوشكيوز، الفريق محمد شانفر، الفريق فكرت أربيلغين، الغريق أتيلا غولان، اللواء محمد أوزلو، العميد باهري بيبر، العميد أحمد بيتشر، اللواء خلوق شاهار، اللواء فتحي ألباي.
"لم يهرب أوزتورك مع الانقلابيين إلى الغابة"
أي أن أكين أوزتورك تبعنا إلى مركز القيادة الجوية، ولم يهرب مع بقية الانقلابيين من قاعدة آكينجي إلى الغابة، وأعتقد أنه تبعنا إلى مركز القيادة الجوية على متن سيارة الرئيس الثاني للأركان الفريق أول غولر. غادرنا مقر القيادة سويا في الساعة 20:00.
كان هناك 10 جنرالات من القوات الجوية داخل قاعدة آكينجي. أعتقد أنه كان هناك 5 جنرالات آخرون من القوات البرية. غادر الرئيس الثاني للأركان القاعدة بسيارته الرسمية، فيما غادرت أنا ومحمد شانفر القاعدة بسيارتي الرسمية.
ثم انتقلنا إلى قيادة القوات الجوية مع ياشار غولر وكان في سيارة خلفنا يركب عابدين أونال. بقيت مع أونال في مقر القيادة، فيما غادر غولر إلى بيته.
تبعنا الجنرالات الآخرون تواليا. وعندما وصلنا إلى مقر قيادة شاهدت أفراد القيادة المركزية وهم يلقون القبض على عميدين وعقيد وعميد آخر كان قد استولى على الهاتف المحمول تحت تهديد سلاحه وكذلك سكرتيري الخاص الرائد غوكهان بعدما احتلوا مركز العمليات للقوات الجوية. وحسبما علمت فإن اللواء جودت يازغيلي تابع تطورات الأوضاع مع الفريق الأمني في مركز أمن مقر القيادة منذ أن أصدر تعليماتي له في الليلة السابقة، وفي النهاية أشرف على عملية استسلام الانقلابيين الذين احتلوا مركز عمليات القوات الجوية، وبالرغم من ذلك فقد اعتقلوا أيضا اللواء يازغيلي الذي أخبرني بأنه يشتكي العقيد ويسل كافاك لأنه من بين الذين احتجزوه، وقال إنهم بالرغم من ذلك لم ينقلوه إلى القيادة المركزية. وقد قلت له إذا كانت شكواه مستمرة فليتصل بقائد القيادة المركزية.
وبعدما اتصل يازغيلي بقائد القيادة المركزية، علمت بإلقاء القبض عليه وعلى ويسل كافاك لورود اسم يازغيلي في القائمة التي كان يحملها العقيد الذي حضر.
"نفذوا عملية القصف بغرض الضغط النفسي"
قصف الطائرات المضادة للانقلاب لمدارج قاعدة آكينجي الجوية:
علمت كيف كانت التدابير التي اتخذناها في إسكي شهير ذات تأثير في كل هذه الأحداث، ذلك أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع كانوا على اتصال مباشر بمركز العمليات في إسكي شهير، ولهذا فقد وضعوا خطة لوقف أنشطة الانقلابيين في قاعدة آكينجي، وبناء عليه فقد قصفت طائرات إف-4 أقلعت من القاعدة الجوية الأولى في إسكيشهير وقصفت مدارج قاعدة آكينجي من ثلاث نقاط حتى تغلقها تماما، وبهذه الطريقة نجحوا في منع تحليق الطائرات من القاعدة، كما أنهم قصفوا ميدان القاعدة من ثلاث نقاط مختلفة بغرض الضغط النفسي على الانقلابيين، وقد بذلوا جهدا كبيرا كي لا يسقط أي فرد خلال هذا القصف.
"لم أتعرض للضرب، وأشتكي الجميع"
لقد مدح رئيس الوزراء ووزير الدفاع أهمية الإجراءات التي اتخذت بعد ذلك في إسكي شهير ذاكرين أسماء جميع الجنرالات الذين كانوا في القاعدة. وخلال تلك الأحداث لم أتعرض للضرب أو الإهانة أو التهديد. أشتكي جميع من قام بهذه الأحداث.