ولد في التاسع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول عام 1950 في قيصري. أتمّ تعليمه في مدرسة قيصري الثانوية وكلية الاقتصاد بجامعة إسطنبول. عاش عامين في بريطانيا من أجل إتمام رسالة الدكتوراة التي بدأها في نفس الجامعة التي درس بها، وحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة إسطنبول عام 1983. عمل بجامعة سكاريا عندما أُنشئ قسم الهندسة الصناعية وكان يعطي الدروس في نفس القسم. وفي عام 1989 أصبح أستاذًا مساعداً في شعبة الإقتصاد الدولي. عمل بين أعوام 1983 و1991 كخبير اقتصادي في بنك التنمية الإسلامي الذي يتخذ من مدينة جدة مركزًا له.
حياته السياسية
خدم في مجلس البرلمان التركيّ كنائب في المجلس عن ولاية قيصري لمدة خمسة دورات نيابية متتالية من 1991 حتى 2007. شارك في عضوية لجنة الخطة والموازنة لمجلس البرلمان التركي مابين أعوام 1991 و1995. عمل كعضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس البرلمان التركيّ بين أعوام 1995 و2001. عمل في منصب وزير الدولة والمتحدث الرسمي باسم الحكومة في الحكومة الرابعة والخمسين التي تشكلت عام 1996. قاد حركة المجددين عام 2000، وأصبح مرشحًا لرئاسة حزب الفضيلة في اجتماع المجلس الخاص به. أصبح من قادة حزب العدالة والتنمية الذي لعب دور في تأسيسه عام 2001. عمل في وظيفة مساعد الرئيس العام المسؤول عن الأعمال السياسية والتشريعية. قام بتشكيل الحكومة الثامنة والخمسين للجمهورية التركية بصفته رئيساً للوزراء في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2002. شغل منصبي مساعد رئيس الوزراء ووزير الخارجية في السنوات من 2003وحتى 2007 في فترة الحكومة التاسعة والخمسين. أُنتخب من قِبل مجلس البرلمان التركيّ الرئيس الحادي عشر للجمهورية التركية يوم 28 أغسطس/آب 2007. استمر عبدالله غل في هذا المنصب حتى 28 أغسطس/آب 2014.
عبدالله غل المتزوج من خيرالنساء غول هو أب لثلاث أبناء هم أحمد منير، كوبرا، ومحمد أمره.
عملية 15 يوليو/تموز
كان عبدالله غل الرئيس الحادي عشر للجمهورية التركية أحد السياسيين اللذين أبدوا ردة فعل مؤثرة من خلف الستار بدون تضييع وقت خلال محاولة الانقلاب التي قامت بها منظمة غولن الإرهابية.
"ليعود الجيش للثكنات، حافظوا على الديموقراطية"
بعد ظهور رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان على قناة سي إن إن تورك عبر تطبيق فيس تايم ودعوة الشعب للنزول للميادين من أجل مقاومة الانقلاب، قام رئيس الجمهورية الحادي عشر عبدالله غل بالظهور على نفس القناة وقدم نداء ’عودوا لثكناتكم’. قال غل في تصريحاته التي أدلى بها في ظهوره على قناة إن تي في "أريد في البداية أن أقول هذا لأمتنا جمعاء: أيًّا كانت أفكارنا، وأراؤنا، وأحزابنا، لنترك الفروق بيننا جانبًا، ولنلتف جميعًا حول الديموقراطية. إنّ تركيا ليست دولة من دول أمريكا الجنوبية أو أفريقيا. وعليهم أيضًا أنّ يتركوا هذا الأمر ويعودوا لثكناتهم. هذا الأمر لم يأتِ بتسلسل الأوامر. على كلّ من قام بهذا الخطأ أن يتخلّى عنه، ويعود لثكنته. لقد وصلوا لوضع لن يستطيعوا فيه رفع أعينهم أمام الشعب. هذا يوم الحفاظ على الديموقراطية بدون صراع أو منح فرصة للإشتباك. أؤمن بأنّ تركيا ستعبر هذه الليلة السيئة. أرجو من المواطنين الأعزاء أن يقفوا صفًّا واحدًا متماسكًا ضد هذا الحراك الغير معلوم طبيعته، ويحافظوا على الديموقراطية".
قام عبد الله غل بعمل مشاركة على حساب تويتر المؤسسي في الساعة 00:59 ليلة 15 يوليو/تموز، حيث قال "هذا اليوم هو اليوم الذي سيحافظ فيه الناس على الديموقراطية ويضعون الفروقات فكرية أو حزبية أو اختلاف وجهات النظر جانبًا". أحدثت تصريحات غل صدى واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
مقابلات كثيرة
قام عبد الله غل بمقابلة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان يوم 21 يوليو/تموز في مجمع رئاسة الجمهورية، كما تقابل في نفس اليوم مع كلّ من رئيس الوزراء بن علي يلدرم، ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو، ورئيس مجلس البرلمان التركيّ برفين بولدان.
قام رئيس الجمهورية الحادي عشر عبد الله غل بعد هذه الزيارات التي قام بها، بعمل تصريح قال فيه "من الممكن تخيل أيّ شيء، إلا التخطيط لتفجير المكان الذي يُمثل الشعب. نحن نعيش حالة حزن كبيرة. أنا أؤمن أنّ تركيا ستتخطى هذه الأحداث بالحوار بين الحكومة والمعارضة. إنّ توحد الدولة والأمة بعد هذه الأحداث المؤسفة، وحفاظهما على الديموقراطية يخفف من حزننا بعض الشيء".
دعم نوبات حراسة الديموقراطية
قال رئيس الجمهورية الحادي عشر عبد الله غل في نفس اليوم مخاطبًا المواطنين الذين نزلوا من أجل "نوبة حراسة الديموقراطية" أمام منزل رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في كيصكلي أنّ ليلة 15 يوليو/تموز قد سُجلت كنقطة سوداء في تاريخ تركيا.
أضاف غل أنّ المواجهة بين الشرطة والجيش، ومواجهة الجيش للشعب بالدبابات هو أمر مخزي، وأتمّ "كم هو مؤسف أنّ هؤلاء البؤساء عديمي الضمير الذين باعوا عقولهم وتفكيرهم، واللذين لا يعرفون ما يقومون به، الذين قاموا بهذه الأحداث قد استباحوا دم الأمة للأسف. لقد كتبوا صفحة مخزية. وإذا كنا قد منعنا قدوم أيام أصعب، وعيش أوضاع أسوأ، فإنّ هذا قد تمّ بشعبنا العزيز الذي نسي كلّ شيء ونزل للشوارع ووقوف أمام الدبابات من أجل الوطن، والأمة، ومن أجل تركيا وحكومتها، ومن أجل رئيس الجمهورية".
زيارة عزاء ليني شفق
قام رئيس الجمهورية الحادي عشر عبد الله غل بزيار عزاء لصحيفة يني شفق يوم 26 يوليو/تموز في استشهاد مصوّرها مصطفى جامباظ الذي استشهد ليلة محاولة الانقلاب الغادرة. تحدّث غل الذي حلّ بعدها ضيفًا على تلفزيون تي في نت عن ليلة محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز قائلًا "كانت أسود ليلة في تاريخ تركيا. لقد رأينا الناس الذين عاشوا معنا لسنوات وقد تحولوا لخونة".