المديرة العامة لمنظمة الهجرة الدولية آمي بوب: - بدون وقف إطلاق النار بغزة لا يمكننا إيصال المساعدات الأكثر إلحاحا للمحتاجين - حتى الآن للأسف، لم تصل المساعدات الإنسانية إلى المستوى المطلوب - عودة اللاجئين السوريين لبلادهم مرتبطة بسرعة تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار - تشير التقديرات إلى إمكانية عودة نحو مليون سوري إلى بلادهم العام المقبل
أكدت المديرة العامة لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة آمي بوب، على ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة ليتمكن المجتمع الدولي من إيصال المساعدات الإنسانية اللازمة إلى السكان.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول على هامش مشاركة بوب بالاجتماعات السنوية الـ55 للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية، تطرقت فيها إلى اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، بالإضافة إلى آخر التطورات في سوريا.
ودعت بوب إلى "ضمان دعم المجتمع الدولي القوي لوقف إطلاق النار، والدفاع عن تنفيذه واستمراره، لأنه بدون وقف النار لن نتمكن من إيصال المساعدات إلى غزة".
وشددت على أهمية تحقيق وقف إطلاق نار دائم في غزة، مؤكدة أن الاحتياجات الإنسانية في المنطقة وصلت إلى "مستويات فلكية".
والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
- احتياجات غزة
وأشارت بوب إلى أن العديد من الاحتياجات الأساسية مثل المأوى، والطعام، والمياه النظيفة، والأدوية، ومستلزمات النظافة لا يتم تلبيتها.
وتابعت: "بدون وقف إطلاق النار لا يمكننا إيصال هذه المساعدات الأكثر إلحاحًا. الأطراف المتنازعة بحاجة إلى مواصلة المفاوضات وإيجاد طريق للمضي قدمًا. لكننا، كغيرنا من المؤسسات الإنسانية، نتطلع لاستمرار وقف إطلاق النار لتلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفًا".
وزاد: "مهمتنا أولًا وقبل كل شيء هي تقديم المساعدات الإنسانية، أما كيفية تنفيذ الأطراف للاتفاقات فهو ليس ضمن نطاق عملنا".
وأوضحت بوب أن المنظمة تعمل على إيصال المساعدات إلى غزة، مضيفة: "حتى الآن، للأسف، لم تصل المساعدات الإنسانية إلى المستوى المطلوب. فالصراع، وانعدام الأمن، ونهب الشاحنات، والمشكلات المشابهة تجعل إيصال المساعدات للمحتاجين أمرًا بالغ الصعوبة".
كما أشارت بوب لوجود مهام كثيرة يجب تنفيذها على الأرض في غزة، مؤكدة على أهمية الدعم الدولي لتنفيذ وقف إطلاق النار وضمان استمراره.
- إعمار سوريا
وفيما يتعلق بسوريا، أكدت بوب على ضخامة الاحتياجات الإنسانية، مشددة في ذات الوقت على ضرورة تقديم المجتمع الدولي يد المساعدة لأجل إعادة إعمار البلاد، ولضمان شعور اللاجئين السوريين بالأمان عند عودتهم إلى وطنهم.
وأضافت: "عملية إعادة الإعمار يجب أن تكون شاملة، ويجب أن نتعاون مع الدول المجاورة مثل تركيا، التي استضافت عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين لسنوات، كما أن السوريين في الشتات يرغبون بمعرفة ما يحدث في بلادهم، ولذلك من الضروري العمل معهم لضمان إعادة الإعمار بطريقة فعالة".
وأشارت إلى أن العديد من اللاجئين السوريين ينتظرون الوقت الذي يصبح فيه بلدهم آمنًا للعودة، وقالت: "السؤال الرئيسي الآن هو مدى سرعة تحرك المجتمع الدولي لجعل الوضع آمنًا".
وشددت بوب أيضًا على أن عودة السوريين مرتبطة بسرعة تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار، موضحة أن التقديرات تشير إلى إمكانية عودة نحو مليون سوري العام المقبل.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبل أسبوعين، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، أن أكثر من 125 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
- هجرات متزايدة
وبشأن حركة الهجرات البشرية المعاصرة، لفتت بوب إلى أن العالم يشهد حاليًا أكبر حركة سكانية على الإطلاق.
وأوضحت أن مئات ملايين الأشخاص حول العالم يغيرون أماكن سكناهم وإقامتهم لأسباب مختلفة تشمل الحروب، والعمل، والتعليم، والفقر، والكوارث الطبيعية.
وأردفت: "نحتاج إلى بناء أنظمة تتيح للناس التحرك بشكل آمن وقانوني، وللأسف الأنظمة الحالية ليست مصممة لتلبية هذه الاحتياجات وأطالب الحكومات بالبحث عن حلول".
وأشارت إلى ضرورة "التفكير بكيفية تحسين الأنظمة الحالية، لضمان تلبية احتياجات سوق العمل بطريقة عادلة وقانونية، وتسهيل الحركة البشرية بطرق منظمة وفعالة".