قطاع الطاقة يدخل مرحلة جديدة

مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم، هناك توقعات بأن يشهد قطاع الطاقة حقبة جديدة بالكامل.

إن موقف ترامب تجاه الوقود الأحفوري والسياسات التي يعتزم تنفيذها ستؤثر بشكل عميق على إنتاج الطاقة وأسعارها واستخدام مصادرها.

باختصار لن تتغير معادلة الطاقة فحسب، بل ستتغير أيضاً الأطراف الفاعلة في هذه المعادلة.

ورغم أن الولايات المتحدة تتصدر حالياً إنتاج النفط والغاز الطبيعي، إلا أن سياساتها الجديدة المتعلقة بزيادة إنتاج النفط والغاز الطبيعي من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة المعروض من الطاقة وبالتالي انخفاض أسعارها.

ومن الواضح أنه مع هذه السياسات ستنخفض أسعار الطاقة من جهة، وسيؤدي انخفاض تكاليف الطاقة إلى زيادة الإنتاج من جهة أخرى.

فكما نعلم في الدول النامية يؤدي ارتفاع معدلات الإنتاج إلى زيادة استهلاك الطاقة، مما يسبب ارتفاع فواتير الطاقة في ظل النمو الاقتصادي المرتفع.

ولكن مع انخفاض تكاليف الطاقة لن تشكل هذه الفاتورة تهديدا للإنتاج وعجز الحساب الجاري في دول مثل تركيا.

ماذا عن بقية منتجي الطاقة؟

بينما يوفر انخفاض أسعار الطاقة العديد من الفوائد للبلدان المستوردة لمصادر الطاقة، فمن الواضح أنه يمثل مشكلة كبيرة للعديد من البلدان التي تحقق إيرادات كبيرة من المصادر الأحفورية والتي يعتمد الناتج المحلي الإجمالي لبلادها بشكل كبير على عائدات النفط والغاز الطبيعي.

كما أن انخفاض أسعار الطاقة قد يؤثر سلباً على عمليات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي.

وقد يؤدي ذلك إلى نقص في إمدادات الطاقة العالمية، مما يزيد من خطر ارتفاع أسعار الطاقة.

هناك بالفعل احتمال لمثل هذا الخطر.

ولكن إذا تمكنت الولايات المتحدة وحدها من تعويض هذا النقص المحتمل في إمدادات العالم من الغاز الطبيعي والنفط نتيجة لانخفاض أسعار الطاقة، فإن مخاطر ارتفاع الأسعار ستنخفض.

ويبدو أن تحقيق هذا الهدف على المدى القصير ليس بالأمر السهل.

عصر جديد في التنقيب عن النفط والغاز

نحن على أعتاب مرحلة جديدة ستشهد تسارعًا في عمليات التنقيب عن الوقود الأحفوري في العالم، أي النفط والغاز الطبيعي

وفي هذا السياق ينبغي على تركيا أن تسرّع من وتيرة عمليات التنقيب عن النفط والغاز بهدف تعزيز أمن إمدادات الطاقة، والحد من اعتمادها على الواردات، وضمان أن لا تشكل الطاقة تهديدًا للإنتاج.

كما أن هذه المرحلة الجديدة تمثل فرصة كبيرة لتركيا لتحقيق هدفها في أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، لا سيما الغاز الطبيعي.