طمون.. بلدة فلسطينية تحت تنكيل الاحتلال

09:1117/01/2025, Cuma
الأناضول
طمون.. بلدة فلسطينية تحت تنكيل الاحتلال
طمون.. بلدة فلسطينية تحت تنكيل الاحتلال

- الجيش الإسرائيلي اعتقل في بلدة طمون شمال الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023 نحو 200 فلسطيني وقتل 19 - رئيس البلدية ناجح بني عودة: طمون تشهد تصاعدا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، ومرور الجيش يحدث احتكاكا مع الشبان - الناشط أيمن غريب: الاحتلال يمارس سياسة العقاب الجماعي والمواطنون يعيشون حالة من الحصار والحرمان من المياه والأراضي

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تحولت بلدة طمون شمال الضفة الغربية المحتلة إلى مسرح لجرائم الجيش الإسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين، بدعوى ملاحقة "خلايا مسلحة".

وبرزت طمون (جنوب مدينة طوباس) في الأيام الأخيرة بعد عملية للجيش قتل خلالها 3 فلسطينيين أبناء عمومة، بينهم طفلان دون العاشرة، وادعت إسرائيل آنذاك أنها استهدفت "خلية عسكرية" تزرع عبوات ناسفة.

مواطنون فلسطينيون يقولون للأناضول إن بلدتهم باتت مسرحا لعمليات الجيش الإسرائيلي، الذي يستخدم آليات عسكرية ثقيلة بينها جرافات وطائرات مسيّرة، ما خلّف 19 قتيلا وعشرات الجرحى وحوالي 200 معتقل.

وتقع طمون ضمن محافظة طوباس والأغوار الشمالية، وتمتد أراضيها حتى الحدود الأردنية شرق الضفة الغربية المحتلة.

وفي 7 يناير/ كانون الثاني الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية عسكرية في محافظة غور الأردن (شرق)، ولم يحدد المدن والبلدات التي تشملها ولا سقفها الزمني.

ويقول مواطنون في المنطقة إن الجيش الإسرائيلي يستهدف في عملياته مجموعة من الشبان الفلسطينيين.

عقاب جماعي

رئيس بلدية طمون، ناجح بني عودة، قال للأناضول إن البلدة تشهد تصاعدا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، وعادة ما يقتحم الجيش عددا من أحيائها مخلفا دمارا كبيرا في البنية التحتية والمتاجر والمنازل.

وأضاف: "تعد طمون البوابة الشرقية للمحافظة، وأي عملية عسكرية في طوباس أو مخيم الفارعة القريبين من البلدة تمر آليات الجيش الإسرائيلي من وسط البلدة، الأمر الذي يحدث احتكاكا مع الشبان تولدت على إثره مقاومة فلسطينية".

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قتل 19 فلسطينيا، بينهم 3 من أبناء عمومة ادعى أنهم خلية إرهابية، قبل أن يتبين أن من بينهم طفلين دون العاشرة.

كما تسببت العمليات العسكرية في إصابة عشرات الفلسطينيين واعتقال نحو 200، وتدمير مقاطع في البنية التحتية وشبكات مياه وكهرباء ومنازل ومتاجر، وفق بني عودة.

وشدد على أن "الناس يعيشون حالة من الترقب والقلق، والبلدة تعاني من الاحتلال منذ ما قبل 7 أكتوبر، حيث تحرمهم إسرائيل من الاستفادة والاستثمار في ثلثي أراضيها البالغة مساحتها نحو 93 ألف دونم".

وتابع أن طمون تمتلك مساحات كبيرة سهلية وأخرى جبلية تقع في الأغوار شمال شرقي الضفة.

واستدرك: "لكن السلطات الإسرائيلية حولت جزءا كبيرا منها إلى مناطق عسكرية مغلقة وأخرى سيطرت عليها وشيدت مستوطنات زراعية، إضافة إلى بؤرة استيطان رعوي تحرم السكان من أراضيهم".

ويبلغ عدد سكان طمون نحو 17 ألف فلسطيني، وتعمل نحو ألف عائلة في الزراعة الحقلية، بينها 3 آلاف دونم بيوت بلاستيكية.

حصار وحرمان

بدوره قال أيمن غريب، ناشط في مقاومة الاحتلال بالبلدة، للأناضول إن الجيش الإسرائيلي ينفذ مخططه التدميري في طمون كما بقية المدن والبلدات الفلسطينية.

وأكد أن المواطنين يعيشون حالة من الحصار والحرمان من المياه والأراضي الزراعية.

وأردف غريب: "وصل السكان إلى مرحلة صعبة من اليأس؛ جراء استمرار العمليات العسكرية واستهداف كل شيء، بمن فيهم الأطفال".

وتابع: "الاحتلال قرر حرق قلوب الناس وتنفيذ مخطط الإبادة".

وعن المقاومين في البلدة، قال: "هم شباب من كل الفصائل وأبرزهم نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي، يقاتلون بأدوات بسيطة أمام آلة عسكرية ضخمة لا مقارنة في الإمكانيات والمواجهة".

وأردف أن "الجيش يمارس سياسة العقاب الجماعي، كل رصاصة يدفع السكان ثمنها، حتى إشعال إطارات مركبات يعمل الجيش على حملها عبر جرافاته وإلقائها على محال تجارية لحرقها".

"دُمرت منازل ومحال تجارية ومركبات وبنية تحتية، كل شيء مستهدف"، كما أكد غريب.

وعن محاولة كسر المقاومة في البلدة قال إن "الاحتلال جرب كل الطرق لتركيع الشعب الفلسطيني، ولكنه فشل كون هناك شعب يؤمن بحقه في هذه الأرض والعيش عليها بكرامته".

وبموازاة الإبادة الجماعية بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لمقتل 848 فلسطينيا وإصابة 6 آلاف و700 واعتقال 14 ألفا و300، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

بينما أسفرت الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة بدعم أمريكي، عن أكثر من 156 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

#إسرائيل
#الضفة الغربية
#العمليات العسكرية الإسرائيلية
#بلدة طمون
#فلسطين