قيادي بحماس لـ"يني شفق": سنواصل طريق المقاومة رغم استشهاد السنوار

قال أسامة حمدان، أحد قادة حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، في حديث لصحيفة يني شفق التركية، إن استراتيجية حماس لن يطرأ عليها أي تغيير بعد استشهاد السنوار.

وأكد حمدان في حديثه: "سيبقى أسلوبنا هو المقاومة، وسيبقى هدفنا هو تحرير فلسطين، وحركة حماس سوف تزيد من قوتها. هذا واجب علينا ومسؤولية". مشددًا: "قضيتنا ستستمر بغض النظر عمن يخلف الأخ أبو إبراهيم (يحيى السنوار)".

جاء ذلك خلال مراسم عزاء أُقيمت للشهيد يحيى السنوار، رئيس مكتب حماس السياسي، الذي أُقيم يوم الأحد 20/10/2024 في مدينة إسطنبول التركية، بعد أن أعلنت الحركة الجمعة استشهاده في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأضاف حمدان في تصريحه أن المقاومة لن تتراجع عن مطالبها وستواصل طريق السنوار وهنية، وأن العدوان الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أمله في استسلام المقاومة.

وفي سياق متصل، أشار حمدان إلى أن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، يسوق صور السكان المدنيين مدعيًا أنهم استسلموا قسراً عبر الحصار والقصف المستمر منذ أكثر من أسبوعين، حيث يزعم "الفلسطينيون يستسلمون مع مقتل السنوار".

في المقابل، كانت المقاومة تلحق بالاحتلال خسائر فادحة. وفي اليوم السابق، حاصر مقاتلو حماس مجموعة مشاة إسرائيلية ودمروها في جباليا، مما أسفر عن مقتل العقيد إحسان داكسا وثلاثة من كبار قادة اللواء المدرع الرابع الإسرائيلي. كما اعترف الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 23 من جنوده في اشتباكات خلال الـ 24 ساعة.

وتحدث حمدان عن السنوار، الذي استشهد ببطولة أثناء القتال على الخطوط الأمامية، خلافًا للادعاءات الإسرائيلية بأنه "هرب واختبأ".

وأكد أن المقاومة تهدف إلى تحرير فلسطين واستعادة القدس والمسجد الأقصى وإقامة دولة حرة ذات سيادة وعاصمتها القدس.

وأضاف: "لا تغيير في قضايانا الاستراتيجية، وسيبقى طريقنا هو المقاومة، وسيبقى هدفنا هو تحرير فلسطين. إن حركة حماس ستزيد من قوتها من الآن فصاعدًا، وهذا واجبنا ومسؤوليتنا". وقال: "قضيتنا ستستمر مهما كان من يخلف الأخ أبو إبراهيم".

وأجاب حمدان في بيانه أيضًا على أسئلة حول ما إذا كان بإمكان الاحتلال الإسرائيلي استخدام جثمان "السنوار" كورقة ضغط في المفاوضات، قائلًا: "لقد لجأت إسرائيل دائمًا إلى احتجاز جثامين الشهداء، هذا ليس شيئًا جديدًا. مطلبنا واضح، ولن يعود أي أسير إسرائيلي حتى ينسحب جيش الاحتلال من غزة وتبدأ عملية إعادة الإعمار".

مؤكدًا: "فقط بعد أن يحدث هذا يمكننا أن نبدأ المفاوضات للتوصل إلى اتفاق".

وأكمل: "هذا هو موقفنا الواضح ولن يتغير أبدًا".

مبينًا أنه بعد استشهاد السنوار، سيتم تحديد القائد الجديد ضمن العمل الداخلي للحركة، وأنه لن يقول أي شيء عنه مسبقًا.

وأردف: "من حق شعبنا أن يعرف من سيكون القائد، وبمجرد أن ننتهي من ترتيباتنا الداخلية، سنشرح ذلك لاحقًا".

وشدد حمدان في تصريحه على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عطل مرارًا وتكرارًا مفاوضات وقف إطلاق النار بسبب المجازر التي ارتكبها.

وقال: "الإدارة الأميركية لا تمارس ضغوطًا على الاحتلال الإسرائيلي ولا تعمل وسيطًا حقيقيًا".

وبغض النظر عن ذلك، فإن الإدارة الأمريكية مستمرة في دعم هذا الكيان الصهيوني بكافة أنواع الأسلحة والذخائر.

وتطرق حمدان لمجازر مخيم جباليا وبيت حانون شمال غزة بالقول: "راح ضحيتها أكثر من 100 شخص. إن الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي ضد شعبنا مستمرة".

مشيرًا إلى أن "هذه علامة مهمة على أن الإدارة الأمريكية متواطئة في الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".

ومن جهته، قال محمود بصل، مدير عام جهاز الدفاع المدني بغزة، إن جنود جيش الاحتلال، الذين يواصلون هجماتهم شمال غزة، تعمدوا حرق منازل المدنيين والملاجئ التي احتموا بها.

وشدد بصل في تصريحه حول الموضوع على أن العديد من الشهداء ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض، وأن هذا الوضع يعد بمثابة تطهير عرقي.

كما أكد قيام العديد من الجنود بتوثيق جرائم الحرب التي ارتكبوها من خلال تسجيل لحظات إضرام النار في المباني في مخيم جباليا ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي الصور التي نشرها الجنود، يمكن رؤيتهم وهم يقفون أمام المباني المحترقة.

بدوره، قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، خالد مشعل، في تصريح مصور له خلال مراسم التعزية: "إن الحركة تلتزم باستراتيجيتها القائمة على خيار المقاومة حتى تحرير الأرض والمقدسات في فلسطين، رغم استشهاد رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار".

وشدد على أن حماس "لا تزال في استراتيجيتها باختيار المقاومة حتى التحرير، وإعادة الأسرى، والقضاء على المشروع الصهيوني الذي هو خطر على فلسطين والأمة".

ودعا مشعل الأمة الإسلامية إلى أن "تتحمل مسؤولياتها، لأنها ليست معركة الفلسطينيين، بل هي طوفان الأقصى".