إبادة إسرائيلية.. فلسطينيو شمال غزة يدفنون شهداءهم دون أكفان

14:0022/10/2024, الثلاثاء
الأناضول
إبادة إسرائيلية.. فلسطينيو شمال غزة يدفنون شهداءهم دون أكفان
إبادة إسرائيلية.. فلسطينيو شمال غزة يدفنون شهداءهم دون أكفان

شهود عيان في تصريحات : - الأوضاع منذ الفجر سيئة للغاية والجيش الإسرائيلي لم يوقف القصف دقيقة واحدة بمشروع بيت لاهيا - الأهالي اضطروا لدفن القتلى في الطرقات العامة دون تكفينهم بسبب نفاد الأكفان والحصار الإسرائيلي - آلاف النازحين لا يعرفون أين يذهبون وهم محاصرون بنيران الجيش الإسرائيلي من جميع الجهات - ناشطون أطلقوا دعوات شمال غزة للتبرع بما لديهم من أقمشة لاستعمالها بتكفين ضحايا الإبادة


اضطر النازحون الفلسطينيون بمنطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة لدفن جثامين ضحاياهم في الطرقات العامة دون تكفين، بعد نفاد الأكفان جراء الحصار المطبق والقصف المكثف الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على المنطقة منذ 18 يوما.

وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول بأن الجيش الإسرائيلي بدأ منذ مساء الاثنين بإطباق حصاره على منطقة مشروع بيت لاهيا المكتظة بعشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إليها من مخيم جباليا ومحيطه خلال الأيام الماضية.

وذكر الشهود أن الحصار الإسرائيلي تزامن مع استهدافات عنيفة شنتها الطائرات الحربية والمدفعية، كما أطلق الجيش عشرات الطائرات المُسيّرة من نوع "كواد كابتر" لاستهداف النازحين ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات.

ولم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول لأماكن الاستهداف بسبب صعوبة الأوضاع الأمنية بالمنطقة، وقطع الطرق بنيران الجيش الإسرائيلي، ما اضطر الأهالي لدفن ضحايا القصف في الطرقات دون تكفين، حسب الشهود.

وقالت مصادر طبية فلسطينية لمراسل الأناضول، أنه حتى مستشفيات شمال القطاع لم يعد يتوفر فيها أكفان بسبب نفادها جراء الأعداد الكبيرة من القتلى الذين سقطوا خلال الأسابيع الماضية إثر حملة الإبادة الجماعية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي.

وصباح الثلاثاء، أنذر الجيش الإسرائيلي بمنشورات ورقية ألقاها على مشروع بيت لاهيا الأهالي بإخلاء المنطقة فورا والتوجه إلى جنوب القطاع.

وأوضح الشهود أن إنذار الجيش الإسرائيلي سبقه وتزامن معه قصف مدفعي عنيف استهدف منطقة مشروع بيت لاهيا.

مشاهد قاسية

يقول محمد المقادمة، وهو نازح متواجد بمشروع بيت لاهيا، إن "الأوضاع منذ ساعات الفجر سيئة للغاية والجيش الإسرائيلي لم يوقف الاستهدافات ولو لدقيقة واحدة".

ويضيف للأناضول: "أدت تلك الاستهدافات لسقوط عشرات الشهداء في الشوارع واضطر الأهالي لدفنهم دون أكفان في الطرقات العامة".

ويشير الشاب إلى أن "الطواقم الطبية لا تستطيع الوصول لأماكن الاستهداف لأن مستشفى كمال عدوان القريب من المكان محاصر بالنيران وأي متحرك منه وإليه معرض للاستهداف المباشر".

ويضيف أن الجيش الإسرائيلي أرسل عدة طائرات مُسيرة عليها مكبرات صوت تأمر النازحين بترك منازلهم والتوجه إلى جنوب قطاع غزة عبر طرق محددة.

ويتابع أن "آلاف الأهالي لم يستجيبوا لتلك الأوامر، ولا يزالون صامدين في منازلهم وبمراكز الإيواء".

بدوره يقول النازح فوزي عبد الغني، في تصريح للأناضول إن "ما يحدث في منطقة مشروع بيت لاهيا كارثي للغاية".

ويضيف: "آلاف النازحين لا يعرفون أين يذهبون وهم محاصرون بالنيران من جميع الجهات".

ويذكر عبد الغني أن "صباح الثلاثاء كان قاسيا جدا على الأهالي هناك وجثث الشهداء والمصابين كانت بالشوارع وبصعوبة تم انتشالها ودفنها دون الوصول إلى المستشفى".

ويتابع أن "مشهد دفن الشهداء دون تكفين صعب للغاية، لأن ذلك فيه خطر على الجثث من الكلاب الضالة التي يمكن أن تنبش الرمال في الأيام القادمة وتسحب الجثة وتنهشها".

وتساءل عبد الغني باستنكار عن "دور العالم والأمم المتحدة مما يحصل من جرائم إسرائيلية في شمال قطاع غزة".

نفاد الأكفان

وفي السياق نفسه، أفادت مصادر طبية في "مستشفى كمال عدوان" الواقع بمشروع بيت لاهيا، لمراسل الأناضول بنفاد الأكفان والكثير من المستلزمات الطبية "ما يهدد بتوقف الخدمة الطبية نهائياً بأي وقت".

وأطلق ناشطون دعوات على منصات التواصل للمواطنين القاطنين بمحيط المستشفى بالتبرع بما لديهم من أقمشة بيضاء لاستعمالها بتكفين ضحايا العدوان الإسرائيلي.

وقال الصحفي عماد زقوت من شمال القطاع بمنشور عبر منصة اكس: "الأخوة الكرام في منطقة مشروع بيت لاهيا: من لديه الإمكانية بالتبرع بلفات قماش بغض النظر عن لونه وتسليمه لقسم التكفين في مستشفى كمال عدوان".

وأضاف زقوت: "حتى يتمكن المختصون هناك مواصلة تكفين الشهداء وإكرامهم، علماً أنه تم نفاد مخزون الأكفان".

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بدأ الجيش الإسرائيلي قصفا غير مسبوق بمخيم وبلدة جباليا ومناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاح هذه المناطق بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل تسعى لاحتلال المنطقة وتهجيرهم.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

#الجيش الإسرائيلي
#شمال غزة
#غزة