الجيش الإسرائيلي يفرض حصارا مطبقا ويمنع دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء، ويقصف وينسف البيوت...
منذ 11 يوما، يواصل الجيش الإسرائيلي حملة الإبادة والتجويع بحق الفلسطينيين شمال قطاع غزة، ويكثف الغارات وإطلاق النار وتدمير وحرق المنازل، مع حصار مطبق يمنع خلاله دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء إلى المنطقة.
وأفادت مصادر طبية لمراسل الأناضول بأن 11 فلسطينيا بينهم أطفال قتلوا جراء قصف طائرة إسرائيلية منزلا لعائلة "السيد" في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأضافت المصادر أن بعض الجثامين وصلت إلى "مستشفى كمال عدوان" عبارة عن أشلاء.
وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية منعت الطواقم الطبية والدفاع المدني لعدة ساعات من الوصول إلى المنزل المستهدف، وأن أغلب الجثامين نقلها مدنيون.
ومنذ الليلة الماضية وحتى صباح الثلاثاء، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية وقصفا مدفعيا عنيفا على محيط "مفترق الاتصالات" و"مربع أبو شريعة" ومنطقة "الشهداء الستة" بمخيم جباليا، وفق شهود عيان لمراسل الأناضول.
وأضاف الشهود أن النيران اندلعت بعد قصف المقاتلات الإسرائيلية منزلاً لعائلة "الشريف" في منطقة الفالوجا غرب جباليا.
وأشاروا إلى أن الجيش حاصر عدة عائلات في المكان، ومنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول لإنقاذ المواطنين وإجلاء الضحايا.
وقال مراسل الأناضول إنّ "مناشدات عدة وصلت من جرحى وعائلات محاصرة تحت الأنقاض بعد قصف منازلهم في منطقة الفالوجا، لكن الآليات الإسرائيلية تمنع فرق الإنقاذ من الاقتراب وتطلق النار باتجاه كل ما يتحرك في المكان".
وأشار إلى مواصلة الجيش الإسرائيلي عمليات نسف المباني السكنية والمنازل في المناطق الشرقية لبلدة جباليا، إضافة إلى إحراق عدة منازل سكنية والمواطنين بداخلها.
وقال مراسل الأناضول نقلا عن مصدر أمني: "إنّ الجيش الاسرائيلي فجر روبوتات تحمل براميلا متفجرة بعدة مناطق سكنية بمخيم جباليا ما أحدث دمارًا واسعا وخسائر بشرية".
وأضاف المصدر أن "الجيش يحاول إبادة وإحراق وتدمير مخيم جباليا بشكل غير مسبوق من خلال وضع براميل متفجرة في مناطق مأهولة خلال ساعات الليل سواء عبر إلقائها من الطائرات أو عبر آليات مسيرة وتفجيرها عن بعد في الصباح".
والسبت قال مصدر أمني للأناضول، إن استخدام هذا السلاح جرى لأول مرة خلال اجتياح مخيم جباليا السابق في مايو/ أيار الماضي، حينما اكتشف الفلسطينيون دخول ناقلة جند بين المنازل السكنية، واعتقد مقاتلون أنها مأهولة فاستهدفوها ما أحدث انفجارا هائلا في المنطقة، ليتبين لاحقا أنها "روبوت يحمل براميل نارية متفجرة".
من جهته، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، بتصريح للأناضول الاثنين إن الجيش الإسرائيلي يستخدم "روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي" شمال قطاع غزة.
ومع تجدد المجاعة شمال غزة، كثفت الطائرات المسيرة الإسرائيلية إطلاق النار تجاه المواطنين أثناء محاولتهم التحرك بحثًا عن طعام وشراب تحت الحصار المشدد على المخيم.
وقال مراسل الأناضول نقلا عن شهود، إن الجيش الإسرائيلي يواصل منذ 11 يوما منع إدخال الطعام والشراب والوقود إلى المنطقة المحاصرة.
وذكر الشهود أن المياه نفدت بشكل كامل لدى المواطنين شمال القطاع، ويستخدموا منذ أيام مياه ملوثة غير صالحة للشرب.
وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح شمال القطاع؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وفي مدينة غزة؛ قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني: "طواقمنا انتشلت جثماني فلسطينيين أحدهما أشلاء ويجري البحث عن 12 مفقودًا تحت الأنقاض جراء قصف طائرات إسرائيلية مربعًا سكنيًا يضم ثلاث بنايات سكنية قرب مسجد الأنباشي حسن في منطقة الصناعة بتل الهوى جنوب غرب المدينة".
كما أفاد مصدر طبي لمراسل الأناضول، بمقتل 3 فلسطينيين وجرح آخرين بقصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة "الدحدوح" بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وقال مصدر محلي لمراسل الأناضول إن طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت مدنيين فلسطينيين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما تسبب بمقتل وجرح عدد منهم، دون توفر إحصائية محددة.
وبدعم أمريكي، خلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 140 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.