هآرتس: سقط الصاروخ في مدينة تل أبيب مخلفا 20 مصابا بجروح طفيفة وتضرر عشرات الشقق. يديعوت أحرونوت: هناك سببان رئيسيان للفشل؛ الأول أن الصاروخ أطلق على مسار مسطح من اتجاه غير متوقع، والثاني أن الإيرانيين تمكنوا من تطوير رأس حربي مناور. معاريف: يجب الاعتراف بفشل إسرائيل في التصدي للحوثيين منذ بداية الحرب ولم تكن إسرائيل مستعدة استخباراتيا وسياسيا لمواجهة تهديدهم من اليمن.
تصدر خبر فشل الجيش الإسرائيلي في اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون من اليمن، عناوين الصحف العبرية، السبت.
وكشف تحقيق أجراه سلاح الجو الإسرائيلي عن قيامه بمحاولات لاعتراض الصاروخ في الطبقة العليا والسفلية من الغلاف الجوي لكنه "فشل".
وصباح السبت، سقط صاروخ أطلقه الحوثيون في مدينة تل أبيب وسط إسرائيل مخلفا حفرة عمقها عدة أمتار وتسبب في إصابة 20 شخصا بجروح طفيفة وتضرر عشرات الشقق بالمنطقة، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
وقال عدد من السكان إنه لم يكن لديهم الوقت للوصول إلى الملاجئ، وإن دوي انفجار قوي سُمع بعد ثوانٍ قليلة من تفعيل صفارات الإنذار.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه أجرى محاولات لاعتراض الصاروخ لكنها منيت بالفشل.
ونشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر المحاولات الفاشلة لاعتراض الصاروخ.
وقالت الإذاعة إنه تم إطلاق صاروخين اعتراضيين تجاه الصاروخ الحوثي "لكنهما فشلا في اعتراضه وانفجرا في الجو، ثم سقط الصاروخ بعدها في منطقة يافا".
من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ تجاه وسط إسرائيل.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، إن الجماعة "قصفت هدفا عسكريا في مدينة يافا المحتلة (منطقة تل أبيب) بصاروخ باليستي فرط صوتي ردا على القصف الإسرائيلي لليمن والمجازر المستمرة في قطاع غزة".
فشل في مواجهة الحوثيين
وقالت صحيفة "معاريف": "يجب أن ننظر إلى الواقع ونعترف بصوت عال أن إسرائيل فشلت في مواجهة تحدي الحوثيين من اليمن، واستيقظت متأخرة جداً في مواجهة التهديد القادم من الشرق".
وأضافت: "الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في مواجهة التهديد من اليمن، في الدفاع وفي الهجوم. منذ أكثر من عام، ألحق الحوثيون من اليمن أضرارًا جسيمة بالاقتصاد الإقليمي بشكل عام، وبالاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص".
وتابعت: " أطلق الحوثيون 201 صاروخا وأكثر من 170 طائرة بدون مسيرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب، وتم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة من قبل الأمريكيين والقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية".
وبحسب الصحيفة " لم تكن إسرائيل مستعدة استخباراتيا وسياسيا لمواجهة تهديد الحوثيين من اليمن. ولم تشكل تحالفا إقليميا لمواجهة التهديد الذي يضر اقتصاديا بمصر والأردن وأوروبا".
وقالت: "استيقظ الجيش الإسرائيلي ومجتمع الاستخبارات بعد فوات الأوان في مواجهة التهديد ويحاولون الآن فقط في الموساد والاستخبارات العسكرية (أمان) البحث عن مصادر هنا وهناك، وتكوين صورة استخباراتية عن الحوثيين".
فشل رابع
وقالت صحيفة "معاريف" إن "المشروع الرئيسي للدفاع الجوي (منظومة "حيتس"/السهم)، حصل للأسف لأربع مرات متتالية على درجة فاشل، في محاولته اعتراض الصواريخ الباليستية بنجاح - ثلاثة من اليمن وواحد من لبنان".
وأضافت: "المحزن في الأمر برمته هو أن إسرائيل لا تبلور خطة حقيقية ضد التهديد القادم من الشرق".
وأشارت إلى أنه مع كل صاروخ يتم إطلاقه من اليمن تجاه منطقة تل أبيب الكبرى "يهرب مليونا مواطن، إلى الملاجئ والمناطق المحمية".
وانتقدت الصحيفة ضعف الرد العسكري الإسرائيلي على الحوثيين، وقالت في هذا الصدد: "تمتلك إسرائيل أسطولاً من سفن الصواريخ والغواصات التي لا تُستخدم فعلياً لسبب ما ضد الحوثيين في اليمن".
وأوضحت أن لدى إسرائيل قيادة "الدائرة الثالثة" داخل الجيش الإسرائيلي، والتي كان من المفترض أن تنسق الاستخبارات في المنطقة الشرقية وقدرات الهجوم. وفوق كل شيء، تمتلك إسرائيل سلاح الجو".
وقيادة "الدائرة الثالثة" هي شعبة تابعة لقيادة الأركان العامة الإسرائيلية، تأسست عام 2020، بهدف تركيز أنشطة الجيش الإسرائيلي ضد دول ليست مجاورة لإسرائيل.
واعتبرت الصحيفة أن "قصف خزان وقود أو بعض زوارق القطْر القديمة في ميناء صغير في اليمن يشبه تماماً قصف الكثبان الرملية في غزة، أو موقع من الورق المقوى لحماس أمام (مستوطنة) ناحال عوز (بغلاف غزة)".
وختمت بالقول: "يتعين على إسرائيل أن تتخذ قرارا حقيقيا للتصرف بشكل حاسم ليس فقط في اليمن، بل أيضاً ضد القائمين على أنشطة الحوثيين والمبادرين إليها، والذين، على حد علم المخابرات الإسرائيلية، لا يتمركزون في صنعاء بل في طهران".
تحقيق أولي
وفي السياق نفسه، قال سلاح الجو الإسرائيلي في تحقيق أولي أجراه، إنه بعد رصد الصاروخ الباليستي تم تفعيل حالة التأهب في المنطقة الوسطى التابعة للجيش الإسرائيلي، وفق هيئة البث الرسمية.
وأضاف: "تم إطلاق صواريخ اعتراضية في الطبقة العليا من الغلاف الجوي أخطأت الهدف خارج حدود إسرائيل".
وتابع: "في وقت لاحق، تم إطلاق صواريخ اعتراضية باتجاه الصاروخ، وهذه المرة في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي، والتي أخطأت الهدف أيضا".
وبحسب هيئة البث: "يعمل نظام الدفاع الجوي في إسرائيل على شكل طبقات ويسمى "نظام الدفاع متعدد الطبقات".
وأشارت إلى أنه "في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي تعمل مصفوفتا "آرو 2" و"آرو 3"، وفي الطبقة الوسطى تعمل مصفوفة "مقلاع داود"، بينما في الطبقة السفلية مصفوفة "القبة الحديدية".
وأضافت: "قبل سقوط الصاروخ في يافا، تم اختراق طبقتين من الدفاع الجوي وهو ما توصله إليه تحقيق سلاح الجو".
ثغرة خطيرة
من جانبها، كشفت "يديعوت أحرونوت" عن "ثغرة خطيرة" في طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي المختلفة، قالت إنها تفسر الفشل في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية خلال الأيام الأخيرة الماضية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن فشل اعتراض الصاروخ الباليستي الحوثي، السبت، ينضم إلى "الاعتراض الجزئي" للصاروخ الذي أصاب الخميس، مدينة رمات غان (وسط)، وكذلك المسيرة التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية وأصابت مبنى في يفنه (وسط) في 9 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وحسب الصحيفة " قد يكون هناك سببان رئيسيان وراء فشل اعتراض الصاروخ الذي أطلق الليلة الماضية تجاه تل أبيب في منطقة يافا".
وقالت: "السبب الأول أن الصاروخ أطلق على مسار باليستي "مسطح" وربما من اتجاه غير متوقع، ولذلك لم ترصده أنظمة الإنذار لدينا أو الأنظمة الأمريكية، وتم اكتشافه متأخرا ولم يكن لدى الصواريخ الاعتراضية وقت للمناورة نحوه".
وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن "السبب الثاني، وهو الأرجح، هو أن الإيرانيين تمكنوا من تطوير رأس حربي مناور، ينفصل عن الصاروخ في الثلث الأخير من مساره ويقوم بالمناورة - أي تغيير المسار والقيام بانعطفات تم برمجتها مسبقا - حتى يصل إلى هدفه المحدد".
وتابعت: "مثل هذه المناورة يمكن أن تجعل الأمر صعبا على نظام الدفاع الجوي".
وحذرت الصحيفة، من أن "خطر الرؤوس الحربية المناورة للصواريخ الإيرانية الثقيلة والبعيدة المدى سيزداد إلى أبعاد وجودية من وجهة نظر إسرائيل، إذا نجحت إيران في تطوير رأس نووي لهذه الصواريخ".
وقالت: "يكفي أن يخترق رأس حربي نووي واحد منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية ليتسبب في خسائر ودمار هائلين".
وقالت إن التحسينات في الصواريخ الباليستية أيضا تمكنت من التغلب على صواريخ "السهم" التي تنتجها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.
** 3 هجمات على اليمن
والخميس الماضي، شنت إسرائيل سلسلة غارات على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر غربي البلاد، الواقعتين تحت سيطرة الحوثيين.
ووقتها، أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي اليمنية، بأن إسرائيل شنت سلسلة غارات استهدفت موانئ وبنى تحتية للطاقة في العاصمة صنعاء، ومحافظة الحُديدة على ساحل البحر الأحمر (غرب)، وتسببت بمقتل 9 مواطنين وإصابة 3.
وحسب إحصاء مراسل الأناضول نقلا عن أخبار قناة المسيرة التابعة للحوثيين، فقد تعرضت صنعاء لـ 6 غارات، فيما استُهدفت الحديدة بـ 10 غارات.
ويعد هذا ثالث هجوم تشنه إسرائيل على اليمن منذ بداية الإبادة بغزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث كان الأول في يوليو/ تموز والثاني في سبتمبر/ أيلول 2024، عبر استهداف ميناء الحديدة ومنشآت الوقود في محطة توليد الكهرباء بالمدينة.