"يديعوت أحرونوت" رجحت أن يكون الفشل الإسرائيلي في اعتراض صاروخ أطلق السبت من اليمن هو احتوائه على رأس حربي مناور ينفصل عنه ويغير مساره..
كشفت صحيفة عبرية، عن "ثغرة خطيرة" في طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي المختلفة، قالت إنها تفسر الفشل في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية خلال الأيام الأخيرة الماضية.
وقالت "يديعوت أحرونوت" في تقرير، السبت: "تكشف إخفاقات الاعتراض المسجلة هذا الأسبوع عن ثغرة خطيرة في طبقات الدفاع الجوي المختلفة".
أشارت إلى أنه "قد يكون هناك عدة أسباب وراء فشل اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون الليلة (بين الجمعة والسبت)، وسقط في منطقة يافا وتسبب في دمار كبير في المنطقة".
وينضم هذا الحادث إلى "الاعتراض الجزئي" للصاروخ الذي أصاب الخميس مدرسة في حي رمات إفعال بمدينة رمات غان (وسط)، وكذلك الطائرة المسيرة التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية وأصابت مبنى في يفنه (وسط) في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفق الصحيفة.
وأضافت الصحيفة العبرية "قد يكون هناك سببان رئيسيان وراء فشل اعتراض الصاروخ الذي أطلق الليلة الماضية تجاه تل أبيب في منطقة يافا".
"الأول: أن الصاروخ أطلق على مسار باليستي "مسطح" وربما من اتجاه غير متوقع، ولذلك لم ترصده أنظمة الإنذار لدينا أو الأنظمة الأمريكية، وتم اكتشافه متأخرا ولم يكن لدى الصواريخ الاعتراضية وقتها للمناورة نحوه"، وفق المصدر ذاته.
وأضافت أن "السبب الثاني، وهو الأرجح، هو أن الإيرانيين تمكنوا من تطوير رأس حربي مناور، ينفصل عن الصاروخ في الثلث الأخير من مساره ويقوم بالمناورة - أي تغيير المسار والقيام بانعطفات تم برمجتها مسبقا - حتى يصل إلى هدفه المحدد".
وأوضحت الصحيفة أن الرأس الحربي لأي صاروخ باليستي تفوق سرعته سرعة الصوت. وبعد دخوله الغلاف الجوي، يقوم بالمناورة بمساعدة محركات صاروخية صغيرة مثبتة في الرأس الحربي و/أو أجنحته.
واستدركت بالقول: "مثل هذه المناورة يمكن أن تجعل الأمر صعبا على نظام الدفاع الجوي، عندما يتحرك الرأس الحربي للصاروخ بسرعة 5 ماخ (5 أضعاف سرعة الصوت). وهذا الأمر يفسر أيضا سبب إصابة الرأس الحربي للصاروخ الذي أطلق فجر الخميس، للمبنى في حي رمات إفعال".
ومن المعروف أن الإيرانيين يمتلكون صواريخ ذات رؤوس حربية قابلة للمناورة - مثل "خيبر شكن" و"عماد 4"، والتي ضرب بعضها، بحسب تقارير تداولتها وسائل إعلام أجنبية، قاعدتي تل نوف (في رحوفوت/وسط) ونفاتيم (في النقب/ جنوب) الجويتين في الهجوم الإيراني الأخير، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وفق ذات المصدر.
وتابعت "يديعوت أحرونوت": "يبدو أن الإيرانيين طوروا مع الحوثيين طريقة إطلاق هذه الصواريخ على مسار باليستي منخفض، مما يجعل من الصعب اعتراضها".
وقالت الصحيفة، إن السبب في عدم تمكن طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلية من إصابة الرأس الحربي للصاروخ قد يكون "الرصد المتأخر، فبسبب المسار المسطح، لم يكن لديهم الوقت لتفعيل كل الطبقات الموجودة".
ولدى إسرائيل، 3 طبقات دفاع جوي: "القبة الحديدية" وهي مخصصة للتعامل مع الصواريخ والقذائف قصيرة ومتوسطة المدى، و"مقلاع داود" وهو نظام لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى والطائرات المسيرة، و"حيتس 2 و3" (السهم/آرو)، وهو نظام مخصص لتدمير الصواريخ الباليستية القادمة في مرحلتها النهائية في الغلاف الجوي العلوي.
وتطور إسرائيل حاليا منظومة دفاع جوي لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة بالليزر وتحمل اسم "الدرع الضوئي" تقول إنها ستكون قادرة على التصدي لجميع التهديدات الجوية.
وحذرت "يديعوت أحرونوت" من أن "خطر الرؤوس الحربية المناورة للصواريخ الإيرانية الثقيلة والبعيدة المدى سيزداد إلى أبعاد وجودية من وجهة نظر إسرائيل، إذا نجحت إيران في تطوير رأس نووي لهذه الصواريخ".
وقالت: "يكفي أن يخترق رأس حربي نووي واحد منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية ليتسبب في خسائر ودمار هائلين".
وفي وقت مبكر من صباح السبت، أصيب 20 إسرائيليا بجروح طفيفة جراء سقوط صاروخ باليستي أُطلق من اليمن تجاه منطقة تل أبيب- يافا (وسط).
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه أجرى محاولات لاعتراض الصاروخ لكنها منيت بالفشل.
ونشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر المحاولات الفاشلة لاعتراض الصاروخ.
وقالت الإذاعة إنه تم إطلاق صاروخين اعتراضيين تجاه الصاروخ الحوثي "لكنهما فشلا في اعتراضه وانفجرا في الجو، ثم سقط الصاروخ بعدها في منطقة يافا".
من جانبها، أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ تجاه وسط إسرائيل.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، إن الجماعة "قصفت هدفا عسكريا في مدينة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي ردا على القصف الإسرائيلي لليمن والمجازر المستمرة في قطاع غزة".
وصباح الخميس، شنت إسرائيل سلسلة غارات على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر غربي البلاد، الواقعتين تحت سيطرة الحوثيين.
وأفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي اليمنية، بأن إسرائيل شنت سلسلة غارات استهدفت موانئ وبنى تحتية للطاقة في العاصمة صنعاء، ومحافظة الحُديدة على ساحل البحر الأحمر (غرب)، وتسببت بمقتل 9 مواطنين وإصابة 3.
وحسب إحصاء مراسل الأناضول نقلا عن أخبار قناة المسيرة التابعة للحوثيين، فقد تعرضت صنعاء لـ 6 غارات، فيما استُهدفت الحديدة بـ 10 غارات.
ويعد هذا ثالث هجوم تشنه إسرائيل على اليمن منذ بداية الإبادة بغزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث كان الأول في يوليو/ تموز والثاني في سبتمبر/ أيلول 2024، عبر استهداف ميناء الحديدة ومنشآت الوقود في محطة توليد الكهرباء بالمدينة.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن 14 طائرة حربية تابعة له هاجمت بعشرات القنابل 5 أهداف في اليمن.
فيما ذكرت القناة "13" العبرية (خاصة) أن هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها الجيش الإسرائيلي أهدافا في العاصمة صنعاء منذ بداية الحرب في غزة.