مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة للأناضول: - الجيش الإسرائيلي يستخدم ضمن حرب الإبادة والتطهير شمال غزة الروبوتات المتفجرة والبراميل المفخخة - الروبوتات تستخدم لتدمير البنية التحتية والأحياء السكنية بشكل متعمد وممنهج - استخدام هذه الأدوات الفتاكة، يعكس نية الاحتلال لارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني
قال إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الاثنين، إن الجيش الإسرائيلي يستخدم "روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي" شمال قطاع غزة ضمن حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي تصريح للأناضول أوضح الثوابتة، أن "الروبوتات المتحركة تُستخدم بشكل متزايد، وهي أجهزة تُدار عن بُعد تدخل بين الشوارع والمنازل الفلسطينية، وتفجر ما يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة في أسلوب وحشي ضمن الإبادة".
والسبت قال مصدر أمني للأناضول، إن استخدام هذا السلاح جرى لأول مرة خلال اجتياح مخيم جباليا السابق في مايو/ أيار الماضي، حينما اكتشف الفلسطينيون دخول ناقلة جند إسرائيلية بين المنازل السكنية.
ولفت إلى أن مقاتلين فلسطينيين اعتقدوا أن تلك الآلية مأهولة فاستهدفوها ما أحدث انفجارا هائلا في المنطقة، ليتبين لاحقا أنها "روبوت يحمل براميل نارية متفجرة".
وأكد الثوابتة للأناضول، أن "الروبوتات تستخدم لتدمير البنية التحتية والأحياء السكنية بشكل متعمد وممنهج، مما يخلف دمارا واسعا بالمناطق المستهدفة وعشرات الشهداء والإصابات".
وأشار الثوابتة إلى أن "الاحتلال لا يقتصر على ذلك، بل يلجأ أيضا إلى إلقاء أو وضع حاويات بلاستيكية مشابهة تلك المستخدمة في تخزين مواد التنظيف أو المياه المعدنية، بعد تفخيخها، و تفجيرها عند اقتراب المواطنين منها".
وأوضح أن "هذه الأساليب زادت عدد الشهداء شمال قطاع غزة، حيث يستهدف الاحتلال تجمعات المدنيين بهذه الحاويات المفخخة التي تفجر عن بعد".
وشدد الثوابتة على أن "استخدام هذه الأدوات الفتاكة، يعكس نية الاحتلال لارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني".
والأحد، أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن استخدام الجيش الإسرائيلي لـ"روبوتات مفخخة محملة بأطنان من المتفجرات" خلال عمليات التدمير والقتل التي ينفذها شمال غزة يعد أمرا محظورا بموجب القانون الدولي.
وقال الثوابتة: "جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أيضا الطائرات المسيرة من نوع كواد كابتر في إطلاق النار بشكل كثيف على كل من يتحرك شمال قطاع غزة، كأحد الأساليب في عمليته العسكرية".
وخلال الإبادة، كثف الجيش الإسرائيلي استخدام الطائرات المسيرة "كواد كابتر"، التي حولها من أداة للتصوير والمراقبة لسلاح فتاك ومباغت يشارك في إعدام الفلسطينيين ميدانيا باستهدافهم المباشر بالرصاص الحي والقنابل المتفجرة.
ووظف الجيش هذه المسيرات التي باتت تحلق في أجواء قطاع غزة بشكل واضح، كجنود آليين تنفذ الأوامر عن بعد، ويتم استخدامها في ملاحقة الفلسطينيين وإصدار أوامر لها وإطلاق النار عليهم بأسلوب القنص والإعدام الميداني.
وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ 6 أكتوبر الجاري، شاركت هذه المسيرات في العمليات العسكرية وإحكام الحصار المطبق على مداخله بإطلاق النار الحي على كل من يحاول الخروج والدخول للمنطقة.
وذكر الثوابتة أن "الطائرات الحربية أيضا تستهدف المنازل السكنية بشكل كامل، مما أدى إلى تدمير المربعات السكنية على رؤوس ساكنيها، ما أسفر عن ارتفاع عدد الشهداء بشكل كبير".
وأكد الثوابتة أن هذه الأساليب "أسفرت عن استشهاد أكثر من 350 فلسطينيا وإصابة المئات بجراح مختلفة منذ بدء العملية العسكرية التي دخلت يومها العاشر".
وبيّن أن الجيش الإسرائيلي يمنع سيارات الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني من الوصول إلى المناطق المستهدفة، مما يفاقم الأزمة الصحية ويحول كل مصاب إلى قتيل بسبب عدم القدرة على تقديم الإسعافات اللازمة.
وحمل الثوابتة، "إسرائيل والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا المسؤولية عن استمرار هذه الجرائم".
وطالب الثوابتة المنظمات الدولية والحقوقية بـ"الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه الحرب الوحشية، والتحرك العاجل لإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء في شمال قطاع غزة".
ولليوم العاشر يواصل الجيش الإسرائيلي اجتياحه شمال قطاع غزة، وسط حصار مطبق وتجويع يمنع خلاله إدخال الطعام أو الشراب أو الوقود، وتحت قصف دموي مستمر.
ويحاول الجيش تهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وسط اتهامات فلسطينية لتل أبيب بالعمل على احتلال المنطقة وتفريغها من سكانها عبر الحصار والتجويع والقتل.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ أكثر من عام حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 140 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.