الوزير غويدو كروزيتّو طلب من سفير تل أبيب أن ينقل لحكومته أن الأمم المتحدة وإيطاليا لن تتلقيا أوامر من الحكومة الإسرائيلية
قال وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتّو، مساء الخميس، إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قوة السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) "قد يشكل جريمة حرب".
وأضاف كروزيتّو، في مؤتمر صحفي بمقر رئاسة الوزراء، أن بلاده تنتظر تصريحات رسمية وحقيقية من إسرائيل في أسرع وقت ممكن حول الهجوم المذكور.
وأشار إلى أن الوزارة على اتصال بالوحدة الإيطالية العاملة ضمن اليونيفيل في لبنان، والبالغ عددهم نحو ألف عسكري.
وأوضح كروزيتّو: "أصيبت مركبات وكاميرات أمنية، لكن لم يتأثر أي عسكري إيطالي جراء الهجوم، جنودنا من القبعات الزرقاء يراقبون الوضع من غرفة العمليات في قاعدتنا هناك".
وذكر أن السفير الإسرائيلي في روما، تم استدعاؤه إلى الوزارة بسبب الحادث المذكور، لكنه لم يتمكن من الإدلاء ببيان واضح حول الهجوم.
وأضاف "ليس هناك أي مبرر للجيش الإسرائيلي لإبلاغ قوات اليونيفيل بضرورة إخلاء بعض القواعد، طلبت من السفير أن ينقل لحكومته أن الأمم المتحدة وإيطاليا لن تتلقيا أوامر من الحكومة الإسرائيلية".
وشدد وزير الدفاع الإيطالي، أن الأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة المخولة بقرار انسحاب الجنود من مكان ما.
وأكد أن الهجوم الإسرائيلي، الخميس، "ليس خطأ ولا حادثا عارضا".
وتابع "نحن بحاجة إلى تفسيرات رسمية وحقيقية في أسرع وقت ممكن".
كما أكد كروزيتّو، أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي بهجومها على قوات اليونيفيل.
وأضاف "الأعمال العدائية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية وتكررها قد تشكل جرائم حرب، وهي انتهاكات خطيرة للغاية لقواعد القانون الدولي ولا يمكن تبريرها بأي أسس عسكرية".
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت اليونيفيل أن اثنين من جنود حفظ السلام أصيبا بجروح طفيفة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي برج مراقبة بمقرها في الناقورة جنوب لبنان.
ورفضت الأمم المتحدة مقترحا للممثل الدائم لإسرائيل لديها داني دانون، أن تنتقل اليونيفيل على بعد 5 كيلومترات إلى الشمال "مع اشتداد القتال".
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، الخميس، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش، يعتقد أنه من الأهمية الأساسية أن تستمر اليونيفيل في القيام بعملها، وأنها عنصر استقرار في جنوب لبنان.
يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، عدوانها الشامل على لبنان والعاصمة بيروت، بشن غارات جوية غير مسبوقة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه مخالفة بذلك التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
وأسفرت تلك الغارات حتى مساء الأربعاء عن 1323 قتيلا و3698 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من 1.2 مليون نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.
ويرد "حزب الله" يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.