- تواصل منظمات واتحادات رياضية دولية صمتها إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 - أظهرت المنظمات والاتحادات ازدواجية معايير في تعاملها مع الحرب الروسية- الأوكرانية وحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل في فلسطين
رغم مرور عام على الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، امتنعت اتحادات رياضية دولية عن نشر أي إدانة، ناهيك عن فرض عقوبات على الفرق والرياضيين الإسرائيليين.
وواصلت هذه المنظمات والاتحادات صمتها إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
- ازدواجية معايير من "فيفا" و"يويفا"
تكشّف نفاق تلك المنظمات والاتحادات الرياضية الدولية مع تجاهلها الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل، في وقت اتخذت فيه قرارات حازمة ضد روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
وفي اليوم الثاني للهجوم الروسي على أوكرانيا، أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" إدانة شديدة اللهجة للهجوم.
وقال في بيان آنذاك: "هناك مخاوف في المجتمع الدولي بشأن أمن أوروبا، وندين بشدة العدوان العسكري الروسي المستمر في أوكرانيا".
وأضاف: "يعمل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على تطوير هذه الرياضة بما يتماشى مع الروح الأولمبية وفي إطار القيم الأوروبية المشتركة مثل السلام واحترام حقوق الإنسان".
وبنفس اليوم، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في بيان، عدم إقامة أي مباريات دولية في روسيا، وأنه لن يتم رفع العلم الروسي وعزف النشيد الوطني الروسي في المباريات.
وأكد أن "العنف ليس الحل أبدًا"، داعيًا إلى "إحلال السلام بشكل عاجل وبدء حوار بناء".
وفي اليوم الرابع للهجوم الروسي على أوكرانيا، علق الفيفا واليويفا مشاركة أندية ومنتخب روسيا في المسابقات.
وعلى الرغم من هذا الموقف تجاه روسيا، فإن اليويفا والفيفا يتغاضيان عن ممارسات إسرائيل، حيث أن الفيفا لم يتمكن من تقديم رد إيجابي أو سلبي على طلب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في مايو/ أيار الماضي بمنع إسرائيل من المشاركة في البطولات.
- "فيبا" و"أوليب" يتجاهلان فلسطين
قرار الحظر المطبق على الفرق الروسية في كرة القدم، تم تنفيذه أيضًا في كرة السلة، إذ أعلن الاتحاد الدولي لكرة السلة "فيبا" واتحاد الدوريات الأوروبية لكرة السلة "أوليب" إيقاف مشاركة الفرق الروسية في المسابقات الدولية، واستخدما عبارات تحتوي على كلمات "حقوق الإنسان والروح الأولمبية واللعب النظيف والسلام".
وبنفس الطريقة اتخذ "فيبا" و"أوليب" موقفًا مشابهًا للـ"فيفا" و"يويفا" بالصمت إزاء المجازر الإسرائيلية في غزة.
وجاء في بيان على الموقع الرسمي للدوري الأوروبي الذي ينظمه "أوليب": "قبل مباريات الأسبوع الثاني التي ستقام في الفترة من 12 إلى 13 أكتوبر/ تشرين الأول (2023)، سيتم الوقوف دقيقة صمت تكريما لمن فقدوا حياتهم في الهجمات الإرهابية في إسرائيل".
ورغم تعديل القرار لاحقا بعبارة "بسبب الأحداث المؤسفة في الشرق الأوسط"، إلا أنه لم يذكر أي كلمة واحدة ضد إسرائيل، ليواصل "فيبا" و"أوليب" غض الطرف عن إسرائيل التي ترتكب جرائم حرب منذ عام في فلسطين.
- ازدواجية معايير اللجنة الأولمبية الدولية
لا يختلف موقف اللجنة الأولمبية الدولية عن باقي المنظمات والاتحادات الدولية بالصمت وتجاهل الإبادة الجماعية في فلسطين.
ومع فرض اللجنة حظرًا على روسيا ورياضيها بشكل سريع عقب الهجوم على أوكرانيا، قال نائب رئيس اللجنة جون كواتيس: "ندين تصرفات الاتحاد الروسي لأن الحرب هي نقيض المثل العليا الأولمبية".
وأضاف: "فقدت روسيا حقها بأن تصبح عضوًا في المجتمع الأولمبي الدولي، وفي دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس عام 2024، إذ سيتنافس الرياضيون الروس بشكل فردي وحيادي وليس تحت العلم أو النشيد الوطني الروسيين".
ومقابل ذلك، قال رئيس اللجنة توماس باخ ردًا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستشارك في أولمبياد باريس 2024: "لا توجد مشكلة في هذا الصدد، وسيشارك 87 رياضيا أولمبيا إسرائيليا تحت العلم الإسرائيلي في فرنسا".
وبدعم أمريكي، خلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة المتواصلة منذ عام، أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال "الإبادة الجماعية" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.