بقي في المستوطنة الحدودية مع لبنان 2000 إسرائيلي بعد أن غادرها غالبية سكانها البالغ عددهم 24 ألفا قبل عام مع تصاعد هجمات "حزب الله"..
دعا مسؤول إسرائيلي، الأربعاء، من تبقى من سكان مستوطنة كريات شمونة القريبة من الحدود اللبنانية، إلى مغادرتها، وذلك بعد وابل صواريخ من "حزب الله".
وفي وقت سابق الأربعاء، تسبب إطلاق نحو 20 صاروخا من لبنان على المستوطنة، بمقتل إسرائيليين اثنين، وفق نجمة داود الحمراء (الإسعاف الإسرائيلي).
من جانبه، أعلن "حزب الله" في بيان، أن عناصره " استهدفوا تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته ودفاعا عن لبنان وشعبه".
وأقيمت كريات شمونة عام 1949 على أنقاض قرية الخالصة الفلسطينية التي تم تدميرها وتهجير سكانها عام 1948.
ويعتمد الاقتصاد في المستوطنة على المنتجات الموجهة للمستهلك مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات بالإضافة إلى الزراعة في الأراضي المحيطة والسياحة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن متحدث بلسان "بلدية كريات شمونة"، لم تذكر اسمه: "كنا خائفين من أن يحدث هذا طوال الوقت. اليوم لدينا 2000 شخص في كريات شمونة، ألفي شخص عدد كبير جدًا. ونحن نطلب منهم مغادرة المدينة".
وكانت كريات شمونة بين عشرات المستوطنات التي طلب الجيش الإسرائيلي من سكانها إخلائها مع بداية الإبادة الجماعية بقطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قال موقع "واينت" الإخباري العبري إن 3 آلاف فقط من سكان المستوطنة البالغ عددهم 24 ألفا بقوا في المدينة.
ونقلت القناة 7 الإسرائيلية في يوليو/ تموز الماضي، عن رئيس بلدية كريات شمونة عميحاي شتيرن، قوله إن "14 بالمئة من السكان قرروا عدم العودة إلى المدينة".
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل حربا على لبنان، عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية استهدفت حتى العاصمة بيروت، بالإضافة إلى محاولات توغل بري بدأتها قبل أسبوع في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ووفق الأرقام الرسمية حتى مساء الثلاثاء، قتلت إسرائيل 2119 شخصا وأصابت 10019 منذ بداية القصف المتبادل مع "حزب الله" في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينهم 1301 قتيل و3618 جريحا، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ أن بدأت حربها على لبنان في 23 سبتمبر الماضي.
ويرد "حزب الله" يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.