ناصر بوريطة قال عقب مباحثاته مع رئيس حكومة إقليم جزر الكناري فرناندو كلافيخو إنه "يجب عدم تضخيم الهجرة لأنها تهم 3 بالمائة من سكان العالم"..
قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن الدول الأوروبية حولت الهجرة إلى خطاب "سياسي وتجاري يثير المخاوف".
جاء ذلك خلال لقاء صحفي في العاصمة الرباط عقب مباحثاته مع رئيس حكومة إقليم جزر الكناري (خاضعة للإدارة الإسبانية)، فرناندو كلافيخو، أمس الثلاثاء ونشر مقطع فيديو عنه موقع 360 المحلي الخاص الأربعاء.
وقال بوريطة إن "هذه الظاهرة تحتل حيزا مهما ضمن الأجندة السياسوية الداخلية للدول الأوروبية، التي حولتها إلى أصل تجاري، من خلال خطاب سياسي يثير المخاوف".
وأوضح أن "هناك هوة كبيرة ما بين الأرقام الحقيقية للهجرة، والخطاب المتعلق بالهجرة بأوروبا"، معتبرا أنه "خطاب تخويف وترويع بأن المهاجرين الأفارقة سيهجمون على أوروبا".
وأضاف بوريطة، أن "الحقيقة هي أن الهجرة الإفريقية جزء صغير من الظاهرة بشكل عام".
ولفت إلى "ضرورة عدم تضخيم الهجرة، لأنها تهم 3 بالمائة من ساكنة العالم، والهجرة في إفريقيا هي أقل من 1 بالمائة من إجمالي الهجرة العالمية، والهجرة غير النظامية الإفريقية تمثل 0.23 بالمائة من الهجرة العالمية".
وأوضح أن المغرب "يتصدى بقوة لظاهرة الهجرة، ويتعامل مع الاتجار بالبشر كجريمة".
وتابع بو ريطة:" قضية الهجرة مسؤولية مشتركة بين دول المصدر والعبور ودول الإقامة".
واعتبر أن "الضغط على دول العبور هي مقاربة خاطئة"، مضيفا أن "هذا المشكل يجب أن يكون متعدد الأبعاد".
وأشاد بوريطة بالتعاون المغربي الإسباني في مجال الهجرة، واصفا إياه "بالنموذجي".
ومنعت قوات الأمن المغربية ما بين 7 و9 سبتمبر/ أيلول الماضي، مئات الشبان ضمنهم قصّر، من الاقتراب من السياج الحدودي الفاصل بين مدينة الفنيدق شمالي المملكة وسبتة (خاضعة للإدارة الإسبانية).
كما أعلنت السلطات المغربية في 19 سبتمبر الماضي، تقديم 152 شخصا أمام العدالة للاشتباه في تحريضهم على تنظيم عمليات هجرة غير نظامية، بعدما تم إفشال كل المحاولات، وبلغ عدد الأشخاص الذين حاولوا الهجرة غير النظامية ما يناهز 3000 شخص.
وفي 23 يناير/ كانون الثاني الماضي أعلنت وزارة الداخلية، أنها أحبطت 75 ألفا و184 محاولة هجرة غير نظامية خلال عام 2023، بارتفاع 6 بالمئة مقارنة بـ2022.
وقالت الوزارة حينها في بيان، إنه "تم تفكيك أكثر من 419 شبكة للاتجار بالبشر خلال العام الماضي (2023)، بزيادة 44 بالمئة مقارنة بـ 2022".
وتتزايد محاولات مواطنين أفارقة من دول جنوب الصحراء، الهجرة بطريقة غير نظامية إلى أوروبا، بحثا عن حياة أفضل، في ظل حروب واضطرابات أمنية وأوضاع اقتصادية متدهورة في دولهم.