- المحاضر في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد إحسان الشمري: قد يتحول العراق إلى منطقة صراع بين تل أبيب والميليشيات الشيعية - الخبير السياسي أحمد الياسري: الكيانات المسلحة في العراق لا تلتزم بقرارات الحكومة وأوامرها - المحلل السياسي مجاشع التميمي: إسرائيل قد تستهدف بعض فصائل المقاومة المسلحة في العراق
قال محللون عراقيون إن الصراع الدائر بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني قد يؤثر أيضا على العراق، وإن تل أبيب قد تستهدف مقرات كيانات الميليشيات الشيعية وقادتها في البلد العربي.
وفي حديثهم للأناضول، أشار المحللون إلى احتمال امتداد الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في المنطقة.
و"تضامنا مع غزة" التي تواجه حرب إبادة إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تنفذ فصائل مسلحة بلبنان، أبزرها جماعة "حزب الله"، وبالعراق واليمن عمليات مختلفة ضد إسرائيل باستهدافها بصواريخ ومسيرات، إلى جانب عمليات استهداف سفن مرتبطة بتل أبيب في البحر الأحمر وبحر العرب.
** 3 سيناريوهات
المحاضر في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد إحسان الشمري لفت إلى "احتمال كبير" بأن استهداف إسرائيل العراق.
وذكر الشمري أن "أي هجوم إسرائيلي محتمل يمكن أن يلحق الضرر باقتصاد العراق الضعيف".
وأشار إلى 3 سيناريوهات للهجوم الإسرائيلي على العراق، أولها أنه في حال وقوع هجوم محتمل من إسرائيل، قد يتحول العراق إلى منطقة صراع بين تل أبيب والجماعات المسلحة (الميليشيات الشيعية).
وأفاد أنه إذا توصلت الحكومة العراقية إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية لتقليل الهجوم الإسرائيلي المحتمل، فإن إسرائيل قد تكتفي بضرب بعض الجماعات المسلحة.
وقال الشمري: "أما السيناريو الثاني فهو أن إسرائيل قد تستهدف الكيانات المسلحة (الحشد الشعبي) وقادتها وأولئك الذين يتعاونون معهم".
وأضاف: "وبالنسبة للسيناريو الثالث، فقد تستهدف إسرائيل قادة المجموعات المسلحة وكل من يتعاون معهم، إضافة إلى بعض المؤسسات الحكومية. وهذا قد يؤدي إلى توتر شديد".
وأردف: "هذا السيناريو قد لا يستهدف فقط المجموعات المسلحة والحكومة، بل قد يصل إلى النظام نفسه. لأن إسرائيل تعتقد أن المجموعات المسلحة تسيطر على الحكومة العراقية".
وتابع: "استهداف إسرائيل للعراق مؤكد، ولكن مستوى هذا الاستهداف ليس واضحا بعد".
وذكَّر بأن إسرائيل أعلنت مؤخرا عن مقتل اثنين من جنودها نتيجة صواريخ أُطلقت من العراق، "وهذا وحده قد يكون ذريعة لإسرائيل لضرب العراق".
والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة 24 بجروح، بينهم اثنان بجروح خطيرة، لأول مرة إثر هجوم بمسيرتين من العراق على شمالي إسرائيل.
وأوضح الشمري أنه بدأت أصوات تتعالى داخل إسرائيل بأن العراق يشكل تهديدا لها، وأن رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو "قد يرد على ذلك بضرب العراق لإرضاء الداخل الإسرائيلي".
وأفاد أنه على الرغم من أن الحكومة العراقية لديها الرغبة في حماية البلاد من الهجوم الإسرائيلي، إلا أنها "لا تملك القوة الكافية" لمنعه.
** "ردع العراق"
من جانبه قال الخبير السياسي العراقي أحمد الياسري إن "العراق يتأثر بصورة مباشرة أيضا بالحرب بين إسرائيل ولبنان. والعراق جزء من هذه الصراعات".
وذكر الياسري أن الميليشيات الشيعية العراقية هاجمت مواقع عسكرية ومدنية في إسرائيل، وأن تل أبيب قد تهاجم مواقع هذه الميليشيات.
ولفت إلى أن الكيانات المسلحة في العراق "لا تلتزم بقرارات الحكومة وأوامرها، والحكومة العراقية تظل محايدة تجاه هذه الصراعات".
وأوضح أنه بينما تستعد إسرائيل لمهاجمة إيران، فإنها ستحاول أيضا "ردع العراق" عن الهجوم.
** استهداف الحشد الشعبي
أما الخبير مجاشع التميمي فذكر أيضا أن العراق سيتأثر بالحرب بين إسرائيل ولبنان.
وقال التميمي إن "إسرائيل قد تستهدف بعض جماعات المقاومة المسلحة (الميليشيات الشيعية) في العراق التي تهاجمها بالصواريخ والمسيَّرات".
وأضاف: "بينما تستعد إسرائيل لهذه الهجمات، يسعى رئيس الوزراء العراقي إلى استخدام الدبلوماسية لمنعها".
وأعرب عن اعتقاده أن إسرائيل لن تستهدف البنى التحتية النفطية والطاقة في العراق، موضحا أن الموقف الرسمي للحكومة بأن العراق "ليس جزءا من الصراعات".
وأردف: "العراق يعتبر حليفا رسميا للولايات المتحدة منذ توقيع اتفاقية الأمن الاستراتيجي عام 2011. ورغم أن الولايات المتحدة تسعى لمنع إسرائيل من استهداف العراق، إلا أن الأخير للأسف معتاد على الهجمات الإسرائيلية".
وأشار التميمي إلى أن "الزعماء الشيعة العراقيين يدركون الضرر الذي ستلحقه العقوبات الأمريكية بالبلاد إنْ فُرضت"، على الرغم من تحالف العراق والولايات المتحدة.
وذكر أن تداعيات عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية على الحسابات المالية في العراق "ستكون سيئة".
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل حربا على لبنان، عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية استهدفت حتى بيروت، بالإضافة إلى محاولات توغل بري بدأتها في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ويرد "حزب الله" يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.