في حديثه مع جريدة يني شفق، عبر الأستاذ بجامعة حمد بن خليفة القطرية د. محمد مختار الشنقيطي، عن أسفة حيال إساءة وزير خارجية الإمارتي للقائد فخر الدين باشا، حيثُ قال " فإساءة وزير خارجية الإمارات ليست إساءة للأتراك وحدهم، بل هي إساءة لكل المسلمين، المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم". كما مدح رد الرئيس أردوغان "بالرد البليغ القوي".
قال د.الشنقيطي في حديثه مع يني شفق، "إن للقائد فخر الدين باشا مكانة خاصة في الذاكرة العربية، بسبب ارتباط اسمه بالدفاع البطولي عن المدينة المنورة خلال الحرب العالمية الأولى، في ظروف صعبة تواطأت فيها قوى الاستعمار الخارجي مع قوى الخيانة في قلب العالم الإسلامي. فإساءة وزير خارجية الإمارات ليست إساءة للأتراك وحدهم، بل هي إساءة لكل المسلمين، المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم، والذين تعقلت قلوبهم بالمدينة المنورة".
وأضاف " تحتفظ ذاكرة الشعوب العربية بذكرى طيبة لتاريخ العثمانيين عمومًا، لأنهم حموا حدود العالم الإسلامي بدمائهم لعدة قرون، وصانوا المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة والقدس لعدة قرون".
أما عن تقيمه لحالة التوتر بين تركيا والإمارات قال د.الشنقيطي، " التوتر بين تركيا والإمارات جزء من معركة كبرى على مصير هذه المنطقة، تركيا اختارت أن تقف إلى جانب الشعوب، واختارت الإمارات أن تكون حربة بيد إسرائيل وأميركا يضربان بها الشعوب. ومن الطبيعي أن تكون قلوب الشعوب العربية مع تركيا في هذا التوتر، لأن الإمارات قامت بدور مدمر ضد ثورات الربيع العربي".
وأكمل " رد الرئيس أردوغان على الإساءة الصادرة من وزير خارجية الإمارات ردٌّ بليغ وقوي، وهو ردٌّ في محله، فقادة الإمارات يستحقون أن يسمعوا الحقيقة حول خيانتهم لأمتهم، والتحالف مع أعدائها. وقد وقفت الإمارات مع الانقلاب الفاشل في تركيا، وتآمرت معه، كما تآمرت مع كل الانقلابيين في العالم العربي. فمن حق الرئيس أردوغان –بل من واجبه- أن يغضب، ويلقن قيادة الإمارات درسًا في التاريخ والقيم والأخلاق. إضافة إلى أن القائد فخر الدين باشا الذي أساء إليه وزير خارجية الإمارات قائد مسلم عظيم –كما ذكرتُ من قبل- ومن واجب الرئيس أردوغان –وواجب المسلمين جميعا- أن يغضبوا من الإساءة إليه".
كما انتقد أيضًا الإعلام السعودي والإماراتي " الإعلام الذي تموله السعودية والإمارات معولُ هدمٍ خطير ضد قيم الأمة الإسلامية واستقلالها ومكانتها بين الأمم، وضد حرية شعوبها وكرامتها. وهو يكاد يكون مجرد ترجمة عربية رديئة للإعلام الإسرائيلي وإعلام الصهاينة واليمينيين الأميركيين. وقد عانت الشعوب العربية من هذا الإعلام السيء لسنوات طويلة. ثم انتقل الأذى إلى تركيا، فبدأ هذا الإعلام يشن حملة شنيعة على كل عناصر القوة والنهوض في تركيا، وعلى الرئيس أردوغان شخصيا. وأذكر ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا إحدى مذيعات قناة "العربية" –التي يسميها الناس في العالم العربي "العِبْرية"- وهي تقول بحسرة: "لقد فشل الانقلاب مع الأسف."!! ولا أظن أن هذا الإعلام سيتوقف عن عدوانه على تركيا وعلى الشعوب العربية حتى يحدث تغير سياسي كبير في المنطقة العربية لصالح الشعوب".
كما أعرب أنه لا حل للأزمة الخليجية إلا بتراجع السعودية والإمارات عن سياسة الظلم والعدوان ضد الشعوب العربية، فهما أرادا أن يعاقبا قطر على وقوفها مع الشعوب في ثورات الربيع العربي، ودعمها للقضية الفلسطينية، تماما مثلما استهدفوا تركيا لنفس الأسباب..
حوار : خديجة سقا