سلطات الاحتلال رأت ما لا تتمناه.. حماس "في مكانها وصاحبة السيادة"

14:4920/01/2025, الإثنين
الأناضول
سلطات الاحتلال رأت ما لا تتمناه.. حماس "في مكانها وصاحبة السيادة"
سلطات الاحتلال رأت ما لا تتمناه.. حماس "في مكانها وصاحبة السيادة"

- تل أبيب ترقبت مشاهدة الأسيرات الإسرائيليات الثلاث لحظة إطلاق سراحهن فرأت العشرات من مقاتلي القسام بكامل عتادهم ما لفت الأنظار وأشعل تساؤلات - المحلل الإسرائيلي آفي إيسسخاروف: بعد 15 شهرا من الحرب لم تنجُ حماس عسكريا فحسب بل بقي حكمها سليما.. هذا هو فشل إسرائيل الأكبر - العميد احتياط أمير أفيفي: ألحقنا أضرارا جسمية بذخائر حماس لكن في نظر السكان (المواطنين الفلسطينيين في غزة) لا تزال الحركة صاحبة السيادة - المحل عاموس هارئيل: خسرنا الحرب في 2023.. حماس استعرضت قوتها العسكرية.. قرار استئناف الحرب بيد ترامب وإذا أصر على إنهائها فسيجد نتنياهو صعوبة في تحديه


ترقبت تل أبيب مشاهدة الأسيرات الإسرائيليات الثلاث لحظة إطلاق سراحهن الأحد، فرأت ما لم تكن تتمناه بعد نحو 16 شهرا من الإبادة الجماعية بقطاع غزة، وهو أن حركة حماس لا تزال قوية.

بكامل عتادهم، ظهر العشرات من مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، في مدينة غزة أثناء إطلاق سراح الأسيرات، في مشهد لفت أنظار الإسرائيليين وأشعل تساؤلات منذ أول أيام وقف إطلاق النار.

وقال المحلل الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" آفي إيسسخاروف، الاثنين: "حتى بعد 15 شهرا من الحرب، لا تزال حماس في مكانها".

وأضاف: "على الرغم من أن الحكومة (الإسرائيلية)، برئاسة بنيامين نتنياهو، أعلنت أنها ستعمل على القضاء عليها، إلا أن الحركة لم تنجُ عسكريا فحسب، بل بقي حكمها سليما".

وتابع: "لعدة أشهر، رفض نتنياهو ووزراؤه بشدة إجراء نقاش معمق حول إيجاد بديل لحكم حماس، رغم تحذير مسؤولين أمنيين من أن هذه الحرب برمتها ستذهب سدى".

واعتبر إيسسخاروف أن " هذا هو الفشل الأكبر لهذه الحرب، فشل 2024".

ومشيرا إلى هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أردف: "فشل 7 أكتوبر الاستخباراتي معروف، لكن الفشل السياسي الأكبر هو الإهمال الإجرامي والمتعمد للحكومة في كل ما يتعلق باليوم التالي للحرب (مستقبل غزة)".

واستطرد: "وصلنا إلى اليوم التالي، ولو مؤقتا، وإسرائيل تستيقظ من كابوس على الكابوس نفسه، فعلى الجانب الآخر من الحدود، ستواصل حماس الحكم وبناء الأنفاق وتجنيد المزيد من الناس".

** صاحبة السيادة

ووفق رئيس حركة "الأمنيين" (غير حكومية) الإسرائيلية العميد احتياط أمير أفيفي الاثنين، فإن "الأجهزة الأمنية ركزت على تدمير حماس كجسم عسكري والمس بقياداتها (اغتيالهم)".

واستدرك أفيفي، في حديث لصحيفة "معاريف": "لكن إلى جانب تصفية جزء من قيادة حماس، لم تتحرك إسرائيل فعليا للإطاحة بالحركة كهيئة حاكمة".

وأضاف: "ألحقنا أضرارا جسيمة بنطاق الذخائر، ولكن على المستوى السياسي، وفي نظر السكان (المواطنين الفلسطينيين)، لا تزال حماس صاحبة السيادة".

** استعراض للقوة

ولاحظ المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل الاثنين أن "مئات من المسلحين (الفلسطينيين) ظهروا في وسط مدينة غزة (الأحد)، على بعد كيلومترات من المكان الذي كان الجيش الإسرائيلي يعمل فيه حتى أيام قليلة".

وتابع: "يبدو أن حماس كانت تستعرض قوتها العسكرية وتطلعاتها إلى إعادة تأسيس حكومة مدنية، لكن ثمة ترتيبات لمستقبل غزة على جدول الأعمال خلال بضعة شهور".

وقلل هارئيل من أهمية تلويح نتنياهو بالعودة إلى الحرب بعد المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستغرق 42 يوما.

وقال إن "الحديث عن استئناف الحرب، والذي من المفترض أن يحدث في نهاية المرحلة الأولى، هو حديث نظري في الأساس، فالقرار الآن في يد الرئيس (الأمريكي الجديد دونالد) ترامب".

وأردف: "إذا أصر الرئيس الأمريكي على ضرورة انتهاء الحرب في غزة، فسيجد نتنياهو صعوبة في تحديه".

وشدد على أن "الحقيقة المحزنة هي أن إسرائيل خسرت الحرب إلى حد كبير في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

وفي ذلك اليوم هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.

وعلى الرغم من الإبادة على مدار نحو 16 شهرا، إلا أن إسرائيل عجزا عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة للحرب، ولاسيما استعادة الأسرى من القطاع والقضاء تماما على قدرات "حماس".

وفي 14 يناير/ كانون الثاني الجاري، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في كلمة بمقر المجلس الأطلسي للأبحاث بواشنطن: "لطالما قلنا للحكومة الإسرائيلية إنه لا يمكن هزيمة حماس عبر الطرق العسكرية فحسب".

وأردف: "وأشرنا إلى أنها ستعود للظهور في حال غياب البديل الواضح وخطة لمرحلة ما بعد الصراع وأفق سياسي موثوق للفلسطينيين، أو تظهر مكانها جماعة أخرى خطيرة".

وتابع: "مقاتلو حماس يعيدون تجميع صفوفهم ويظهرون في كل مرة تكمل فيها إسرائيل عملياتها العسكرية وتنسحب، وتفيد تقديراتنا بأن الحركة جندت بالفعل عددا من المسلحين الجدد يساوي تقريبا مَن خسرتهم".

وضمن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، أطقت حماس الأحد سراح ثلاث أسيرات "مدنيات" إسرائيليات، مقابل إفراج تل أبيب عن 90 أسيرة وأسير فلسطينيين، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية.

وإجمالا، تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير الجاري إبادة جماعية بغزة، خلًفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

#إسرائيل
#اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
#الأسرى الفلسطينيين
#القدس
#بنيامين نتنياهو
#حماس
#دونالد ترامب
#غزة
#فلسطين