"شبان التلال".. نموذج إسرائيلي لأيديولوجيا الاستيطان بالقتل

12:2519/11/2024, Salı
الأناضول
"شبان التلال".. نموذج إسرائيلي لأيديولوجيا الاستيطان بالقتل
"شبان التلال".. نموذج إسرائيلي لأيديولوجيا الاستيطان بالقتل

- "شبان التلال" مجموعة يعيش أعضاؤها في بؤر استيطانية بالضفة الغربية - أغلب أعضائها شباب وفتية تراوح أعمارهم بين 16 و26 عامًا - تقوم على فكرة "أرض إسرائيل الكبرى" واستخدام العنف لطرد الفلسطينيين من أرضهم بالقتل

في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على جماعة إسرائيلية متطرفة تدعى "شبان التلال"، لعملها على إقامة بؤر استيطانية غير شرعية في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

وفي اليوم نفسه قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن مثل هذه العقوبات لن تكون فعّالة، معللةً ذلك بأن "شبان التلال" ليست منظمة رسمية.

وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأستراليا عقوبات مماثلة على الجماعة نفسها في وقت سابق من العام الجاري.

ووصفت وزارة الخزانة الأمريكية "شبان التلال" في إعلانها فرض عقوبات عليها بأنها "جماعة متطرفة عنيفة، تهاجم الفلسطينيين بشكل متكرر وتدمر منازل وممتلكات فلسطينية في الضفة الغربية".

وأضافت أنه "من خلال هذه الأنشطة العنيفة تعمل حركة شبان التلال بنشاط على زعزعة استقرار الضفة الغربية والإضرار بسلام وأمن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".

وتابع الإعلان "حركة شبان التلال دمرت بلدات فلسطينية ونفذت عمليات قتل وحرق جماعي وغيرها من الهجمات التي يطلق عليها تدفيع الثمن، للانتقام وترهيب المدنيين الفلسطينيين، واشتبكت مرارا مع الجيش الإسرائيلي أثناء مواجهته لأنشطتهم".

وأشارت الوزارة إلى الهجوم الذي نفذه "شبان التلال" في بلدة المغير الفلسطينية في 12 أبريل/ نيسان 2024، حيث أشعلوا النار في منازل ومبانٍ ومركبات، واعتدوا على سكان القرية، ونهبوا الممتلكات، بما في ذلك الماشية وقتلوا فلسطينيا.

وفي يونيو/ حزيران 2023 نفذوا هجوما مماثلا في بلدة ترمسعيا بالضفة الغربية، أسفر عن مقتل فلسطيني آخر وإصابة آخرين.

وفي نظرة فاحصة تسلط الأناضول الضوء على هذه الجماعة، وبنيتها الأساسية، وأهم رموزها، وانتهاكاتها تجاه الفلسطينيين.

** البنية الأساسية

"شبان التلال" هي مجموعة استيطانية يعيش معظم أعضائها في بؤر استيطانية بالضفة الغربية ويرفضون إخلاءها، وينفذون هجمات بشكل مستمر ضد الفلسطينيين، ومنهم انطلقت نواة جماعة "تدفيع الثمن" الاستيطانية المتطرفة.

تأسست في 1998، ويتكون أغلب أعضاء الجماعة من شباب تراوح أعمارهم بين 16 و26 عامًا، تركوا مدارسهم ومنازلهم للعيش في بؤر استيطانية على رؤوس تلال مطلة على القرى الفلسطينية.

القناة 14 العبرية التقت مجموعة منهم في الأول من أبريل 2021، وأكدت إحدى الفتيات أنها مستمرة على نهج والديها اللذين كانا من مؤسسي مستوطنة "رحاليم" عام 1991 على أراض فلسطينية بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية.

وأشارت الفتاة إلى أن جماعتها امتداد لحركة "غوش إيمونيم" التي تعني "كتلة الإيمان"، وهي حركة صهيونية استيطانية متطرفة.

وتأسست "غوش إيمونيم" عام 1947 أي قبل إعلان دولة إسرائيل، ونشطت بعد نكسة 1967، فيما تركز جُل جهودها على الاستيطان وتصعيده حتى يتعذر عودة الضفة الغربية للفلسطينيين.

بدوره يحكي الشاب "يوناثان" للقناة، إنه تربى على وصايا استيطان "أرض إسرائيل"، وأيديولوجية الحاخام إبراهام كوك، و"الخطاب الديني القومي الذي يقوم على استيطان الأرض وبناء شعب المنفى".

وهناك ثقافة أيديولوجية واحدة يتبعها "فتيان التلال"، فهم يعيشون أغلب أوقاتهم على تلال الضفة الغربية ومستوطناتها، ويتلقون تعاليمهم من حاخامات بشكل يومي.

وتشدد الجماعة على تبني فكر "أرض إسرائيل الكبرى" وبضرورة استخدام العنف لطرد الفلسطينيين من أرضهم بالقتل وإحراق الممتلكات، حتى الوصول إلى نهر الأردن، بحسب القناة 14.

** علاقتها بالحكومة الإسرائيلية

مع وصول حزب "الليكود" إلى الحكم عام 1977، قدمت حركة "غوش إيمونيم" مشروعًا للحكومة، آنذاك، لإنشاء 12 مستوطنة في الضفة الغربية، كانت حكومة "العمل" السابقة رفضت إنشاءها.

وافقت الحكومة آنذاك، وتم إنشاء المستوطنات خلال عام ونصف، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام 11 أغسطس/ آب 2007.

وفي عام 1978 قدمت الحركة مشروعًا آخر يضم خطة شاملة للاستيطان من خلال إقامة شبكة مستوطنات حضرية وريفية لتأكيد السيادة الإسرائيلية على أجزاء واسعة من الضفة الغربية.

حديثا، تنفذ جماعة "شبان التلال" بالتنسيق مع الجيش والشرطة الإسرائيليين كثيرا من الهجمات ضد الفلسطينيين.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في 23 يناير/ كانون الثاني 2023، إن شبان التلال شاركوا الجيش في "إحباط عمليات تهريب قادمة من الأردن".

ومع فرض واشنطن عقوبات على 3 مستوطنين من "شبان التلال" في 14 مارس 2024، بسبب تورطهم في أعمال عنف وإرهاب ضد الفلسطينيين في الضفة، خرج وزراء إسرائيليون للدفاع عنهم.

وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، قال على منصة إكس: "ما تقوم به الإدارة الأمريكية دليل آخر على أنها لا تفهم من العدو ومن الحبيب، والمستوطنون خير أبنائنا الذين يبنون ويجلبون أمن البلاد، فهم يستحقون التحية وليس سكينا في الظهر".

كما زعم تسيفي سوكوت، عضو الكنيست عن حزب "الصهيونية الدينية"، أن "هذه العقوبات عمل وهمي وخسيس وقبيح، وملزمون بالدفاع عن أنفسنا".

** نماذج تطرفها

من أهم الملهمين لـ"شبان التلال" وحركتها الأم "غوش إيمونيم" الحاخام إبراهام كوك، باعتباره المثل الأعلى للحركات المتطرفة في إسرائيل، المولود في لاتفيا في 1865.

هاجر إلى فلسطين عام 1904 وعُين حاخامًا على مدينة يافا، وكان من المساهمين بتذليل العقبات أمام إصدار تصريح بلفور في 1917، وساهم بتدشين الحاخامية الرئيسية لليهود في فلسطين وعين أول حاخام إشكنازي لها (بحسب موسوعة المصطلحات بمركز مدار).

ويعد الحاخام دوف ليئور من أبرز القادة الحاليين للجماعة، بل الأب الروحي لها، حيث يقوم فكره الأيديولوجي على السيطرة على كامل فلسطين "من البحر إلى النهر"، وتدمير أي كيان آخر غير إسرائيل.

ويؤمن ليئور بضرورة تحقيق "الحق التوراتي"، حيث سبق وخطط لتفجير قبة الصخرة، وتدمير حافلات فلسطينيين بالقدس المحتلة، ويرعى المنظمات الإرهابية بهدف تعجيل ما يطلقون عليه "الحرب الأخيرة" التي ستضمن لهم تدمير العرب وقدوم "المُخلِّص"، بالمفهوم التوراتي.

ويمثل كلا من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وبعض أعضاء حزبيهما "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية" المثال الأبرز لنماذج تطرف الجماعة داخل حكومة بنيامين نتنياهو الحالية.

** ممارستها في الضفة الغربية

تعتمد "شبان التلال" على شباب ذوي توجهات أيديولوجية متطرفة، تقوم على فكر إحلالي يتمسك بالأرض وإلزام اليهود باستيطانها، بزعم أنه حال عدم توطينهم فإن العرب (الفلسطينيين) سيستولون عليها، وفق القناة 14 العبرية.

تعد "شبان التلال" أبرز الجماعات التي يؤيدها حزب "الصهيونية الدينية" - يقوده سموتريتش - إلى طرد الفلسطينيين وأن السلام ممنوع معهم.

وإلى جانب الحاخام دوف ليئور، فإن الحاخام حاييم يروحام (والد سموتريتش) يقوم بالتدريس لـ"شبان التلال"، داخل معسكرات تدريب تقام على أراضي فلسطينية محتلة، وفق ما ذكرت القناة 14.

فكان طبيعيا أن يردد سموتريتش في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أن يكون العام 2025 عام السيادة الإسرائيلية على كل الضفة الغربية، وذلك خلال كلمة ألقاها لتهنئة دونالد ترامب بفوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية.

تمكنت الجماعة من إقامة 170 بؤرة استيطانية في الضفة تحت عين الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، كما أنهم في عام 2021، شنوا هجومًا كبيرًا على مدينة اللد برفقة بن غفير.

فيما أكدت القناة السابعة في 19 أبريل 2000، أن "شبان التلال" هي نواة طبيعية لـ"الصهيونية الدينية" وعلى حكومات تل أبيب دعمها، دومًا، أمام الفلسطينيين في الضفة الغربية.

غير أن ديبورا زاغوري الكاتبة بصحيفة "ماقور ريشون" رأت أنه من الواجب عدم قمع الشرطة لعمليات "فتيان التلال" أمام الفلسطينيين، ومساندة هؤلاء المستعمرين بدلا من قمعهم.

** موقفها من الحرب على غزة

تؤيد جامعة "شبان التلال" استمرار الإبادة الجماعية التي بدأتها إسرائيل في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 وخلفت أكثر من 174 قتيل وجريح فلسطينيين إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود.

وترى الجماعة، وجوب قتل الفلسطينيين، بناء على ما ورد في كتاب "شريعة الملك.. شريعة قتل الأغيار"، الصادر عام 2010 والمتضمن لفتاوى تُبيح قتل الأطفال الرُضَّع أو الجنين في بطن أمه".

ويؤمن أتباع الجماعة أنه "في الحرب يسمح بقتل الرجال والنساء والأطفال والمسنين"، وهو ما شدد عليه الحاخام ليئور، خلال الإبادة بغزة.

#إسرائيل
#التطرف
#حرب
#غزة