مع دوي صفارات الإنذار وإطلاق صواريخ استهدفت وسط وشمال إسرائيل، الثلاثاء، بدأ المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، جولة جديدة إلى بيروت وتل أبيب، في محاولة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل.
وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل هوكشتاين العاصمة بيروت لعقد لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، وسط تقديرات بوصوله إسرائيل، غدا الأربعاء.
وبعيد الإعلان عن وصول هوكشتاين إلى بيروت، دوت صفارات الإنذار بمناطق واسعة وسط إسرائيل، شملت عشرات المدن والبلدات بما فيها منطقة تل أبيب الكبرى.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "عقب الإنذارات التي فُعّلت وسط البلاد، رُصد إطلاق نحو 5 قذائف صاروخية عبرت من لبنان".
وأوضح أنه جرى "اعتراض بعضها ورصد سقوط الأخرى، بينما التفاصيل قيد الفحص".
من جهتها، أعلنت طواقم الإسعاف الإسرائيلية إصابة 4 إسرائيليين نتيجة الهجمة الصاروخية.
وقالت "نجمة داود الحمراء" في منشور على منصة إكس: "خلال عمليات البحث في منطقة شارون (وسط) عُثر على 4 أشخاص مصابين بجروح طفيفة بسبب زجاج مكسور أصيبوا به أثناء تواجدهم في مبنى خرساني تحطمت نوافذه".
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورا لسقوط صاروخ في منطقة مفتوحة بمدينة كفار يونا (وسط).
وبالوقت نفسه، دوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة شمال إسرائيل، وأعلن الجيش رصد 35 صاروخا أطلقت من لبنان في أقل من ساعتين.
وقال الجيش في بيان: "عقب تفعيل الإنذارات في منطقة الجليل الأعلى، تم رصد حوالي 10 قذائف صاروخية أُطلقت من لبنان، حيث تم اعتراض بعضها، بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة".
ولم يحدد الجيش الإسرائيلي مواقع المناطق المفتوحة التي سقطت فيها الصواريخ.
ولاحقا دوت صفارات الإنذار من جديد في منطقة مدينة كرمئيل والعديد من البلدات في الجليل الغربي والجليل الأعلى والجليل الأوسط.
وقال الجيش في بيان: "عقب الإنذارات التي تم تفعيلها في مناطق الجليل الأعلى والجليل الغربي ووسط الجليل، تم رصد إطلاق حوالي 25 قذيفة صاروخية عبرت من لبنان".
وأضاف: "تم اعتراض بعضها، وتم رصد سقوط أخرى في المنطقة، والتفاصيل قيد الفحص".
وفي السياق، أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن أضرار جسيمة لحقت بمنزل في منطقة كرميئيل إثر إطلاق صواريخ من لبنان وإصابة إسرائيلي بجروح.
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن إسرائيليان أصيبا بجروح طفيفة بشظايا دون تحديد مواقع الإصابة شمال البلاد.
وفي الأيام الماضية، كثفت إسرائيل من هجماتها على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، حيث معقل "حزب الله" الذي كثف بدوره من هجماته الصاروخية على إسرائيل.
وأطلق "حزب الله" مساء الاثنين وصباح الثلاثاء، رشقات صاروخية على منطقة تل أبيب الكبرى، التي غالبا ما تتواجد فيها القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بمبنى وزارة الدفاع.
وتتوسط الولايات المتحدة - حليفة إسرائيل الأوثق - للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين تل أبيب و"حزب الله"، لإنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
والاثنين، قالت القناة (12) العبرية إن "الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق في لبنان تصل إلى مرحلة حاسمة هذا الأسبوع".
وأوضحت أنه "بعد أن أحالت سفيرة واشنطن ليزا جونسون الاقتراح الأمريكي الإسرائيلي إلى لبنان (الخميس)، أرسل حزب الله وثيقة رد إلى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وسيسلمها الأخير إلى هوكشتاين الذي يصل بيروت الثلاثاء".
وأشارت إلى أن "من المتوقع أن يراجع هوكشتاين رد حزب الله مع ممثلي الحكومة اللبنانية، واعتمادا على درجة التقدم، سيتم تحديد الخطوات التالية".
والأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إن المبعوث الأمريكي سيصل بيروت، الثلاثاء، للقاء مسؤولين لبنانيين والحصول على رد الحكومة على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار.
ويتضمن المقترح، بحسب هيئة البث "التزام الطرفين (إسرائيل وحزب الله) بقرار مجلس الأمن 1701، مع ضمان حق الدفاع عن النفس".
كما يقضي المقترح بانسحاب "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب، ومنع الحزب من إعادة إقامة مواقع بالمنطقة ومنع نقل السلاح عبر سوريا إلى الحزب، وفق إعلام عبري
لكن إسرائيل تريد الاحتفاظ بامتياز مهاجمة "حزب الله" في لبنان حتى بعد الاتفاق، وهو ما يرفضه لبنان بشدة.
فيما يشدد "حزب الله" على أن تفاوضا غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون مبنيا على أمرين، هما وقف العدوان، وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 148 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و481 قتيلا و14 ألفا و786 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية حتى مساء الأحد.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.