تعمل تركيا والصين في الآونة الأخيرة على تكثيف الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، والتي تتوج قريبًا بزيارات مرتقبة على مستوى الرؤساء، ما يعزز العلاقات الثنائية ويأخذها إلى أفق جديد.
ووفق معلومات جمعتها الأناضول، تميزت الفترة الأخيرة بزيادة ملحوظة في الزيارات الرسمية على مستوى الوزراء من تركيا إلى الصين، تخللها مناقشات حول فرص التعاون في السياسة والدبلوماسية والطاقة والتجارة، ومجالات ذات اهتمام مشترك.
وفي السياق، أجرى وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي محمد فاتح قاجر زيارة إلى الصين في ديسمبر/ كانون الأول 2023، فيما أجرى وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار لقاءات ببكين في مايو/ أيّار 2024 وأتبعها بزيارة ثانية منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما زار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الصين في يونيو/ حزيران الماضي، وأجرى محادثات رسمية مع مسؤولين صينيين.
وآخر زيارة أجراها وزير تركي إلى الصين، كانت قبل أيام لوزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، عقد خلالها محادثات ثنائية رفيعة المستوى، في إطار مشاركته برئاسة الاجتماع الثاني للجنة التعاون الحكومي التركي الصيني، مع نائب رئيس الوزراء الصيني كانغ كوتشينغ.
زيارات رئاسية
وخلال عودته قبل نحو 3 أسابيع من قمة "بريكس" التي عُقدت في قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحاته إلى أهمية العلاقات الثنائية مع الصين.
وقال في هذا الإطار: "الصين تلعب دورًا كبيرًا في السياسة والاقتصاد العالميين. نعمل على تعزيز علاقاتنا على مستوى الشراكة الاستراتيجية من خلال اتخاذ خطوات جديدة".
وأضاف: "نتناول من حين لآخر مع شركائنا الصينيين مواضيع مثل زيادة حجم التجارة وتطوير الإمكانيات الاستثمارية".
وزاد: "ونتوقع أيضًا زيارة للرئيس الصيني قريبًا، وبعدها سنجري زيارة إلى الصين. أعتقد أن هذا سيحدث قريبًا".
آفاق جديدة
قورهان قورد أوغلو، رئيس مجلس الأعمال التركي الصيني بمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، يقول إن الاجتماع الأخير للجنة التعاون الحكومي التركي الصيني يُعد خطوة تمهيدية للزيارات المرتقبة على مستوى الرؤساء.
ويذكر قورد أوغلو للأناضول أن جدول أعمال الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أنقرة، سيشمل مناقشات الاستثمار المتبادل وفرص التعاون المستدام.
ويتابع: "كلا الزعيمين يدركان الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين تركيا والصين، ويعملان بجد منذ سنوات لتعزيزها، فالزيارات على مستوى القادة تضيف عمقًا للعلاقات القائمة وتفتح الباب أمام شراكات جديدة".
ويضيف: "الأهداف التي ستتمخض عن هذه الزيارات ستلعب دورًا مهمًا في توجيه العلاقات نحو مزيد من التقدم، لا سيما في مجالات مثل زيادة حجم التجارة وتنويع مجالات الاستثمار، مما سيكون له تأثير إيجابي على قطاع الأعمال في كلا البلدين".
ويشير المسؤول التركي إلى وجود فرصٍ كبيرة للتعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والتقنيات الرقمية، موضحًا أن تفوق الصين في تكنولوجيا السيارات الكهربائية يمكن أن يعزز فرص الاستثمار في تركيا.
ويؤكد أن تعزيز العلاقات بين تركيا والصين لن يقتصر على القطاعات التقليدية فقط، بل سيمتد ليشمل استثمارات مبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي وأمن الطاقة وإدارة سلاسل التوريد.
تعزيز التعاون
ويشير قورد أوغلو إلى أن العلاقات الاقتصادية بين تركيا والصين تحمل إمكانات كبيرة لكنها لم تصل بعد إلى المستوى المأمول، مشددًا على الدور المهم لقطاع الأعمال في الاستثمار بتلك الإمكانات.
ويوضح أن الوصول بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى صحي ومستدام يعتمد على الجهود المشتركة لرجال الأعمال في البلدين.
ويذكر أن تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين تركيا والصين لا يسهم فقط في التطور الاقتصادي، بل يعزز أيضًا العلاقات السياسية، مما يجعلها راسخة على أسس متينة.
ويردف: "نعمل في مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية (التركي)، بإدراك كامل لهذه الحقيقة، ونسعى لتعزيز التعاون في قطاعات مختلفة، بما في ذلك المجالات غير التقليدية مثل التقنيات الرقمية".
ويختم قورد أوغلو قائلا: "ندرك أيضًا وجود ارتباطٍ وثيقٍ بين العلاقات الاقتصادية والسياسية، وسنواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز التعاون بين قطاعي الأعمال في تركيا والصين".