سفير أنقرة: سفينتان تركيتان تصلان بيروت الأربعاء لإجلاء ألفي مواطن

قال سفير أنقرة لدى بيروت علي باريش أولوصوي، الأربعاء، إن سفينتين تابعتين للبحرية التركية ستصلان مرفأ بيروت في وقت لاحق اليوم لإجلاء مواطنين أتراك.

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي تشن إسرائيل عدوانا على لبنان بشن غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية، بالإضافة إلى محاولات توغل بري بدأتها في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

وأضاف أولوصوي في تصريحات لمراسل الأناضول أن "المواطنين الأتراك المقيمون في أحياء بيروت تقدموا بطلبات لإجلائهم؛ بسبب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة بيروت".

وأوضح أنه "يوجد من 13 إلى 14 ألف مواطن تركي في لبنان، وتقدم ألفان منهم بطلبات لعملية الإجلاء اليوم".

وتابع أن "السفينتين لديهما القدرة على نقل ألفي شخص من بيروت إلى ميناء مرسين جنوب تركيا، وهناك ستتم مساعدتهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية".

"وتحمل السفينتان القادمتان من تركيا 300 طن من المساعدات، لتلبية احتياجات الإخوة اللبنانيين في هذه الأيام الصعبة"، حسب أولوصوي.

وبيَّن أن "المساعدات تضم أسرّة وخيام وبطانيات وطرود غذائية وأواني مطبخ ومستلزمات نظافة".

وأفاد بأنه "تكاتفت في جمع هذه المساعدات كل من إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) والهلال الأحمر التركي وبعض جمعياتنا وأُرسلت إلى إخواننا وأخواتنا اللبنانيين لتلبية احتياجاتهم الأساسية في هذه الأيام الصعبة".

وأشار السفير إلى أن تركيا "قدمت نحو 30 طنا من المساعدات إلى لبنان في 25 سبتمبر، شملت أدوية ومواد غذائية".

وأردف: "العديد من الدول أرسلت مساعدات إلى لبنان خلال الأوقات الصعبة التي يمر بها، وتركيا من أكثر الدول التي ترسل مساعدات إلى لبنان".

وأكد أن "وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) تعمل أيضا بنشاط كبير" في لبنان.

وواصفا الوضع في لبنان بـ"المقلق"، قال إن "التدهور في البيئة الأمنية، خاصة منذ منتصف سبتمبر، ملموس في كل نقطة من لبنان".

ولفت إلى أن أكثر من مليون شخص نزحوا نتيجة الهجمات الإسرائيلية و"هذه مشكلة خطيرة لبلد بحجم لبنان، ونحن كحكومة تركيا نبذل جهودا لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية".

ووفق الأرقام الرسمية حتى مساء الثلاثاء، قتلت إسرائيل 2119 شخصا وأصابت 10019 منذ بداية القصف المتبادل مع "حزب الله" في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2059، بينهم 1301 قتيل و3618 جريحا وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ أن بدأت حربها على لبنان في 23 سبتمبر.

ومنذ الصباح الباكر، باشرت السفارة التركية باستقبال المواطنين الأتراك في منطقة البيال بالواجهة البحرية لبيروت، تمهيدا لإجلائهم على متن السفينتين، وفق مراسل الأناضول.

ألب أرسلان تونجاي، أحد المواطنين الذين ينتظرون الإجلاء، قال للأناضول: "أسكن في منطقة الحمرا (وسط بيروت)، والتي تبعد 5 كيلومترات عن منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل "حزب الله")، وشعرنا بالهجمات الإسرائيلية بشدة".

وأضاف تونجاي، وهو يعمل أكاديمي في لبنان: "اشتريت تذكرتي طيران، لكن تم إلغاؤهما (الرحلتين) والحمد لله أن حكومتنا أتاحت لنا مثل هذه الفرصة (الإجلاء)".

فيما قالت المواطنة التركية بشرى غلبابا: "جئنا إلى لبنان لمدة أسبوع، ولكن تقطعت بنا السبل هنا منذ 24 يوما، حيث تم إلغاء 3 رحلات (جوية للمغادرة). لذا أسعدنا هذا الخبر (الإجلاء). وكنا على اتصال دائم مع الوزارة (الخارجية)".

وأردفت: "بقينا في منطقة البقاع (شرق لبنان)، ورغم أن المنطقة كانت آمنة، إلا أننا سمعنا أصوات القنابل وشعرنا بالخوف".

وبينما تنتظر وصول السفينتين للعودة إلى تركيا، ختمت غلبابا حديثها قائلة: "نتمنى السلام (للبنان) في أقرب وقت ممكن".

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.