تحرير:

"كسيداس".. ملاذ للأدباء ومعلم ثقافي في إسطنبول

09:5230/07/2024, mardi
الأناضول
"كسيداس".. ملاذ للأدباء ومعلم ثقافي في إسطنبول
"كسيداس".. ملاذ للأدباء ومعلم ثقافي في إسطنبول

- دار الكتب "كسيداس" تأسست عام 1917 على يد الناشر العثماني نيكولاس كسيداس، وبعد وفاته واصل ابنه خريسافي مسيرة والده، ومن ثم تولت حفيدته فاسيليكي إدارتها - الناشر ميخائيل باشا تسلم إدارة الدار محافظاً على وصية مؤسسها بأن تبقى شعلة للعلم - الدار كانت ملجأ لأغلب الأدباء والشعراء على مدى عقود - "كسيداس" أصبحت من أهم المعالم الثقافية لجزيرة بويوك أدا في إسطنبول

في رصيف العبّارات البحرية التاريخي بجزيرة "بويوك أدا" إحدى جزر الأميرات التابعة لولاية إسطنبول التركية، تقع دار الكتب "كسيداس" التي تعرف بـ"ملجأ الأدباء"، الممتد تاريخها إلى 107 أعوام.

ورغم تراجع شعبية المكان، يسعى مالكه ميخائيل باشا جاهدا للمحافظة على هذا التراث الذي يمثل معلماً مهماً من معالم الجزيرة الكائنة في بحر مرمرة.

** شعلة العلم وملجأ الأدباء

كانت الدار على مدى تاريخها ملجأً لكثير من الشعراء والأدباء المعروفين، وأبرزهم نور الله أتاج، ويحيى كمال بياتلي، ورشاد نوري، وضياء كوك ألب، وفائق علي أوزانصوي، ويونس نادي، ويعقوب قدري، وإبراهيم علاء الدين كوفسا، وأورخان سيفي، وأورخان باموق، وأحمد أوميد.

وتأسست الدار عام 1917 على يد الناشر العثماني نيكولاس كسيداس، وبعد وفاته واصل ابنه خريسافي مسيرة والده، ومن ثم تولت حفيدته فاسيليكي إدارة دار الكتب.

وواجهت فاسيليكي التي ولدت عام 1937، خلال العقود اللاحقة صعوبة في إدارة الدار بسبب تقدمها في العمر، ما دفعها لتسليم المتجر إلى الناشر ميخائيل باشا، الذي شرع في إدارة الدار منذ عام 1978.

وعلى مدى 46 عامًا، حرص ميخائيل باشا على الالتزام بوصية مؤسس الدار نيكولاس وابنه خريسافي كسيداس، بأن لا تخلو الدار من الكتب، وأن تبقى شعلة لنور العلم في الجزيرة.

وقال ميخائيل باشا لمراسل الأناضول، إن الأدباء والشعراء يفضلون عادة الإقامة في جزيرة "بويوك أدا" لأجوائها الهادئة، وأن الزوار دائماً ما يمرون بدار الكتب التي تحولت إلى معلم مهم من معالم الجزيرة.

وأوضح أن كل الأدباء في تركيا مروا من هذا المكان، وقال: هنا ملجأ الأدباء وملاذهم، فضلًا عن كون المكان دارًا للكتب. في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، كان الأدباء يجتمعون هنا ليقرروا ما سيكتبونه. كانوا يفضلون هذه الجزيرة بسبب أجوائها الهادئة.

** تنفيذ وصية مؤسس الدار

وأعرب باشا عن حبه الكبير للقراءة وولعه بمتجر كسيداس، قائلاً: "لو لم أكن مولعاً بهذا المكان لما استطعت القيام بهذا العمل. يجب على الإنسان أن يحب عمله. سأواصل العمل هنا ما دامت حياتي تسمح لي بذلك، بدون أي تردد".

وشدد على أن مؤسس الدار، وابنه، وحفيدته كذلك، أوصوا بضرورة بقاء هذه الدار مكانا لخدمة الكتاب. وأضاف: "وعدت هذه العائلة الكريمة بأن أحافظ على هذه الدار، وأن أبذل ما بوسعي لكي لا يكون مكانًا خاليًا من الكتب. أنا مغرم بالكتب وبالمكان. أشعر بأنني مدين لأولئك الذين تركوا لنا هذه الدار".

وعبّر باشا عن سعادته لتكريمه من قبل اتحاد الناشرين في تركيا بجائزة "العمل المميز لدار الكتب"، تقديراً لمساهمة الدار في نشر الثقافة والعلم على مدى 107 سنوات.

وأشار إلى أن سكان الجزيرة يحصلون عبر الدار على الصحف والكتب التي يريدونها، وأن الدار في الماضي كانت مركزًا تُباع فيه الصحف والمجلات والكتب باللغات الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والعربية، والألمانية، واليونانية، والأرمنية.

وعبّر باشا عن حزنه لانخفاض معدلات قراءة الكتب والصحف، قائلاً: "حتى عام 1995 كنت أفتح المتجر في الساعة 5:30 صباحاً من أجل استلام الصحف وتسليمها للقراء، لكن للأسف عصر قراءة الصحف قد انتهى. والشيء نفسه ينطبق على الكتب".

وأكد أهمية القراءة، قائلاً: "لا يمكننا تطوير الذات والحضارة الإنسانية دون القراءة. لقد فقد الشباب الحماسة للقراءة وكذلك روح الجماعة والعمل المشترك. أنصحهم بالعودة إلى القراءة وترك استخدام الهواتف المحمولة للحصول على المعلومات".

** ⁠ثلاثة أجيال من القراء الأوفياء

من جهته، قال أرا سونر، أحد الزبائن المواظبين على زيارة دار الكتب رغم بلوغه 79 عاما، إنه يشتري الصحف والكتب من متجر كسيداس منذ 63 عامًا.

وأضاف للأناضول: "في الماضي، كان الناس يصطفون لشراء الصحف. كان عدد سكان الجزيرة قليلا، ثم زاد مع الزمن. لدينا صحيفة يومية باللغة الأرمنية. آتي يومياً وأقوم بشرائها".

وتابع: "كان والداي أيضًا يشتريان الكتب والصحف من هنا. وقد عودت أبنائي على شراء كتبهم وصحفهم من هذه الدار. نحن نواظب على شراء الصحف والكتب من هنا لثلاثة أجيال".

فيما قال بدري بيكيب، البالغ من العمر 84 عامًا، للأناضول، إنه يشتري الصحف والكتب من دار كسيداس التاريخية منذ 56 عامًا، لافتاً إلى أن الدار تحولت إلى معلم ثقافي مهم من معالم الجزيرة.

#إسطنبول
#تركيا
#ثقافة
#جزر الأميرات

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية