خياران للسعوديين: إما التفتيش أو الترحيل

Ersin Çelik
11:4913/10/2018, Cumartesi
تحديث: 13/10/2018, Cumartesi
يني شفق
القنصل السعودي العام في إسطنبول، محمد العتيبي
القنصل السعودي العام في إسطنبول، محمد العتيبي


كشفت تسريبات أنّ الحكومة التركية قد أمهلت الرياض حتى غد الأحد، بعدما رفضت الأخيرة السماح بتفتيش القنصلية السعودية ومقر إقامة البعثة الدبلوماسية في إسطنبول. فلو لم يقبل السعوديون طلب تفتيش الأماكن التي يُعتقد أنّ جثة الصحفي جمال خاشقجي قد مزقت ودفنت بها؛ فإنّ أفراد البعثة الدبلوماسية في الرياض سيرحلون إلى بلادهم.

لا تزال السلطات التركية تحقق في مصير الصحفي خاشقجي (59 عامًا) الكاتب بجريدة واشنطن بوست. وتثمن الوحدات الأمنية في إسطنبول إمكانية أن يكون جسد خاشقجي، الذي اختفى بعد دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قد دفن بعد قتله. ولهذا السبب فقد وجهت الأنظار صوب مبنى القنصلية ومقر إقامة القنصل العام محمد العتيبي الذي يقع على مسافة 300 متر من القنصلية. ولا تزال المفاوضات مستمرّة مع الرياض لدخول هذين المبنيين وتفتيشهما.

وأفادت تسريبات عدة أنّ الخارجية التركية أمهلت الرياض حتى يوم غد الأحد، على أنّ يرحل القنصل وجميع العاملين بالقنصلية في حالة عدم السماح بإجراء عملية التفتيش. وتعطي معاهدة فيينا، التي تنظم أمور الحصانة الدبلوماسية، الدولة المضيفة هذا الحق في حالة ظهور ارتكاب جريمة شنيعة.

وصول وفد سعودي

وكانت الحكومة السعودية قد عرضت على نظيرتها التركية تشكيل "مجموعة عمل مشتركة"، ولهذا فقد أرسلت وفدًا إلى إسطنبول. وقد وصل الوفد المكون من 11 شخصًا أولا إلى أنقرة ومنها إلى إسطنبول حيث مكثوا داخل مبنى القنصلية لمدة نصف ساعة. ومن المقرر أن يعقد الوفد اجتماعًا اليوم، السبت، مع السلطات الأمنية التركية، وهناك تقارير تفيد بأنّ الوفد يريد المشاركة في فعاليات الشرطة التركية الرامية للوصول إلى أدلة حول القضية. كما سيخطط الطرفان خلال الاجتماع كيف سيمكن التحرك بشكل مشترك لتفتيش مبنى القنصلية.


احتمالية دفنه

وأضافت التقارير أن الوفد السعودي الذي وصل إلى مبنى القنصلية في حي ليفنت على متن 4 سيارات أجرى فحصًا مبدئيًّا قصير داخل المبنى، مشيرة إلى أنّ التفتيش المنتظر للقنصلية سيتمّ تحت إشراف الوفد السعودية، وموضحة أنّ السعوديين سمحوا بإجراء التفتيش في المرحلة الأولى عن طريق قولهم "تستطيعون النظر بالعين، لكن لا يمكنكم التفتيش والحفر". بيد أنّ السلطات الأمنية في تركيا تؤمن بأنّ جثة خاشقجي، التي يُعتقد أنها مزقت إلى أجزاء؛ مدفونة إما في القنصلية أو مقرّ إقامة القنصل.

وفي حالة استمرار التجاذب بين أنقرة والرياض حول البحث عن أدلة، فإنّ تركيا ستلجأ لاستخدام حقها في "ترحيل" القنصل ومساعديه.

أماكن أخرى

وأما الأماكن التي من المنتظر حفرها ليست المباني التابعة للقنصلية فحسب؛ إذ كشفت التحريات النقاب عن أن حافلة صغيرة تابعة للقنصلية عبرت إلى الجانب الآسيوي من إسطنبول مباشرة عقب اختفاء خاشقجي وأجرت جولة في الأحياء الخلفية لمقاطعة بنديك إلى أن عادة إلى حي ليفنت بعد رحلة استغرقت 6 ساعات ونصف. ويتوقع أن تبادر السلطات التركية إلى إصدار أمر بالحفر كذلك في أماكن ستحدد نتيجة التحريات المفصلة حول تحركات السيارة أو السيارات التابعة للقنصلية. وستبحث الشرطة خلال عمليات الحفر هذه عن جثة خاشقجي.

السيارات متوقفة

وقد لفت الانتباه كذلك توقف السيارات التي أقلّت فرق الاغتيال الذي جاء إلى تركيا لإعدام خاشقجي أمام مبنى القنصلية. وكان الفريق المكون من 15 فردا القادم من السعودية قد استقل سيارتين تحملان لوحتي معدنيتين 34 CC 1865 و34 CC 2248 وتتبعان القنصلية. وكانت تلك السيارتان قد نقلتا الفريق الخاص إلى مقرّ إقامة القنصل بعد ساعتين من دخول خاشقجي القنصلية، وقد لوحظ أنّ السيارتين كانتا مركونتين أمس كذلك أمام مبنى القنصلية.

#إسطنبول
#تركيا
#السعودية
#القنصلية السعودية
#جمال خاشقجي