سعيًا لنسيان أيام عصيبة وآلام عاشوها في سوريا، وممارسة رياضة عشقوها، يواظب شبان سوريون على لعب كرة القدم في مخيم اللاجئين بولاية عثمانية، جنوبي تركيا، التي لجأوا إليها هربًا من هول الحرب في بلادهم.
ويؤدي الشبان اللاجئون من محافظتي اللاذقية (غرب سوريا) وحماة (وسط)، تمريناتهم في ملعب عشب اصطناعي مقام بالمخيم، حيث أسسوا فريقًا حتى يتمكنوا من لعب كرة القدم بشكل منتظم.
وفي حديث للأناضول، قال راشد زاهد، الذي سبق وأن لعب في دوري الهواة بسوريا، "أتيت إلى تركيا من اللاذقية، وننفذ أنشطة ومشاريع رياضية في مخيم عثمانية الذي نقيم فيه".
ولفت أنهم يقيمون دورات تدريبية في كرة القدم إضافة إلى رياضات أخرى للأطفال والفتية بالمخيم، وقال: "كنت ألعب في دوري الهواة بسوريا، وبعد سنتين من التعليم والتدريب حصلت على شهادة تدريب رسمية، وأدرب الأطفال والفتية هنا".
وأضاف: "لدينا في فريقنا لاعبين مرخصين ولذلك فإنهم يساعدونني في التدريب، وحاليًا ندرب 150 طفلًا تتراوح أعمارهم ما بين 8 سنوات وحتى 18 عاما".
من جانبه، لفت ياسر إدّي، الذي قدم من اللاذقية، أنه يعشق كرة القدم، وأنها باتت تقريبًا أسلوب حياة بالنسبة له، قائلًا "كنت ألعب بشكل محترف في اللاذقية، ومنذ عامين أواصل ممارستها والتدريب هنا في المخيم، ونحن متفائلون بهذا الصدد ولكن نحتاج إلى الدعم".
وأعرب عن سعادته لتأمين البنية التحتية المطلوبة في المخيم من أجل لعب كرة القدم، مؤكدًا أن الكرة تنسيه ما عاشه في سوريا.
بدوره، ذكر اللاعب التركماني عمر جقل من اللاذقية، أنه كان يلعب كرة القدم في محافظته قبل اللجوء إلى تركيا، لافتًا أن الناس في المخيم وخارجه ساعدوهم كثيرًا بخصوص الاستمرار في ممارسة رياضتهم المفضلة.
وأكد أنهم يبذلون ما بوسعهم من أجل أن تأتي تلك المساعدات أُكلها، وقال "أتيت من منطقة بايربوجاق، باللاذقية، وطبعًا إقامة ملعب هنا أمر رائع بالنسبة لنا حيث يمكننا اللعب كما نشاء".
وتظهر البيانات الرسمية التركية أن البلاد أنفقت أكثر من 25 مليار دولار من مواردها الوطنية لاستضافة أكثر من 3 ملايين لاجئ منذ بداية الأزمة السورية عام 2011.