المعارض الإيراني مهران كريمي ناصر الذي عاش 18 عاما داخل مطار شارل ديغول الفرنسي وأدى شخصيته الممثل توم هانكس في فيلم"ذا ترمينال" للمخرج ستيفن سبيلبرغ عام 2004..
أعلنت سلطات مطار شارل ديغول الفرنسي، وفاة البطل الحقيقي لفيلم "ذا ترمينال" للمخرج ستيفن سبيلبرغ، وهو المعارض الإيراني مهران كريمي ناصر الذي عاش 18 عاما داخل المطار.
وتوفى كريمي، السبت، إثر إصابته بأزمة، وفقا لمسؤول في إدارة المطار.
ونقلت وكالة "أسوشيتيد برس"، الأحد، عن المسؤول -رفض نشر اسمه - قوله إن الفريق الطبي بالمطار حاول علاج كريمي "لكنهم لم يتمكنوا من إنقاذه".
وعاش كريمي في المبنى رقم 1 بالمطار منذ عام 1988 حتى عام 2006، على خلفية فقدانه أوراقه الثبوتية التي تمكن إدارة المطار من السماح له بمغادرة المطار باتجاه بريطانيا، حيث كانت وجهته الرئيسية قبل 34 عاما.
كان كريمي ينام على مقعد بلاستيكي، ويقيم صداقات مع عمال المطار، ويستحم في مرافق الموظفين، ويكتب في مذكراته، ويقرأ المجلات، ويستطلع المسافرين العابرين.
وأطلق عليه الموظفون لقب اللورد ألفريد، وأصبح من المشاهير بين الركاب.
واستوحى المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ قصة فيلم "ذا ترمنال" من كريمي، وأدى شخصيته الممثل الشهير توم هانكس.
وظهر كريمي في عدد من الصور وهو بجانبه الملصق الدعائي للفيلم الهوليوودي الذي صدر عام 2004.
ولد ناصري عام 1945 في سليمان، منطقة إيرانية كانت تخضع للولاية البريطانية آنذاك، لأب إيراني وأم بريطانية.
غادر إيران للدراسة في إنجلترا عام 1974. وقال إنه عندما عاد، سُجن بسبب احتجاجه على الشاه وطُرد من دون جواز سفر.
تقدم كريمي بطلب لجوء سياسي في عدة أوروبية، ومنحته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بلجيكا أوراق اعتماد كلاجئ ، لكنه قال إن حقيبته التي تحتوي على شهادة اللاجئ سُرقت في محطة قطار في باريس.
اعتقلته الشرطة الفرنسية في وقت لاحق، لكنها لم تستطع ترحيله إلى أي مكان لأنه ليس لديه أي وثائق رسمية، فانتهى به الأمر في مطار شارل ديغول منذ أغسطس/آب 1988.
وفي السياق، لفتت "أسوشيتيد برس" إلى أن المزيد من الأخطاء البيروقراطية وقوانين الهجرة الأوروبية الصارمة أدت إلى إبقاء كريمي كشخص "لا أرض" له لسنوات.
يشار إلى أن كريمي عاد إلى الحياة في مطار شارل ديغول قبل أسابيع من وفاته، إذ نقل عام 2006 لتلقي العلاج داخل إحدى المستشفيات ثم نقل بعدها إلى أحد الملاجئ في العاصمة الفرنسية باريس.