سقط في قدر فاحترق.. مصرع طفل غزي بسلاح التجويع الإسرائيلي

16:0811/01/2025, Cumartesi
الأناضول
سقط في قدر فاحترق.. مصرع طفل غزي بسلاح التجويع الإسرائيلي
سقط في قدر فاحترق.. مصرع طفل غزي بسلاح التجويع الإسرائيلي

ـ الطفل عبد الرحمن أبو نبهان (4 سنوات) لقي مصرعه بعدما سقط في قدر طعام يغلي خلال انتظاره دوره للحصول على وجبة طعام دافئة مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة: ـ الحادث انعكاس للواقع المرير الذي يعانيه الشعب الفلسطيني نتيجة استمرار جريمة الإبادة الجماعية ـ 80 بالمئة من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر ومعظمهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية ـ ارتفاع معدلات الوفيات "7 أضعاف" مقارنة بما قبل بدء الإبادة لأسباب أبرزها الجوع والمرض

في مشهد مأساوي، لقي الطفل عبد الرحمن أبو نبهان (4 سنوات) مصرعه متأثرا بحروق أصيب بها بعدما سقط في قدر طعام يغلي داخل إحدى التكيات الخيرية وسط قطاع غزة، بينما كان ينتظر دوره للحصول على ما يسد رمق جوعه في ظل إمعان إسرائيل بالإبادة الجماعية للشهر الـ 16.

ولم يحتمل جسد الطفل المنهك والجائع الحروق من الدرجة الثالثة التي أصابته من رأسه وحتى منطقة الحوض، فتوفي الجمعة بعد ساعات أمضاها داخل العناية المركزة في محاولة لإنقاذه.

حالة الجوع، التي تستخدمها إسرائيل سلاحا في حرب إبادتها الجماعية ووصل إليها أهالي قطاع غزة، تسببت بتدافع شديد للنازحين أمام تكيات توزيع الطعام للحصول على وجبات تنقذ أفراد عائلاتهم من الموت جوعا.

ويعتمد معظم النازحين البالغ عددهم مليونين من أصل 2.1 مليون فلسطيني يقطنون في قطاع غزة، في لقمة عيشهم على المساعدات الإغاثية والوجبات القليلة التي توزعها التكيات الخيرية.

كما شكل الجوع إلى جانب المرض، أبرز أسباب ارتفاع معدلات الوفيات في القطاع "سبعة أضعاف" مقارنة بما قبل بدء الإبادة الجماعية، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

فبينما كان الطفل عبد الرحمن ينتظر دوره آملا حصوله على وجبة فاصولياء ساخنة كانت ستساهم في تدفئة جسده الصغير وسط أجواء شديدة البرودة، سقط في القدر الذي نظر إليه بعيون من الأمل.

حالة من التدافع بين النازحين تسببت بسقوط الطفل داخل القدر الذي كان يغلي في حينه.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لوالد الطفل وهو يحمله بعدما لقي مصرعه متأثرا بحروقه، التقطه ابن عمه المصور الصحفي المتعاون مع الأناضول سائد أبو نبهان، والذي قُتل برصاص قناص إسرائيلي بعد ساعات من تصوير هذه المشاهد.

** الجوع القاتل

حالة من الحزن اجتاحت عائلة أبو نبهان، بعد وفاة عبد الرحمن، حيث قالت شقيقته الطفلة "رهف" بدموع لم تفارق عينيها: "ذهب ليحضر طعاما.. لكنه مات"، بحسب مقطع الفيديو.

وقال عمه أبو إلياس، في منشور على منصة فيسبوك: "وفاة ابن أخي عبد الرحمن نبيل أبو نبهان الذي يبلغ من العمر 4 سنوات بسبب تدافع مؤلم في مركز إيواء مدرسة بنات المفتي في مخيم النصيرات".

وعن خلفية الحاث، قال أبو إلياس: "أثناء توزيع الطعام (في التكية) سقط في قدر يغلي، ليحترق جسده الصغير بحروق من الدرجة الثالثة ولم تكن صرخاته سوى نداء للرحمة وسط فوضى الألم".

فيما قال شقيق أبو إلياس، إن السيدة التي انتشلت عبد الرحمن من القدر الذي كان يغلي بعد سقوطه فيه، أُصيبت يداها بحروق أيضا.

ولأكثر من مرة، قالت مؤسسات حقوقية أممية ودولية إن إسرائيل تستخدم الجوع سلاحا في غزة، وسط تحذيرات من استفحال المجاعة بالقطاع.

** مآسي الإبادة

بدوره، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة الطفل عبد الرحمن نبيل أبو نبهان الذي استشهد جراء حادثة تدافع مؤلمة أثناء توزيع الطعام في إحدى التكيات بمخيم النصيرات".

واعتبر الثوابتة، في تصريح للأناضول، هذا الحادث "انعكاسا للواقع المرير الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 460 يوما".

وأضاف: "استمرار الإبادة السبب الرئيسي وراء كل هذه المآسي، حيث أدى الحصار الخانق والاعتداءات المتكررة إلى انهيار القطاعات الصحية والاقتصادية، ما جعل شعبنا يعيش في ظروف قاسية ومأساوية".

وأوضح أن هذه "ليست الحالة الأولى وإنما هي امتداد لحالات أخرى توفيت لذات الأسباب، أبرزها الجوع والبحث عن الطعام، حيث يمنع الاحتلال إدخال المساعدات ويمارس التجويع وسط صمت دولي فظيع".

وبيّن أن أكثر من 80 بالمئة من سكان قطاع غزة باتوا يعيشون تحت خط الفقر حيث تعتمد غالبيتهم الساحقة على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وبناء على ذلك، فقد أصبح الجوع واقعا يوميا لكثير من الأسر في قطاع غزة، وفق قوله.

** نقص الكوادر

وعن أسباب حالة التدافع، قال الثوابتة إن الاستهداف الإسرائيلي المتعمد لرجال الشرطة وعناصر تأمين توزيع المساعدات كان له دور في نقص الكوادر المسؤولة عن تنظيم عمليات التوزيع.

وقال: "لو لم يتم استهدافهم لكان هناك تنظيم أفضل، ما يقلل حالات التدافع ويسهل عملية وصول الغذاء إلى الناس ويحفظ أرواح المدنيين".

وأشار إلى أن إسرائيل قتلت بقصف مباشر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نحو 736 من عناصر تأمين المساعدات.

** مساعدات ضئيلة

وعن المساعدات الإغاثية لغزة، قال الثوابتة إن عدد الشاحنات التي دخلت القطاع بشكل يومي في الفترة الأخيرة لم يتجاوز 30.

وأردف معلقا أن "العدد ضئيل جدا ولا يلبي الحد الأدنى من احتياجات سكان القطاع".

وحذر من وصول الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى مستويات كارثية في حال نفذت إسرائيل تهديداتها بمنع وصول المساعدات إليه.

وأضاف: "إذا قامت إسرائيل بتنفيذ تهديدها بقطع المساعدات، فإن معاناة الشعب الفلسطيني ستزداد بشكل كبير (بينهم أكثر من 1.7 مليون طفل وامرأة)".

وأكد أن "قطاع غزة شهد ارتفاعا ملحوظا في معدلات الوفيات بسبعة أضعاف ما كانت عليه أقبل بدء الإبادة الجماعية"، لافتا إلى أن من أسباب ارتفاع الوفيات الجوع والمرض.

ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية "للتحرك العاجل للضغط على الاحتلال لرفع الحصار ووقف الإبادة الجماعية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام".

والسبت الماضي، كشفت القناة "12" العبرية الخاصة أن تل أبيب تدرس تخفيض المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كبير مع بداية ولاية الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري.

ونقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمّه قوله: "نشك في أن تكون كمية المساعدات التي يتم إدخالها إلى قطاع غزة اليوم، مماثلة لتلك التي ستدخل في عهد إدارة ترامب".

وادعى المسؤول الإسرائيلي أن المساعدات تذهب إلى حماس ما يساعدها في استعادة قوتها والبقاء في السلطة.

وخلال الأشهر الأخيرة، استفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المطبق، لا سيما في محافظة الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع منذ 5 أكتوبر 2024، وسط تحذيرات دولية وأممية من مخاطر ذلك على حياة النازحين.

وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطني القطاع البالغ عددهم حوالي 2.1 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد من الغذاء والماء والدواء.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 155 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

#إبادة
#الجوع
#المجاعة
#النصيرات
#تكيات
#طفل
#غزة
#فلسطين
#مصرع