ـ نتنياهو يهدد الحوثيين بدفع "ثمن باهظ" لهجومهم على إسرائيل ـ كاتس متوعدا قادة الحوثيين: يد إسرائيل الطويلة ستصل إليكم في كل مكان
أكدت إسرائيل، الجمعة، أنها تعمّدت مهاجمة اليمن أثناء مظاهرة حاشدة دعما لغزة، "لتوصيل رسالة قوية" مفادها أن "من يضر بإسرائيل سيتضرر 7 أضعاف" و"لا حصانة لأحد".
وفي وقت سابق الجمعة، قتل شخص وأصيب 9 آخرون وتضررت منازل، جراء 25 غارة أمريكية إسرائيلية بريطانية استهدفت بنى تحتية تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء شمالي اليمن، ومحافظتي عمران (شمال)، والحديدة (غرب)، وفق ما أعلنته جماعة "الحوثي" وأكدته إسرائيل.
وأظهرت مشاهد حيّة بثتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، وقوع الغارات على العاصمة صنعاء، بالتزامن مع مظاهرة حاشدة حيث قابلتها الحشود بهتافات مثل: "ما (لا) نبالي ما نبالي ما نبالي.. واجعلوها حرب كبرى عالمية".
وفي هذا الصدد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان: "لقد سمع آلاف الحوثيين الذين شاركوا في مسيرة كراهية ضد إسرائيل قوة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي"، على حد وصفه.
وفي بيان ثانٍ، توعّد كاتس باغتيال قادة الحوثيين أينما كانوا.
وقال: "إن هجوم الجيش الإسرائيلي اليوم (الجمعة) في اليمن؛ رسالة واضحة لا لبس فيها إلى زعيم منظمة الحوثي عبد الملك الحوثي وزعمائها في اليمن: لن تكون هناك حصانة لأحد، سنلاحقكم ونطاردكم وندمر البنية التحتية المعادية التي أنشأتموها. يد إسرائيل الطويلة ستصل إليكم في كل مكان".
وأضاف كاتس: "ميناء الحديدة مشلول وميناء رأس عيسى يحترق والرسالة واضحة: من يضر بإسرائيل سيتضرر 7 أضعاف".
وفي السياق ذاته، نقلت هيئة البث العبرية عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمّه قوله، إن تل أبيب "اختارت الهجوم في وضح النهار لتوصيل رسالة قوية".
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، "تم أخذ التظاهرة الحاشدة في اليمن، والتي تجري كل أسبوع، بعين الاعتبار، لتحقيق تأثير في الوعي"، وفق اعتقاده.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان: "كما وعدنا فإن الحوثيين يدفعون، وسيستمرون في دفع ثمن باهظ لعدوانهم علينا"، بحسب ادعائه.
وأضاف نتنياهو: "هاجمنا اليوم أهدافا لنظام الحوثي في الشريط الساحلي الغربي وعمق اليمن".
وتابع مهددا: "أكرر، لن نتسامح مع أي أذى يلحق بمواطنينا وبلدنا، وسنعمل بكل حزم وقوة ضد أي كيان يهدد إسرائيل - أينما ومتى كان ذلك ضروريا".
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان أرسل نسخة منه للأناضول: "أغارت طائرات حربية لسلاح الجو بتوجيه من هيئة الاستخبارات وسلاح البحرية على أهداف تابعة لنظام الحوثي في منطقة الساحل الغربي وفي عمق اليمن".
وأضاف: "من بين الأهداف المستهدفة في الغارات بُنى تحتية في محطة الطاقة حزيز، التي تستخدم كبنية تحتية كهربائية مركزية يستخدمها نظام الحوثي في أنشطته العسكرية"، وفق ادعائه.
وتابع الجيش الإسرائيلي: "كما تمت مهاجمة بنى تحتية في ميناء راس عيسى، وميناء الحديدة، في منطقة الساحل الغربي".
وقال إن "الأهداف التي تم استهدافها تثبت استخدامها العسكري من قبل نظام الحوثي، الذي يستغل البنى التحتية المدنية في اليمن لأغراض معادية"، وفق ادعائه.
وبرر الجيش هذه الغارات، بأنها تأتي "في ضوء الهجمات المتكررة من نظام الحوثي ضد دولة إسرائيل ومواطنيها وضد البنى التحتية المدنية فيها، والتي تشمل إطلاق مسيّرات وصواريخ أرض- أرض، نحو الأراضي الإسرائيلية".
و"تضامنا مع غزة" بمواجهة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، يهاجم الحوثيون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيّرة كما يهاجون أهدافا في إسرائيل.
من جهتها، قالت هيئة البث العبرية الرسمية: "للمرة الأولى هجوم مشترك إسرائيلي أمريكي بريطاني على أهداف حوثية باليمن".
ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تسمه، أن "تل أبيب نفذت هجمات في اليمن بالتنسيق مع واشنطن".
ومنذ مطلع 2024، بدأت واشنطن ولندن شن غارات جوية وهجمات صاروخية على "مواقع للحوثيين" باليمن.
وهو ما قابلته جماعة الحوثي بإعلان أنها باتت تعتبر السفن الأمريكية والبريطانية كافة ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصله أسلحتها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب "إبادة جماعية" على غزة، أسفرت عن أكثر من 155 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.